ثقافة
أخر الأخبار

أبدع فناً جديداً اسمه «المرج خيط» إبراهيم البريدي.. يحوّل قصاقيص القماش إلى لوحات تحتفي بالحياة

الفنان إبراهيم البريدي أبدع فن الرسم بالمرج خيط منذ عام 2005 إلي الآن قدم ما يقرب من 18 معرضا خاصا بعناوين مختلفة وأفكار مغايرة، كما قدم 12 كتاباً لرسوم الأطفال بهذا الأسلوب، والبريدي حصل على عدة جوائز محلية ودولية منها جائزة الشارقة للأدب ورسوم الطفل الاحترافي عام 2014 وجائزة الدولة التشجيعية في الفنون عن رائعة صلاح جاهين الليلة الكبيرة، ويعتبر الفنان إبراهيم البريدي من أهم الفنانين التلقائيين في مصر والعالم العربي.
«أسرتي» التقت البريدي في معرضه الأخير بقاعة «دروب» بالقاهرة والذي جاء تحت عنوان «في منتهى الحب» لتقترب من عالمه الخاص وكيف ينتج لوحاته القماشية وسر انتقاله من الكاريكاتير إلى التشكيل بقصاقيص القماش:

الحب له عناصر كثيرة مثل الاحتواء والتسامح والمشاركة والتضحية في سبيل من نحب

بداية حدثنا عن معرضك الأخير (في منتهى الحب)؟
– قدمت في هذا المعرض بقاعة دروب بالتحرير مجموعة من اللوحات تعبر عن معان كثيرة للحب تصل إلى ما يقرب من خمسين لوحة تتمحور جميعها حول فكرة الحب، حب الله وحب الأمومة… الزوج للزوجة والعكس صحيح… الحبيب لحبيبته… مثل روميو وجولييت… حسن ونعيمة… عنتر وعبلة… حب الحياة… حب الفن… والحب له عناصر كثيرة مثل الاحتواء والتسامح والمشاركة والتواصل والتضحية في سبيل من نحب، هذا المعرض لنشر البهجة والتفاؤل لتنكسر الرتابة والنمطية وحواجز الخوف الذي نعيشه هذه الأيام وسط أجواء كورونا.

بدأت رساماً للكاريكاتير ثم تحولت إلى هذا اللون الفني كيف جاءت هذه النقلة النوعية؟
– على مدى 12 عاما عملت رساما للكاريكاتير في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، وكنت أتردد على القاهرة وأعيش في منزلي الريفي أستمتع بالطبيعة والخضرة والهدوء وكانت تصنع بعض السجاجيد التي نجلس عليها من قصاصات القماش لاستغلالها بدلاً من رميها فبدأت تراودني فكرة استغلال هذه القصاقيص في أعمال فنية تشكيلية، وبدأت أجرب ذلك حتى نجحت في عمل مجموعة من اللوحات، ومع تشجيع الزملاء من الفنانين، خاصة صديقي الفنان سمير عبدالغني أقمت المعارض ومع نجاح كل معرض ازداد إيماني رسوخا بهذا اللون لدرجة أنني هجرت الكاريكاتير وتفرغت لإنتاج لوحاتي التشكيلية من قصاقيص القماش.

لتسميته فن «المرج خيط» قصة بدأت بسكني في حي المرج!

هذا اللون الفني جديد ما سبب تسميته بفن المرج خيط وماذا يعني هذا الاسم؟
– كنت أمارس هذا اللون الفني دون أن أحدد له اسما معيناً يعرف به، لكن قصة تسميته بفن المرج خيط جاءت بسبب سكني في منطقة المرج بالقاهرة، وذات يوم كنت أسير في السوق باحثا عن قماش بألوان نابضة وزاهية فسألني الناس عن اسم الفن الذي أستخدم فيه قصاقيص القماش، ففكرت قليلا ثم قلت مرج خيط لأني بدأت ممارسة هذا الفن في منطقة المرج واعتمدت على الخيوط في تركيب نسيج القماش موظفا الخيط كعنصر فني وجمالي في لوحاتي ومن هنا جاءت التسمية.

بما أن هذا الفن خاص بك وأنت أول من عمل بهذا الأسلوب فهل تقيم ورشا تعليمية للأطفال والشباب لاستمرار هذا اللون الفني وانتشاره؟
– بالفعل قدمت مجموعة من الورش التعليمية بهدف تعليم هذا الأسلوب الفني في بعض الجامعات المصرية والخاصة وبعض المراكز الثقافية وقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة بدار الأوبرا المصرية لعدة سنوات للأطفال والشباب، وقمت بتدريب أكثر من 3000 فرد بين عاملين وطلاب وأساتذة جامعيين بكليات الفنون الجميلة، وأعتقد أن هناك جيلا جديدا من الشباب أصبح يمارس هذا اللون الفني، وان اختلفت قدراته بحسب درجة الموهبة والاستعداد لممارسة هذا الفن.

فن المرج خيط انتقل من قاعات المعارض إلى كتب الأطفال

هل ظل هذا الفن مقصوراً على المعارض فقط أم تم توظيفه في ميادين أخرى؟
– أستطيع أن أقول إن فن المرج خيط انتقل من قاعات المعارض إلى كتب الأطفال كرسوم تعبيرية مبهجة ونشر في العديد من المجلات المصرية والعربية مثل (قطر الندى) و(العربي الصغير) في الكويت، بل تجاوزت ذلك وأصبحت تدخل في صناعة الملابس والحقائب فتطلب مني بعض الجهات تنفيذها على الملابس والشنط كشكل جمالي يجذب المشترين.

ما الأدوات المستخدمة في إنتاج لوحاتك والمراحل التي تمر بها لوحة القماش التشكيلية حتى تصل بها إلى هذا الشكل الجمالي؟
– أستخدم أدوات بسيطة، وهي قصاقيص القماش الملونة والخيوط والإبرة والمقص وتصل هذه القصاقيص الخام التي أستخدمها في تشكيل لوحاتي إلى عشرات، وربما مئات الكيلوات من بقايا الأقمشة بألوانها المختلفة لكي يكون أمامي فرصة لاختيار ما يناسب أفكاري من بينها فهي بمثابة الألوان التي يستخدمها الفنان التشكيلي، أما تصميم اللوحة فيمر بمراحل عديدة أولاها إعداد الخلفية ثم قص القماش ولصق القطعة المقصوصة ثم الخياطة وتركيب الإكسسوارات الإضافية حتى أشعر بأن خامة القماش الصماء أصبحت تنطق بأسمى المشاعر والأحاسيس وتعبر عن تراثنا الشعبي أو التراث الإنساني بشكل عام بحسب فكرة المعرض الذي أحضر له.

صديقي الفنان عبدالوهاب عبد المحسن كان يرتدي قميصاً بلون تركوازي أعجبني فأحضره لي بعد ساعات لعمل لوحة منه!

هل تعرضت لبعض المواقف الطريفة وأنت تبحث عن قصاقيص القماش؟
– في إحدى المرات وجدت صديقي الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن يرتدي قميصا بلون تركوازي لافت والقماش ملمسه محبب بشكل استثنائي، فعبرت له عن إعجابي بقميصه بعدها بعدة ساعات وجدته يحضر لي قميصه هدية، وقال لي: أنا أعلم أنك لن ترتديه وستستخدمه في لوحاتك، وبالفعل أنتجت من هذا القميص 6 لوحات منها لوحة بائع العرق سوس وبورتريه له ولوحات لبنات شعبيات. أبدع فناً جديداً اسمه «المرج خيط».

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق