أعطت المرأة الكويتية حقها في استخراج الوثيقة السكنية المحامية آلاء السعيدي: نحتاج إلى تعديل القوانين لتناسب رؤية الكويت 2035
ذات حس قانوني وقوة في الحجة، إنها المحامية آلاء السعيدي صاحبة مكتب الجدارة للاستشارات القانونية وأعمال المحاماة، لمع اسمها في عالم القانون، مثابرة وشغوفة بالغوص في القضايا التي تترافع بها.
في حوار خاص مع مجلة «أسرتي» تكشف السعيدي عن أن قضايا الطفل تؤرقها وتصب اهتمامها على قضايا المرأة والأسرة.
حدثينا عن مشوار آلاء السعيدي في عالم القانون.
- مشواري في عالم القانون بدأ بشغفي وحبي لأن تكون هناك رسالة في حياتي أنفع بها وطني وأبناءه، وكنت منذ التحاقي بالجامعة عام 2008 وأنا أعمل بأعمال مجتمعية وتطوعية وتوعوية من أجل نشر الثقافة والوعي، وتدربت في العديد من المكاتب القانونية أثناء دراستي، حيث كنت في الفترة المسائية بعد محاضراتي شغوفة بهذه المهنة وأحضر لدى أساتذتي المحامين لأتعلم منهم وأشاركهم في مناقشة القضايا، فالمشوار بدأ منذ سنوات عديدة تكللت بالتعلم والتجارب والخبرة، واليوم أنا صاحبة مكتب الجدارة للاستشارات القانونية وأعمال المحاماة وأسعى جاهدة لتحقيق رسالة العدالة من خلاله.
هل كان التحاقك بالسلك القانوني حلما ورغبة؟
- بالفعل كان هدفاً منذ أن كنت في المدرسة المتوسطة، وبعد حضوري لدورة في المدرسة قدمها لنا مستشار في تطوير الذات، ولا أنسى أن عنوانها كان “أنا أتحدى” ومن خلالها تعلمت كيف أكتب أهدافي وخرجت من الدورة وأنا معي ورقة مكتوب فيها “المحامية آلاء السعيدي” وكتبت أهدافي، علقتها في غرفتي لتكون أمام عيني وأحققها، وكان ذلك في الصف الرابع المتوسط (الثامن).
مهنة المحاماة هي طموحي الذي من خلاله أحقق المعنى من حياتي
ماذا تعني لك مهنة المحاماة؟
- حياتي طموح، وطموحي حياة، ومهنة المحاماة هي طموحي الذي من خلاله أحقق المعنى من حياتي، خلقنا الله سبحانه لعبادته وعمارة الأرض، وهل يوجد أجمل من عمارة الأرض باسم الله (العدل) الذي أمارسه في يومي وحياتي كرسالة أسعى بها للارتقاء بوطني وتيسير أمور الناس وتحقيق العدالة لهم والوعي القانوني حتى لا يكونوا ضحايا للجهل.
والدي صنع مني قيادية لا تخشى في الحق أحداً
ما تأثير الوالد في شخصيتك؟
- والدي صنع مني قيادية لا تخشى في الحق أحدا، وكان سنداً لي في كل وقت، لينه علمني وقسوته أرشدتني وحنانه أثمر بي، نعم أبي صنع مني فتاة تنظر للحياة بمعنى وهدف وقيمة.
كل قضية من قضايا الطفل أتمنى لو ترافعت بها
هل هناك قضية تمنيت لو ترافعت بها؟
- كل قضية من قضايا الطفل أشعر بأنني أتمنى لو ترافعت بها.
من الذي يقف وراء نجاح آلاء السعيدي؟
- وراء نجاحي ضمير يرشدني وأمام عيني ربي الذي يوفقني، وأسرتي التي تدعمني.
ما الدرس الذي تعلمته في حياتك ولا يمكنك نسيانه؟
- لا تُهزم روح لا تعترف بالهزائم.
كونك سفيرة مؤسسة الفكر العربي لسمو الأمير خالد الفيصل حدثينا عن الجانب الأدبي في شخصيتك؟
- منذ صغري أكتب الأشعار والنثر ومهتمة بالأدب والقراءة، كانت لدي العديد من الكتابات المنشورة، وأسست العديد من المراكز الثقافية في الكويت والخليج، كل ذلك بجانب ممارستي لمهنة المحاماة واستكملت مسيرة الثقافة في نشر الثقافة القانونية.
القضايا الأقرب لقلبي هي القضايا التي بها تحديات وأبرزها القضايا الجزائية
ما نوع القضايا التي تحب أن توكل إليك؟
- يستقبل مكتبي جميع التخصصات، وعملت بجميعها من واقع خبرة امتدت لسنوات، ولكن القضايا الأقرب لقلبي هي القضايا التي بها تحديات وأبرزها القضايا الجزائية وشغوفة بمحكمة الأسرة جداً.
ما القضايا التي لا يمكن أن تقبلها المحامية آلاء السعيدي في مكتبها؟
- تجار المخدرات – وأي قضية لا أجدها تتناسب مع مبادئ وقيم آلاء السعيدي، فالقيمة التي تبقى بالقيم لا المال.
وما الحكمة التي كان لها التأثير الأكبر في حياتك؟
- هي ليست حكمة هي قناعتي بأن “الحياة قطار وكل محطة نتزود بها ونتعلم ويجب ألا ننظر إلا للأمام”.
ما أهم قضية ترافعت فيها أو صادفتك؟
- جميع القضايا التي أترافع بها لها بصمتها في نفسي، وأحب السوابق القضائية وأبرزها بأن قضية موكلتي كانت الأولى في قانون العنف الأسري.
ما أهم المهارات التي لا بد أن تكون في المحامي؟
- مهارة التفاوض، فالعديد من القضايا علاجها في المكتب، وقوة الشخصية والمثابرة والعزم.
ما القانون التنظيمي الذي يهم الناس وبحاجة إلى تعديل أو تطبيق صحيح؟
- قانون “حماية الطفل” وقانون “العنف الأسري” بحاجة لتفعيل دور الإيواء وخط مساندة الحالات المعنفة.
لو كنت مسؤولة، ما القانون الذي كنت ستشرعينه؟
- سأطور التشريعات الحالية، فبعضها منذ ستينيات القرن الماضي، ولا تناسب يومنا هذا، سأطور قانون الجزاء وقانون الأحوال الشخصية، وقانون المخدرات وقانون المؤثرات العقلية، هذه من القوانين القديمة التي تحتاج لتطوير، أما بالنسبة للقوانين الحديثة فهناك إضافات لا بد أن تكون في قانون محكمة الأسرة وقانون الطفل.
أرى أن علاج مشكلة المخدرات تحتاج إلى ثلاثة خطوط دفاع.. ومتى ما أهملنا واحدا منها فلن نستطع الحد من هذه الآفة
المخدرات متزايدة في المجتمع ما الحلول في رأيك؟
- كمحامية مهتمة بالحد من الجريمة، وأرى أن علاج مشكلة المخدرات تحتاج إلى ثلاثة خطوط دفاع، ومتى ما أهملنا واحدا منها فلن نستطع الحد من هذه الآفة:
أولاً: المكافحة (التشديد في دور الجهات المكافحة وتعديل القانون).
ثانياً: العلاج (مستشفى واحد لا يكفي للعلاج!).
ثالثاً: الوقاية (من خلال التوعية)
مكتب الجدارة لأعمال المحاماة ماذا يعني لك؟
- مكتبي هو المكان الذي أمارس فيه شغف مهنتي، وهو المكان الذي كل مظلوم أو مطالب بحقوقه يجد به الاستشارة والأعمال القانونية على رؤية ودراية وإخلاص، وأسأل الله أن يكون منارة للمحاماة في الكويت وخارجها.
ماذا يعني لك لقب محام؟
- المحامي يُمارس رسالته بحياته قبل المحكمة، وليست كل الأمور نطاقها المحاكم!
قد لا تملك عصا سحرية لحل الأمور المستعصية، ولكنك تمتلك صفاء النية التي تجعل أصعب العقد تنحل بحكمتك التي تزدهر ببركة الله وفضله.
ما رأيك في قانون المحاماة الحالي؟
- يحتاج للتطوير، ويحتاج لإعطاء المحامي الحصانة لممارسة دوره المهني والإنساني قبل ذلك كله.
ساهمت في العديد من القوانين والتشريعات وشاركت في لجنة تعديل لوائح الرعاية السكنية في وزارة الإسكان وأعطيت المرأة الكويتية حقها في استخراج الوثيقة، حدثينا عن ذلك.
- تشرفت بالعمل في لجنة تعديل لوائح الرعاية السكنية وبمساهمتي الوطنية بإعطاء المرأة حقها في إصدار الوثيقة مع نخبة وطنية، وقمنا بعمل التعديلات القانونية، وأهم التعديلات تتعلق بالبدل وإصدار الوثيقة وضمان حق المرأة في السكن، وبأنها تستطيع استخراج الوثيقة الخاصة في بيتها حتى بعد الطلاق، وإلى المزيد من المستحقات للمرأة والأسرة الكويتية.
القانون هو أساس الوعي الذي نحتاج اليه في المجتمع
تصبين اهتمامك بالتوعية القانونية في المجتمع فهل لمست أثرا لذلك؟
- لا ترتقي المجتمعات دون وعي، والقانون هو أساس الوعي الذي نحتاج اليه في المجتمع. العديد من الناس الذين وقعوا في الجرائم ضحايا للجهل القانوني، ولذلك أنا أقوم بالتوعية من خلال استضافتي في التلفاز والإذاعة، وكذلك في حساباتي بالانستغرام وتويتر.