ثقافة
أخر الأخبار

أستاذة‭ ‬لغويات‭ ‬تغوص‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬التاريخ‭ ‬الانساني الروائيـة‭ ‬د‭. ‬ريـم‭ ‬بسـيـونـي‭: ‬رواياتي‭ ‬تنصب‭ ‬على‭ ‬قضيـة‭ ‬الإنسـان‭ ‬نفسـه

تمتلك‭ ‬الكاتبة‭ ‬المصرية‭ ‬د‭. ‬ريم‭ ‬بسيوني‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬النبش‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬وإعادة‭ ‬حكي‭ ‬أسراره،‭ ‬فأستاذة‭ ‬اللغويات‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬الحاصلة‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ،‭ ‬تقدم‭ ‬لنا‭ ‬الشخصيات‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬رواياتها‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬نعرفها‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬تترك‭ ‬السياسة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬للمؤرخين،‭ ‬وتهتم‭ ‬بالجانب‭ ‬الإنساني‭. ‬وتمت‭ ‬ترجمة‭ ‬روايتيها‭ ‬أولاد‭ ‬الناس،‭ ‬وسبيل‭ ‬الغارق‭ ‬إلى‭ ‬الإنجليزية‭ ‬بقلم‭ ‬المترجم‭ ‬الشهير‭ ‬روجر‭ ‬آلان،‭ ‬الذي‭ ‬نقل‭ ‬إلى‭ ‬قراء‭ ‬الإنجليزية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬روائع‭ ‬أديب‭ ‬مصر‭ ‬العالمي‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭.‬
‮«‬أسرتي‮»‬‭ ‬التقت‭ ‬د‭. ‬ريم‭ ‬بسيوني‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬أعمالها‭ ‬الأدبية‭ ‬وإليكم‭ ‬الحوار‭:‬

د‭.‬ريم‭ ‬بسيوني‭ ‬كيف‭ ‬دخلت‭ ‬عالم‭ ‬الأدب،‭ ‬وهل‭ ‬تجدين‭ ‬نفسك‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬أم‭ ‬التدريس‭ ‬الأكاديمي؟
‏‭- ‬دخلت‭ ‬عالم‭ ‬الأدب‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الثانية‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمري،‭ ‬وكتبت‭ ‬أول‭ ‬رواية،‭ ‬وكنت‭ ‬دائمًا‭ ‬أتشوق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬روائية‭ ‬ودخلت‭ ‬قسم‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬بكلية‭ ‬الآداب،‭ ‬مما‭ ‬أتاح‭ ‬لي‭ ‬الفرصة‭ ‬لكتابة‭ ‬وقراءة‭ ‬الأدب‭ ‬العالمي‭ ‬والعربي،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تخصصت‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬اللغة‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهو‭ ‬علم‭ ‬يهتم‭ ‬بعلاقة‭ ‬اللغة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وهذا‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬قوية‭ ‬جدًا‭ ‬بالبحث‭ ‬الذي‭ ‬أقوم‭ ‬به‭ ‬للروايات‭ ‬سواء‭ ‬البحث‭ ‬التاريخي‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬البحث‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وعلم‭ ‬النفس‭ ‬حتى‭ ‬أستطيع‭ ‬كتابة‭ ‬رواية‭ ‬محكمة،‭ ‬فلم‭ ‬أشعر‭ ‬بأن‭ ‬عمل‭ ‬الأكاديمي‭ ‬الخاص‭ ‬بي‭ ‬لا‭ ‬يتضارب‭ ‬مع‭ ‬الأدب،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬ساعدني‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬والبحث،‭ ‬كما‭ ‬ساعدني‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭.‬

كيف‭ ‬تكتبين‭ ‬العربية‭ ‬بكل‭ ‬هذه‭ ‬البلاغة؟
‏‭- ‬من‭ ‬صغري‭ ‬أحب‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬جدا‭ ‬وأقرأ‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬والأدب‭ ‬وهي‭ ‬لغة‭ ‬جميلة‭ ‬وغنية،‭ ‬والكتب‭ ‬العلمية‭ ‬أكتبها‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬لكن‭ ‬الأدب‭ ‬أكتبه‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭.‬

ما‭ ‬الذي‭ ‬دفعك‭ ‬لكتابة‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬أولاد‭ ‬الناس‮»‬‭ ‬ولماذا‭ ‬جعلتها‭ ‬ثلاثية؟
‏‭- ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬مناطق‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬المصري‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬غامضة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬عنها‭ ‬كثيرًا‭ ‬مثل‭ ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬المماليك‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬نحو‭ ‬267‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر،‭ ‬وكانت‭ ‬مصر‭ ‬وقتها‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الحضارات‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فهناك‭ ‬معارك‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬اختلاف‭ ‬وتغيير‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬تاريخ‭ ‬العالم‭ ‬مثل‭ ‬معركة‭ ‬ديو‭ ‬البحرية،‭ ‬التي‭ ‬غيرت‭ ‬خريطة‭ ‬العالم،‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬الكتابة‭ ‬عن‭ ‬آثارها،‭ ‬ودور‭ ‬المماليك‭ ‬فيها‭ ‬وربط‭ ‬الماضي‭ ‬بالحاضر‭.‬
والرواية‭ ‬كشفت‭ ‬حقائق‭ ‬تاريخية‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ “‬أولاد‭ ‬الناس‭” ‬منها‭ ‬الحضارة‭ ‬القوية‭ ‬والمباني‭ ‬الزاهرة‭ ‬التي‭ ‬أقامها‭ ‬المماليك،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مماليك‭ ‬كانوا‭ ‬يخافون‭ ‬على‭ ‬مصر،‭ ‬ويعتبرونها‭ ‬بلادهم‭ ‬ويهتمون‭ ‬بها،‭ ‬ومنها‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يلعبه‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬والعلماء‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬ومنها‭ ‬المصريون‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬المماليك،‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬حياتهم،‭ ‬التجار،‭ ‬الحرفيون،‭ ‬المهندسون،‭ ‬المصري‭ ‬نفسه‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬يعيش،‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ “‬الشيوخ‭”‬،‭ “‬أولاد‭ ‬الناس‭”‬،‭ ‬حكام‭ ‬المماليك‭ ‬كيف‭ ‬استطاعوا‭ ‬أن‭ ‬ينصهروا‭ ‬داخل‭ ‬مصر‭ ‬ويصبحوا‭ ‬مصريين،‭ ‬وكان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬للحبكة‭ ‬الروائية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بها‭ ‬تاريخ‭ ‬وفيها‭ ‬خيال،‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬موجود‭ ‬دائمًا،‭ ‬وإلا‭ ‬لما‭ ‬أصبحت‭ ‬رواية،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬توثيقًا‭ ‬للتاريخ‭ ‬لم‭ ‬تصبح‭ ‬رواية‭ ‬فقط،‭ ‬لكنها‭ ‬رواية‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬شخوص‭ ‬بضعفهم‭ ‬وقوتهم،‭ ‬بحبهم‭ ‬وكرههم،‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬مهم‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬رواية‭.‬

كتبت‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬
بعد‭ ‬زيارتي‭ ‬لمسجد‭ ‬السلطان‭ ‬حسن

وقد‭ ‬كتبت‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬بعد‭ ‬زيارتي‭ ‬لمسجد‭ ‬السلطان‭ ‬حسن‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬وكانت‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬التي‭ ‬أزور‭ ‬فيها‭ ‬هذا‭ ‬المسجد‭ ‬العريق،‭ ‬وعندما‭ ‬دخلت‭ ‬شعرت‭ ‬باتصال‭ ‬روحي‭ ‬قوي‭ ‬بالمكان،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سألت‭ ‬عن‭ ‬السلطان‭ ‬حسن،‭ ‬وأدركت‭ ‬وقتها‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬سلاطين‭ ‬المماليك‭ ‬أنفق‭ ‬كل‭ ‬ثروة‭ ‬البلاد‭ ‬لبناء‭ ‬هذا‭ ‬المسجد،‭ ‬ثم‭ ‬مات‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يدفن‭ ‬فيه،‭ ‬وقضيت‭ ‬بعدها‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬للدراسة‭ ‬والقراءة‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬المماليك‭ ‬والسلطان‭ ‬حسن‭ ‬وقصة‭ ‬مقتله،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يفضل‭ ‬أولاد‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬المماليك،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لدي‭ ‬شغف‭ ‬شديد‭ ‬جدًا‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تاريخ‭.‬

كنت‭ ‬أقوم‭ ‬بعمل‭ ‬زيارات‭ ‬لأماكن‭ ‬الرواية‭ ‬مع‭ ‬القراء

ولماذا‭ ‬تصطحبين‭ ‬القراء‭ ‬لزيارة‭ ‬مسجد‭ ‬السلطان‭ ‬حسن؟
‏‭- ‬مسجد‭ ‬السلطان‭ ‬حسن‭ ‬يعتبر‭ ‬هرم‭ ‬مصر‭ ‬الرابع‭ ‬ومن‭ ‬أعظم‭ ‬المباني‭ ‬الإسلامية‭ ‬إطلاقا،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬فقد‭ ‬شهد‭ ‬المسجد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عصور‭ ‬مختلفة،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬عصورا‭ ‬فيها‭ ‬سرقة‭ ‬أو‭ ‬بها‭ ‬حروب،‭ ‬أو‭ ‬كانت‭ ‬عصورا‭ ‬بها‭ ‬نهضة‭ ‬قوية‭ ‬جدًا،‭ ‬وذلك‭ ‬كنت‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬آخذ‭ ‬مكانًا‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬مهما،‭ ‬وللأسف‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬مدى‭ ‬أهميته،‭ ‬وأحاول‭ ‬أن‭ ‬ألفت‭ ‬النظر‭ ‬له،‭ ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الرواية‭ ‬أن‭ ‬يزور‭ ‬الناس‭ ‬المكان‭ ‬معي،‭ ‬فقد‭ ‬شعرت‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬لن‭ ‬تكتمل‭ ‬إلا‭ ‬بزيارة‭ ‬الرؤية‭ ‬مع‭ ‬القراء،‭ ‬ولذلك‭ ‬كنت‭ ‬أقوم‭ ‬بعمل‭ ‬زيارات‭ ‬لأماكن‭ ‬الرواية‭ ‬مع‭ ‬القراء،‭ ‬وبالطبع‭ ‬كان‭ ‬مسجد‭ ‬السلطان‭ ‬حسن‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الرواية‭ ‬هو‭ ‬حكاية‭ ‬كيف‭ ‬تم‭ ‬بناؤه‭ ‬والمهندس‭ ‬الذي‭ ‬شيده،‭ ‬وفي‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الرواية‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬قتال‭ ‬بين‭ ‬المماليك،‭ ‬وفي‭ ‬الجزء‭ ‬الأخير‭ ‬تتم‭ ‬سرقته‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬العثمانيين‭ ‬عندما‭ ‬دخلوا‭ ‬مصر‭.‬

ما‭ ‬سر‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬أولاد‭ ‬الناس‮»‬‭ ‬ولماذا‭ ‬كان‭ ‬عنوانا‭ ‬لروايتك؟
‏‭- ‬مصطلح‭ “‬أولاد‭ ‬الناس‭” ‬مهم،‭ ‬فنحن‭ ‬نستخدمه‭ ‬عندما‭ ‬نطلق‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬طيبة،‭ ‬للدلالة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬شخص‭ ‬محترم‭ ‬مترب،‭ ‬وهذا‭ ‬المصطلح‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬معناه‭ “‬أولاد‭ ‬المماليك‭” ‬الذين‭ ‬يعرف‭ ‬لهم‭ ‬أب‭ ‬وأم،‭ ‬فالمماليك‭ ‬أنفسهم‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬اسمهم‭ “‬أولاد‭ ‬ناس‭” ‬بل‭ ‬كانوا‭ ‬يسمون‭ ‬مماليك،‭ ‬يأتون‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬مصر‭ ‬مخطوفين،‭ ‬ويظلون‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬كأمراء‭ ‬أو‭ ‬جنود‭ ‬عندما‭ ‬يتزوجون‭ ‬ويستقرون‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬أولادهم‭ “‬أولاد‭ ‬الناس‭” ‬وبعد‭ ‬جيلين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬يُطلق‭ ‬عليهم‭ ‬مصريون،‭ ‬فأولاد‭ ‬الناس‭ ‬معروفون،‭ ‬يستقرون‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬ويخرج‭ ‬منهم‭ ‬علماء‭ ‬ومؤرخون‭ ‬مثل‭ ‬ابن‭ ‬إياس‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أولاد‭ ‬الناس‭ ‬وابن‭ ‬تغري‭ ‬بردي،‭ ‬وهما‭ ‬اثنان‭ ‬من‭ ‬المؤرخين‭ ‬الذين‭ ‬كتبوا‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر،‭ ‬فهما‭ ‬كانا‭ ‬مثقفين‭ ‬جدًا،‭ ‬ولديهما‭ ‬وقت‭ ‬للبحث‭ ‬والقراءة‭ ‬والتأريخ،‭ ‬ولذلك‭ ‬استعملت‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح؛‭ ‬لأننا‭ ‬ما‭ ‬زلنا‭ ‬نستعمله،‭ ‬وهناك‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬أولاد‭ ‬الناس‭ ‬هم‭ ‬ولاد‭ ‬المماليك‭ ‬من‭ ‬أب‭ ‬وأم‭ ‬معروفين‭ ‬يولدون‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬الشام‭.‬

لماذا‭ ‬اخترت‭ ‬مسجد‭ ‬ابن‭ ‬طولون؟
‏‭- ‬يعتبر‭ ‬مسجد‭ ‬ابن‭ ‬طولون‭ ‬أقدم‭ ‬مسجد‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬موجودًا‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬وأكبر‭ ‬مسجد‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المساحة،‭ ‬وحار‭ ‬متخصصو‭ ‬العمارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬روعة‭ ‬شرفات‭ ‬مسجد‭ ‬ابن‭ ‬طولون‭ ‬وفي‭ ‬مغزى‭ ‬العرائس‭ ‬المتشابكة‭ ‬المتضرعة‭ ‬للسماء‭ ‬التي‭ ‬تعلو‭ ‬جدار‭ ‬المسجد،‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مثلها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مسجد‭.‬
أسند‭ ‬الأمير‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬طولون‭ ‬إلى‭ ‬القبطي‭ ‬سعيد‭ ‬بن‭ ‬كاتب‭ ‬الفرغاني‭ ‬مهمة‭ ‬بناء‭ ‬مسجده،‭ ‬اعتمد‭ “‬الفرغاني‭” ‬على‭ ‬الدعائم‭ ‬عوضا‭ ‬عن‭ ‬الأعمدة،‭ ‬وبنى‭ ‬واحدا‭ ‬وعشرين‭ ‬بابًا‭ ‬للمسجد‭ ‬ويحيط‭ ‬بجدران‭ ‬المسجد‭ ‬أربعة‭ ‬مائة‭ ‬وتسعة‭ ‬وعشرون‭ ‬شباكًا،‭ ‬وجعل‭ ‬شرفات‭ ‬المسجد‭ ‬كالعرائس‭ ‬المتعانقة‭ ‬المتصلة‭ ‬التي‭ ‬ترتفع‭ ‬برأسها‭ ‬إلى‭ ‬السماء‭.‬

رواية‭ ‬‮«‬سبيل‭ ‬الغارق‮»‬‭ ‬حالة‭ ‬خاصة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬كتابتها

لماذا‭ ‬قلت‭ ‬إن‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬سبيل‭ ‬الغارق‮»‬‭ ‬حالة‭ ‬خاصة؟
‏‭- ‬رواية‭ “‬سبيل‭ ‬الغارق‭” ‬حالة‭ ‬خاصة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬كتابتها،‭ ‬رأيت‭ ‬مشاهدها‭ ‬في‭ ‬عقلي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أبدأ‭ ‬الكتابة‭ ‬كنت‭ ‬أرى‭ ‬حسن‭ ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬الشمسية‭ ‬خلف‭ ‬جليلة‭ ‬أثناء‭ ‬ذهابها‭ ‬للمدرسة،‭ ‬وملابسها‭ ‬وطريقة‭ ‬كلامها‭ ‬وشكل‭ ‬حسن،‭ ‬وبدأت‭ ‬الرواية‭ ‬وتملكتني‭ ‬أحاسيس‭ ‬مختلفة‭ ‬جعلت‭ ‬الكلمات‭ ‬تنساب‭ ‬مني‭ ‬على‭ ‬الورق،‭ ‬وهذه‭ ‬الرواية‭ ‬كانت‭ ‬فعلا‭ ‬صعبة‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬ومركبة،‭ ‬وأصعب‭ ‬مرحلة‭ ‬هو‭ ‬توصيل‭ ‬الفكرة‭ ‬بشكل‭ ‬سهل،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تثير‭ ‬خيال‭ ‬وعقل‭ ‬القارئ‭ ‬للتفكير‭ ‬فيما‭ ‬تحمله،‭ ‬واستغرقت‭ ‬عامين‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬للانتهاء‭ ‬منها‭.‬

تناولت‭ ‬قضية‭ ‬التنمر‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬رواية‭ ‬لك‭ ‬وربما‭ ‬أغلبها،‭ ‬لماذا؟
‏‭- ‬كتبت‭ ‬عن‭ ‬التنمر‭ ‬بين‭ ‬الطبقات‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬رواية‭ “‬أشياء‭ ‬رائعة‭” ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬الفلاحة‭ “‬أسماء‭” ‬التي‭ ‬يحدث‭ ‬لها‭ ‬تنمر‭ ‬من‭ ‬الطبقات‭ ‬الكبرى،‭ ‬حيث‭ ‬تطرد‭ ‬من‭ ‬الشاطئ‭ ‬بسبب‭ ‬ملابسها‭ ‬أو‭ ‬طريقة‭ ‬كلامها،‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬بيئة‭ ‬مختلفة،‭ ‬تنمر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اللون،‭ ‬وتحدثت‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬رواية‭ ‬في‭ ‬رواية‭ “‬مرشد‭ ‬سياحي‭” ‬و‭”‬أولاد‭ ‬الناس‭” ‬من‭ ‬خلال‭ “‬ضيفة‭ ‬وأمها‭” ‬التي‭ ‬يميل‭ ‬لونها‭ ‬إلى‭ ‬السمار،‭ ‬وتكلمت‭ ‬عنه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬رواية‭ “‬سبيل‭ ‬الغارق‭” ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حسن،‭ ‬وكان‭ ‬عبدًا‭ ‬لونه‭ ‬أسمر،‭ ‬فالتنمر‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬وأحاول‭ ‬كشفه‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة،‭ ‬وهي‭ ‬طريقة‭ ‬ترى‭ ‬بها‭ ‬مشاعر‭ ‬الشخص‭ ‬المتنمر‭ ‬به،‭ ‬وكيف‭ ‬تكون،‭ ‬ووقتها‭ ‬سنعرف‭ ‬كيف‭ ‬آذينا‭ ‬مشاعر‭ ‬إنسان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نعيد‭ ‬التفكير‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬تصرفاتنا،‭ ‬ولذلك‭ ‬الأدب‭ ‬لا‭ ‬يعطي‭ ‬دروسا‭ ‬للناس،‭ ‬لكنه‭ ‬يرصد‭ ‬اللحظة،‭ ‬ويظهر‭ ‬المواقف‭ ‬للقارئ‭ ‬ليشعر‭ ‬بها‭ ‬ويواجه‭ ‬نفسه‭.‬

ما‭ ‬أبرز‭ ‬طقوسك‭ ‬في‭ ‬الكتابة؟
‏‭- ‬أعطي‭ ‬نفسي‭ ‬تماما‭ ‬للكتابة،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬أظل‭ ‬12تساعة‭ ‬أكتب‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬مهم‭ ‬جدًا،‭ ‬لكنني‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬اقتناع‭ ‬بالموهبة‭ ‬والإلهام،تفالإنسان‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يمتلك‭ ‬موهبة‭ ‬أو‭ ‬إلهامًا،‭ ‬فمن‭ ‬الأفضل‭ ‬ألا‭ ‬يكتب،‭ ‬فالمرء‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬القراءة‭ ‬كثيرًا‭ ‬حتى‭ ‬يصبح‭ ‬كاتبًا‭ ‬جيدًا،‭ ‬ولا‭ ‬يقرأ‭ ‬بلغته‭ ‬فقط‭ ‬أو‭ ‬الكتابات‭ ‬التي‭ ‬اعتاد‭ ‬عليها‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يجازف‭ ‬ويقرأ‭ ‬أشياء‭ ‬جديدة‭ ‬ومختلفة،‭ ‬ويحاول‭ ‬أن‭ ‬يبتكر‭.‬

هل‭ ‬شخصيات‭ ‬رواياتك‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬حقيقية‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬وحي‭ ‬الخيال؟
‏‭- ‬هناك‭ ‬شخصيات‭ ‬حقيقية‭ ‬بالطبع،‭ ‬وأخرى‭ ‬من‭ ‬وحي‭ ‬الخيال‭ ‬كأي‭ ‬رواية،‭ ‬أما‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬أهتم‭ ‬بها‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬رواياتي‭ ‬فهي‭ ‬قضية‭ ‬الهوية،‭ ‬أيضا‭ ‬أهتم‭ ‬جدًا‭ ‬بقضية‭ ‬الإنسان‭ ‬نفسه،‭ ‬والتعبير‭ ‬بصدق‭ ‬عنه،‭ ‬بضعفه‭ ‬وقوته‭ ‬وغيرته،‭ ‬بنفسه‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأمارة‭ ‬بالسوء،‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬قرارات‭ ‬شجاعة‭ ‬أحياناً،‭ ‬وأحياناً‭ ‬أخرى‭ ‬تتخذ‭ ‬قرارات‭ ‬بجبن،‭ ‬الإنسان‭ ‬بكل‭ ‬تناقضاته،‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬قارئ‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬سيشعر‭ ‬بأن‭ ‬الإنسان‭ ‬قريب‭ ‬منه،‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬أحداث‭ ‬تاريخية‭ ‬مختلفة‭.‬

من‭ ‬أبرز‭ ‬الكتاب‭ ‬الذين‭ ‬شكلوا‭ ‬وعيك؟
‏‭- ‬الأديب‭ ‬القدير‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم،‭ ‬والأديب‭ ‬يحيى‭ ‬حقي،‭ ‬وهما‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬الذين‭ ‬تأثرت‭ ‬بهم‭ ‬وأحببتهم‭ ‬جدًا،‭ ‬أما‭ ‬الكتاب‭ ‬الأجانب‭ ‬فهناك‭ ‬كثير‭ ‬جدًا‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬مثل‭ ‬ايملي‭ ‬برونتي‭ ‬وهي‭ ‬كاتبة‭ ‬بريطانية‭ ‬مؤلفة‭ “‬مرافعات‭ ‬وذرينج‭” ‬وجين‭ ‬أوستن‭ ‬وهي‭ ‬روائية‭ ‬إنجليزية‭ ‬صاحبة‭ ‬رواية‭ “‬كبرياء‭ ‬وتحامل‭” ‬و‭”‬شكسبير‭”.‬

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق