أبناء النجوم.. فنانون بالوراثة أم بالموهبة؟
يعتبر أبناء النجوم أكثر حظاً من غيرهم فأبواب الشهرة مفتوحة لهم على مصراعيها، كما أن خبرة آبائهم في مجال الفن تمهد لهم الطريق وتزيل الصعاب أمامهم فوصولهم للجمهور أسهل بكثير من وصول غيرهم وبعضهم شاركوا آباءهم في أعمالهم والبعض الآخر تألقوا في أعمال مستقلة، ولكن هذا لا يلغي حقيقة أن لكل مجتهد نصيباً وأن الذي يسعى للتميز يناله، وفي هذا الاستطلاع نفتح ملف أبناء الفنانين، هل هم موهوبون بالفعل أم سارقون لفرص غيرهم دون موهبة؟ وهل الجماهير تمنح النجومية لغير الموهوبين حتى لو كانوا أبناء نجوم كبار أم تسقطهم مع الأيام لأنهم عديمو الموهبة؟
رامي إمام فشل في التمثيل فاتجه للإخراج ومحمد نجح بعد خروجه من عباءة والده
دفع الفنان عادل إمام بابنيه إلى الوسط الفني، أحدهما في الإخراج والآخر في التمثيل وقد أثبت رامي إمام جدارته وأكد موهبته الإخراجية حين أبدع مع والده في العمل بعد أن قام بإخراج أفلام «حسن ومرقص» و«أمير الظلام»، وفي الدراما أخرج لوالده المسلسل الشهير «فرقة ناجي عطاالله» ثم «العراف» لينطلق بقوة ويثبت وجوده كمخرج مستفيدا من قيامه بإخراج 6 أفلام قبل التعامل في المجال الاحترافي بعد أن فشل في التمثيل حيث ظهر مع والده في فيلم «النوم في العسل» في دور صغير لم يكن موفقا فيه أما شقيقه محمد إمام فقد دخل المجال الفني محاولا تقليد والده أو متأثرا به إلى حد كبير ففشل فيلمه الأول «البيه رومانسي» ولم يحقق إيرادات ولاقى نقدا لاذعا لتفاهة الأداء، وقد طالبه كثير من النقاد بالحصول على «كورسات» تدريبية في التمثيل إذا أراد الاستمرار ليعيش خارج عباءة الزعيم وبالفعل برز في أدواره المتناسقة مع والده في «فرقة ناجي عطا الله» و«حسن ومرقص» و«عمارة يعقوبيان»، ثم في مشاركة متميزة في «ساعة ونص» و«حلم عزيز» و«جحيم في الهند»، وفي الدراما «خطوط حمراء» و«صاحب السعادة» ليحصد بطولات مطلقة في «هوجان» و«لمعي القط» ليثبت للساحة أنه موهوب بالفعل.
كريم محمود عبد العزيز
الفنان كريم محمود عبدالعزيز نجل الفنان الشهير محمود عبدالعزيز بدأ مسيرته الفنية في فيلم «البحر بيضحك ليه» عام 1995 ثم في عام 2000 في فيلم «الناظر» وتوالت أفلامه «النمس، بحر النجوم، حصل خير، هاتولى راجل، جوازة ميري، ومن المسلسلات «أحزان مريم، الجماعة، كلام نسوان، برة الدنيا، شقة فيصل، ليقدم مع والده قبل رحيله محمود المصري، باب الخلق، جبل الحلال، راس الغول». ومع ان كريم محمود عبد العزيز يتمتع بخفة الدم والتلقائية لكن يعيب عليه أنه يحاول تقليد والده في نظراته وحركاته وهذا يؤثر على أدائه، ومازال يسعى لتحقيق النجومية.
ياسر ورامز جلال نجومية مع سبق الإصرار والترصد
لمع النجمان رامز جلال وياسر جلال ابنا المخرج الكبير أحمد جلال توفيق فتميزا بأعمال مختلفة، حيث تألق النجم رامز جلال من خلال سلسلته في برامج الكاميرا الخفية التي لاقت نجاحا كبيرا وهوجم كثيرا بسبب خطورتها ومنها رامز بيلعب بالنار ورامز قلب الأسد ورامز سمك القرش، لكن أول عمل قام به رامز كان أثناء دراسته بالمعهد وكان ذلك في مسرحية «جوز ولوز» بطولة أحمد بدير وشارك في أدوار ثانوية في عدد من المسلسلات منها «ناس ولاد ناس» ثم «الوعد الحق» و«القضاء في الإسلام» ثم «أنت لست زوجي» و«حياة الجوهري» وأول فيلم شارك فيه هو «55 إسعاف» من إخراج مجدي الهواري، وبالرغم من أن الدور كان صغيراً إلا أن رامز استطاع لفت الأنظار لتتوالى أفلامه «ميدو مشاكل» مع أحمد حلمي ثم «الباشا تلميذ» مع كريم عبد العزيز و«حبك نار» مع مصطفى قمر ثم حصد البطولات بداية من «أحلام الفتى الطائش» وانتهاء بـ «سبع البرومبة» هذا العام لكن ظل برنامجه الكاميرا الخفية طاغيا على كل أعماله الفنية وهو الذي حقق له النجومية.
ياسر جلال هو الشقيق الأكبر لرامز جلال دخل عالم الفن عام 1983 في فيلم «الراقصة والطبال» وهو في الرابعة عشرة من عمره وغاب فترة قبل أن يعود في فيلم «النوم في العسل» مع عادل إمام في دور صغير ليقدم بعده أفلام «شد أجزاء، «أمير البحار»، «يوم الكرامة» و«شجيع السيما»، ومع نادية الجندى قدم «بونو بونو وأمن دولة» وفي مجال الدراما لمع في المسلسل الناجح «لن أعيش في جلباب أبي» مع نور الشريف، وتميز بعدة أعمال أخرى ناجحة مثل «الوعد الحق»، «نحن لا نزرع الشوك»، «أولاد حضرة الناظر»، و«دهشة»، و«القاصرات» و«ساحرة الجنوب»، و«ماما في القسم» و«يتربي في عزو»، والكثير من المسلسلات حتى حصد أخيرا بطولات مطلقة في «ظل الرئيس» و«رحيم» و«ذهاب وعودة» وقد قيل عنه إنه رشدي أباظة الجديد لوسامته وجديته وبدون شك حقق رامز وياسر نفسيهما فنيا وأثبتا موهبتهما الكبيرة.
أحمد الفيشاوي قضاياه في المحاكم تطغى على أعماله الفنية
الفنان أحمد الفيشاوى تغلب قضاياه الشخصية وحياته العائلية على أخباره الفنية، فهو نجل الراحل فاروق الفيشاوي والمعتزله سمية الالفي لم يثبت أنه يستحق أن يكون نجم شباك، كما أن الكثيرين كرهوه بسبب إنكاره لزواجه العرفي من السيدة هند الحناوي وإنجابه طفلة حكمت المحكمة بإثبات الزواج وأبوته لها وذلك كان له تأثير سيئ لدى محبيه وكان أول ظهور له مع والده الفنان فاروق الفيشاوي وهو طفل في تمثيلية تلفزيونية (ملحمة كبريت) ثم فيلم «المرشد» وبعده «البطل» مع أحمد زكي ولكنه بدأ مشواره التمثيلي فعليًا عام 2000 في مسلسل «وجه القمر» مع الفنانة فاتن حمامة ثم شارك في مسلسل حديث الصباح والمساء وعفاريت السيالة والست كوم وتامر وشوقية، وقدم أفلام «الحاسة السابعة» و«شباب على الهواء»، وله تجارب في مجال الغناء، وتقديم البرامج من أبرز أعماله لكنه ظل في المنطقة الرمادية ولم تحقق أعماله النجاح الكبير.
هيثم زكي على الطريق الصحيح
الفنان هيثم أحمد زكي نجل الفنان الراحل أحمد زكي والفنانة هالة فؤاد بدأ مشواره الفني عام 2006 عندما قام باستكمال ما تبقى من مشاهد فيلم حليم بعد رحيل والده بطل الفيلم أحمد زكي، ليقوم بالعام التالي ببطولة فيلم البلياتشو، الذي لم يحقق أي نجاح فتوقف عن العمل الفني لثلاث سنوات قبل أن يعود عام 2010 من خلال مسلسل الجماعة ليشارك بعدها في العديد من الأعمال ما بين السينما والتلفزيون مثل مسلسل دوران شبرا الذي حصد بعده جائزة أفضل ممثل شاب في مصر وقدم أفلام «كف القمر، نقطة دم، سكر مر، الكنز» ومن المسلسلات قدم «الصفعة» «امبراطورية مين» «السبع وصايا» «أستاذ ورئيس قسم» وفي 2018 كان أحد أبطال المسلسل الشهير كلبش 2 مع أمير كرارة، وعلى الرغم من أن بدايته كانت ضعيفة فنيا إلا أنه استطاع أن يطور أداءه بسرعة ويثبت وجوده، ساعده في ذلك أنه لم يحاول تقليد والده.
شادي الفخراني ابن يحيى الفخراني
شارك المخرج شادي الفخراني كممثل في فيلم «محاكمة علي بابا» في سن الطفولة مع والده الفنان يحيى الفخراني وإسعاد يونس وأخرج عددا من الأفلام القصيرة قبل أن ينتقل إلى الدراما التلفزيونية ليقوم بإخراج مسلسل «الخواجة عبد القادر» لوالده والذي حقق نجاحًا كبيرًا، مما دفعه لتكرار التجربة في مسلسل «دهشة» مع والده أيضا لكن شادي يحتاج إلى تكثيف أعماله ونشاطه ليعلن عن وجوده وموهبته بعيدا عن والده.
كريم عبد العزيز
والده المخرج محمد عبد العزيز وعمه المخرج عمر عبد العزيز، كما أن شقيقات والدته هن الممثلة سميرة محسن والكاتبة نوال مصطفى، ظهر كريم عبدالعزيز وهو طفل في فيلم «المشبوه» مع عادل إمام وسعاد حسني، عمل مساعد مخرج لكنه سرعان ما اتخذ قرارا بخوض مجال التمثيل، لعب أول أدواره في الدراما مع سميرة أحمد في مسلسل «امرأة من زمن الحب» وأول أدواره في السينما مع أحمد زكي في فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» مع منى زكي التي شكل دويتو معها في العديد من البطولات السينمائية وكلنا يعلم مدى موهبة كريم عبد العزيز وعشرات الأفلام التي قدمها وحققت نجاحا كبيرا آخرها فيلم
«الفيل الأزرق 2».
قائمة طويلة
وطبعا القائمة كبيرة ولا نستطيع حصرها في هذا الاستطلاع، فعلى سبيل المثال هناك المخرج يس إسماعيل يس قدم عددا من الأفلام وصفت بأنها تجارية ولم تنجح رغم نجومية وشهرة والده كذلك أحمد سعيد عبدالغني قدم مجموعة من الأفلام والمسلسلات، لكنه لم يصل لدرجة النجومية وهو موهوب بالفعل كذلك الفنان محمد عبدالحافظ نجل المخرج إسماعيل عبدالحافظ صاحب رائعة ليالي الحلمية له الكثير من الأعمال الفنية لكنه ظل بعيدا عن النجومية وكذلك محمد الشقنقيرى ابن المخرج إبراهيم الشقنقيري على نفس النمط، أيضا الفنان عمر مصطفى متولي قدم عددا من الأعمال خاصة مع فرقة مسرح مصر ويسعى لإثبات وجوده والفنان أحمد عبدالله محمود الذي قدم أشهر أدواره في مسلسل «الأسطورة» مع محمد رمضان، وهناك عمرو محمود ياسين قدم عددا من الأعمال الجيدة لكن موهبته لم تعلن عن نفسها حتى الآن وعمر حسن يوسف ظهر أيضا في الأسطورة مع محمد رمضان بأداء عادي، وشريف محمد نجم لم يخرج من عباءة والده في المسرح الكوميدي ولم نره ممثلا بعيدا عن والده النجم الكوميدي الكبير محمد نجم وأشرف وحيد سيف انطلق بعدد من الأعمال لكنه سرعان ما اختفى فيما واصل أخوه ناصر سيف العمل الفني وشريف رمزي نجل المخرج والمنتج محمد حسن رمزي رغم وسامته لم يحقق النجومية وعلاء محمد عوض ظهر في عدد من الأدوار بأداء باهت فأين هو من الكوميديان محمد عوض وأخوه المخرج ومصمم الاستعراضات عاطف محمد عوض وأيضا محمد أمين الهنيدي يكاد لا يعرفه أحد والمخرج محمد كمال الشناوي ليس له نصيب من الفن إلا اسم والده وأنور الشناوي زوج أخت عبد الحليم حافظ عمل مساعدا في الإخراج وفشلت أفلامه رغم نجومية أخيه كمال الشناوي وشفيق نور الدين شقيق حسين رياض الفرق شاسع في النجومية والأداء والمخرج الراحل هشام أسامة أنور عكاشة أعمال قليلة ورحيل مبكر وخالد أيمن الذهبي ابن المطربة أصالة نصري من زوجها السابق أيمن الذهبي أطلق على نفسه خالد العريان تبعا لزوج والدته الحالي طارق العريان بعد نجاحه مع أحمد عز في «ولاد رزق».
نجومية غائبة
وهناك الكثير من أبناء النجوم لم يحققوا النجومية فهل ينسحبون مع الوقت بعد أن تلفظهم الجماهير أم يثبتون وجودهم على الساحة الفنية وأنهم موهوبون وجديرون بالنجاح؟ هذا ما ستثبته الأيام والسنوات فشهرة الآباء والأمهات قد تفيد في البداية لكنها سرعان ما تفقد قوتها إذا لم تكن هناك موهبة حقيقية.
آراء مهمة حول الظاهرة
حول هذه الظاهرة، علق الفنان صلاح السعدني بأن هناك «DNA تمثيلي» بين الفنانين وأبنائهم، لكن الموهوبين فقط هم من يستمرون وبرهن على ذلك بعدد هائل من التجارب الناضجة لأبناء النجوم الذين تزخر بهم الساحة الفنية.
واعتبر الكاتب والسيناريست بشير الديك أن النجم لا يستطيع توصيل ابنه أو ابنته إلى طريق الشهرة مهما بلغ من النجومية لأن الحكم للجماهير في النهاية.
المخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ والد الفنان محمد عبدالحافظ كان له رأى في هذه القضية يقول فيه هناك فرصة أكبر تمنح لأبناء الفنانين للعمل في التمثيل لا تساويها بالطبع فرصة الآخرين الذين قد يكونون موهوبين بالفعل, لكن يبقى الحكم للجمهور سواء باستمرار ابن الفنان
أو اختفائه وإعادة الفرصة للموهوبين.