أسست فريقاً سعودياً يتسلّق جبال العالم شيرين أبو الحسن: أفضِّل لقب (مُغامرة) وبكلّ حبّ
في واحدة من الرياضات غير المألوفة، حملت السعودية شيرين أبو الحسن على عاتقها فكرة تأسيس فريق رواسي @Rawasi_team1 للتعريف برياضة الهايكنج وممارستها وتسلق الجبال حول العالم، فبعد أن اشتعلت حماستها بممارسة هذه الرياضة رغبت في نشر تلك الحماسة لكل الراغبين والراغبات في الاستمتاع بهذه الهواية والرياضة، لتكون بذلك
واحدة من السيدات السعوديات اللواتي تخطين المألوف بهواياتهن.
في البداية نود الحديث عن فكرة تأسيس فريق رواسي؟
- في عام 2016 كانت بداية انطلاقتي كهاوية لتسلق الجبال بعدما أحسست أن أبنائي وصلوا الى عمر لا يحتاجون إلى وجودي بجانبهم طوال الوقت وأصبحوا يعتمدون على أنفسهم.. وقمت برحلة إلى قمة جبل كليمنجارو وهي رابع أعلى قمة من القمم العالمية السبع، وتكللت هذه الرحلة بنجاح باهر وفي هذه الرحلة تحديداً وجدت نفسي في هذا العالم الجميل وعشقت الرياضة في الطبيعة بكل أشكالها.
بعد هذه الرحلة أصبحت أتطلع الى زيارة المزيد من الجبال والقمم. ولهذا قررت أن أسس الفريق في نوفمبر 2017.. في ظل التغييرات التي غيرت الكثير في المجتمع السعودي، وفي ظل التوجهات التي تخدم الرؤية 2030 التي أهم نقاطها أهمية الدور الرياضي في المجتمع والحرص على رفع النسبة لمعدلات أعلى في المجتمع.
أيهما أقرب لك تسلق القمم أم رياضة الهايكنج؟
- أميل الى تسلق القمم أكثر من رحلات الهايكنج العادية، فرحلات تسلق الجبال فيها نوع من تحدي النفس والخروج من الروتين وبناء الشخصية بالمحاولة والعمل وتقبل الفشل وحل المشكلات، وهي مهارات يكتسبها الشخص ويمكن أن يطبقها في الحياة اليومية.
وهل هو للسيدات فقط أم لا؟ وما حقيقة أن أغلب الأعضاء من نون النسوة؟
- كونت الفريق، وكنت على اعتقاد أن الفريق لن يكون كبيرا وجهت الكلمة للنساء لأني أعتقد أن المرأة هي عمود الأسرة والمؤثر في الأسرة وهي من تحدث التغيير الحقيقي في الأسرة، ولكن فوجئت خلال شهر بالتحاق الكثير من السيدات والفتيات ولاحقاً إما إخوانهن أو أزواجهن أو أبناؤهن فأصبحنا فريقا كبيرا.
درست الأدب الإنجليزي فكيف تعانق الأدب مع الرياضة في وجدان شيرين أبو الحسن؟ وهل لك دراسات أخرى؟
- الأدب فن من فنون الحياة، بل يندرج تحت مسمى الفنون، اكتسبت من دراستي للأدب حب القراءة واكتسبت مهارة التخيل واقتناص مكامن الجمال يوسع الإدراك وحب الجمال والطبيعة. كما أنني درست بعد تخرجي في الثانوية في سويسرا وحصلت على دبلوما في الاتيكت والبروتوكول.
كان أحد أحلامي أن أصبح لاعبة أولمبية في وقت كان صعباً حتى ممارسة الرياضة العادية
ما الذي خلق لديك الشغف تجاه ممارسة الرياضة؟
- منذ صغري ولأني تربيت بين عائلة رياضية تشجع على ممارسة الرياضة، ولأنني نشأت في بيئة رياضية داعمة أغلب أفراد أسرتي الإخوان كانوا يمارسون الرياضة وأبي كان داعما رئيسيا للجميع، وحتى على مستوى العائلة الأكبر أغلب الأقارب لديهم الميول الرياضية. وأنا كانت ميولي الرياضية قوية جدا، فكان أحد أحلامي أن أصبح لاعبة أولمبية في وقت كان صعبا حتى ممارسة الرياضة العادية.
عندما بحثنا في أنواع الرياضات التي تمارسينها وجدنا تنوعا كبيرا، فهل لك أن تحدثينا عنها؟
- كانت لي فرص عديدة بأن أجرب وأمارس العديد منها أهمها السباحة، التنس، والتايكوندو
وحالياً أمارس رياضات عديدة منها الهايكنج، التسلق، لعب الجولف، ركوب الدراجة الهوائية والرياضة الشبه يومية هي الكروسفت.
نائب رئيس اتحاد رياضة التجديف منصب يجعلنا نسألك عن وضع المرأة السعودية في هذه الرياضة؟
- وضع المرأة السعودية في الآونة الأخيرة تقدم جداً، وأصبحت المرأة تشارك الرجل في كل المجالات سواء على صعيد العمل المدني أو السياسي وحتى الرياضي المرأة السعودية أعطيت الفرصة ونجحت بإثبات قدرتها على النجاح ولله الحمد وهذا بدعم القيادة الرشيدة وولاة الأمر في المملكة العربية السعودية التي أولت الرعاية لكل ما من شأنه دفع عجلة التنمية الوطنية على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بدءًا من منحها حق التعليم وصولًا إلى تقليدها المناصب العليا، فأصبحت المرأة محط أنظار العالم للحديث عنها في منح الثقة الملكية الكاملة، وأنها على قدر المسؤولية تسهم في تفعيل دورها بصفتها مواطنة شريكة في بناء الوطن وأجهزته على الرغم من التحديات والمعوقات.
في كل قمة تجربة مختلفة صفي لنا شعورك وأحاسيسك تجاه كل قمة صعدت لها؟
- أول قمة تسلقتها كانت قمة كليمنجارو، والتي تعد رابع أعلى قمة من القمم السبع العالمية، وكان ذلك في عام 2016 وأعتقد أن هذه القمة بالذات تعطي خبرة وتساعد على بناء الثقة والقوة، فكان بالنسبة لي اختبارا قاسيا،
ولكنه جميل في ذات الوقت، ولذلك دائما أنصح الجدد بتسلقه في البداية. في عام 2017 تسلقت قمة توبقال أعلى قمة في جبال أطلس شمال أفريقيا، والتي بها اكتسبت خبرة استعمال أدوات المشي على الثلج، ولكن بشكل عام كانت تجربة سهلة، وثالث قمة كانت قمة البروس وهي خامس أعلى قمة في العالم، والأعلى في قارة أوروبا وكان ذلك في عام 2018، وفيها تعلمت أكثر استخدام أدوات مختلفة للوصول للقمة.
داهمتنا عاصفة ثلجية ونحن على ارتفاع 200م على جبل البروس في روسيا
هل تذكرين مواقف لا تنسى أثناء سفرك أو ممارستك لإحدى رياضاتك؟
- أغلب مواقفي التي لا تنسى ترتبط برحلات الهايكنج في أكثر من قمة في جبال مختلفة من بقاع العالم، ولكن هناك رحلتين لا أنساهما، لأن الموقف كان فيهما صعباً والضغط النفسي الذي حصل كان شديدا، الموقف الأول كان في جبل البروس في روسيا وهو خامس أعلى قمة من القمم العالمية السبع، عندما داهمتنا عاصفة بسرعة 35-40كم في الساعة ثلجية، ونحن على ارتفاع 200م من القمة، وكان لا بد أن أقرر النزول أو الاستمرار لكن ثقتي بفريقي وقوة تحملهم جعلتني أرغب بالاستمرار، والحمد لله نجحنا بالوقوف على القمة والنزول بسلامة، ولكن بصعوبة لا توصف.
ابني كان سبباً في أن أستجمع قواي.. بعد إصابتي في ركبتي
الموقف الثاني بجبل شمس في عمان وبعد انتهائنا والاحتفال عند القمة بدأت عاصفة مطرية بردية قوية وكان معي ابنتي الشابة وابني عمره 11 عاما، كانت عاصفة مرعبة والبرد كان قويا ولا يوجد أي مكان للاختباء للأسف تزحلقت وأصبت في ركبتي أوصيت ابنتي بأن تأخذ هزاع ولا ينتظروني لأني أصبحت بطيئة، وخوفي كان على أفراد الفريق وأبنائي لا يوصف بعد عشر دقائق شاهدت صغيري يجري عائدا عندي يساندني ويقول “نموت سوى” مما جعلني أستجمع قواي وأقول له “ننزل سوى ونحتفل سوى” نسيت الألم وبدأت بالركض نزولاً كي لا يشعر بخوفي.
ما اللقب المفضل.. رحالة أم مغامرة؟
- مغامرة وبكل حب.
قد لا يتعامل كثر مع هذه الرياضة بجدية وقد يجدونها نزهة فقط، كيف تعاملت مع هذه النظرة؟
- في البداية تعجب البعض ولكن لم يكن هناك استهجان، من كوننا الفريق الوحيد بإدارة وبأغلبية نسائية، ورغم أنني واجهت بعض العراقيل ولكن ذلك لم يردعني، ووضعت شروطا إلزامية على الأعضاء تقتضي ضرورة الالتزام بالملابس والأدوات الخاصة برياضة الهايكنج، وذلك لتحقيق هدفنا لنشر هذه الرياضة التي تعزز الثقة بالنفس وحب الطبيعة.
متى بدأت بالشعور بأن جهودك بدأت تثمر وما إحساسك تجاه ذلك؟
- أجمل المشاعر كانت تنتابني حين بدأت ألاحظ التغيير القوي في أغلبية الأعضاء وحماستهم وعشقهم للرياضة، ليمارسوها عند سفرهم خارج المملكة ويمثلوا بها فريقنا، وهذا يدل على التزامنا وترابطنا كفريق.
ما القمم الجبلية والأماكن التي قمتم بزيارتها، وهل لنا أن نذكر أغرب وأجمل تلك الرحلات؟
- زرت الكثير من القمم أهمها والذي فتح شهيتي لهذه الرياضة كان كليمنجارو بتنزانيا، وجبل البروس في روسيا، وجبل توبقال في جبال الأطلس في المغرب، وجبل فوجي في اليابان، وجبل كينيا في كينيا، وجبل شمس في عمان، وغالب الجبال في السعودية، أغرب الأماكن هو وادي لجب في جيزان في السعودية جمال الوادي لا يمكن وصفه أبدا، وغالبا أنا أكرر أن اختلاف الطبيعة من جبل لجبل تجعلك لا تستطيع تفضيل أحدها على الآخر.
ما الذي دفعك لتأسيس نادي الخيمة للقراءة؟
- حبي للقراءة كان شغفي منذ الصغر، حيث كانت والدتي – رحمها الله – قارئة نهمة وقررت أن أنشئ النادي لنخرج عن الصالون المجتمعي العادي لصالون ثقافي نتحاور فيه بالفائدة وعادة مشاركة أي قارئ آخر رأيه في الكتاب يفتح آفاقا أخرى قد تفوت القارئ، وأهم سبب هو ترغيب الآخرين في القراءة.