بعد أن انتهى تصويره.. هل يواجه فيلم «أنف وثلاث عيون» الجديد منع عرضه؟!
انتهى المخرج أمير رمسيس من تصوير المشاهد الأخيرة لفيلم “أنف وثلاث عيون” المأخوذ عن رواية للأديب المصري الراحل إحسان عبد القدوس، والتي تحولت أيضا إلى فيلم في السبعينيات من بطولة محمود ياسين وماجدة ونجلاء فتحي وميرفت أمين، وواجهت الرواية والفيلم وقتها هجومًا شديدًا ومحاولات لمنع طبع الرواية أو ظهور الفيلم، فما الحكاية؟ وهل سيواجه الفيلم الجديد الذي يحمل نفس اسم الرواية، ويعتمد عليها في أحداثه ذات الهجوم أو محاولات المنع؟
الرقابة تمنع الرواية
منعت الرقابة رواية “أنف وثلاث عيون” لإحسان عبد القدوس حينما أثارت جدلا واسعا بعدما نشرت مسلسلة في روز اليوسف ما بين عامي 1963 و1964 كما تم منعها من النشر في كتاب وتحت ضغط البعض طالب أحد أعضاء مجلس النواب وقتها بإيقاف إذاعة المسلسل المقتبس عن الرواية في التلفزيون، وقد اتهمهما بالإباحية وتدمير القيم الروحية والأخلاقية والدينية، ورغم الصعوبات والمنع تم تحويل الرواية في النهاية إلى فيلم للمرة الأولى عام 1972، وكان من بطولة محمود ياسين وميرفت أمين وماجدة ونجلاء فتحي وإخراج حسين كمال، وواجه انتقادات شديدة باعتباره يرسخ لفكرة الانحلال الأخلاقي لطبقة راقية ومتعلمة من المجتمع من المفروض أن تحافظ على القيم الدينية والأخلاقيات، ولا تبث مثل هذا الانحلال عبر فيلم سينمائي يسمح بالعلاقات المحرمة خارج مؤسسة الزواج ويرسخ لها.
الفيلم الجديد
في الفيلم الجديد “أنف وثلاث عيون” نسخة 2023 الذي كان مرشحا لبطولته خالد الصاوي ودينا الشربيني، إلا أنهما انسحبا من الفيلم قبل بداية تصويره دون إبداء الأسباب، فتم اختيار الفنان التونسي ظافر العابدين مع الفنانة الأردنية صبا مبارك والفنانتين المصريتين سلمى أبو ضيف وأمينة خليل، كما يشارك في بطولته كل من جيهان الشماشرجي وصدقي صخر وسلوى محمد علي ونبيل ماهر ونور محمود والطفل سليم مصطفى، ويتردد أن الفيلم يقدم معالجة درامية مختلفة لرواية الكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس عما تم تقديمه في فيلم عام 1972.
وتدور أحداث الفيلم حول الطبيب هاشم (ظافر العابدين) جرّاح التجميل ذائع الصيت الذي وصل إلى الأربعين من عمره، ويعيش علاقات غرامية متعددة بدأها بسيدة متزوجة، وبعد شعوره بالملل منها ينصحها بالعودة إلى زوجها، لكنها ترفض ذلك، وتصر على استمرارها، وفي الوقت نفسه يلتقي إحدى مريضاته ويعجب بها، لكنه يجد ما يكفيه من الأسباب للابتعاد عنها، وبعد فترة يلتقي الفتاة الثالثة صاحبة الفكر المتحرر التي لا ترفض إقامة العلاقات مع الرجال دون زواج، ويصبح غير قادر على مقاومتها، رغم أنها تصغره بـ25 عاما، ومع سير أحداث الفيلم يلتقي الطبيب هاشم الفتاة الأولى داخل ملهى ليلي، ويكتشف أنه تسبب في ضياعها حينما وجدها تعرض نفسها على الرجال مقابل المال.
ويبدو من خلال سياق الأحداث أن المعالجة الجديدة لا تختلف كثيرا عما تم تقديمه من قبل، وتتمحور حول العلاقات المحرمة للطبيب الذي يتنقل في علاقاته بين النساء ضاربا عرض الحائط بالقيم والأخلاقيات. فهل سيواجه الفيلم هجوما وانتقادات كما حدث مع الرواية والفيلم من قبل أم أن الزمن تغير وتغيرت معه الأخلاقيات والآليات خاصة أنه سيعرض قريبا؟