أعماله في تركيا وإسبانيا والصين والبرتغال وإيطاليا التشكيلي علي الصميخ: عبدالحسين عبدالرضا وأم كلثوم.. أهم البورتريهات في حياتي
الكويت هوليوود الخليج وكرمتني في ملتقى الكويت الدولي للكاريكاتير في 2016
علي الصميخ فنان كاريكاتير من البحرين استطاع أن يمثل بلاده والمنطقة العربية في المهرجانات الدولية ليحصد جوائز عربية وعالمية وسط منافسات قوية، رغم أنه لا يزال في الأربعين من عمره، شارك في لجان تحكيم عربية ودولية كان آخرها عضو لجنة تحكيم مسابقة ناجي العلي التي نظمها مركز ومتحف الفيوم للفنون، زار مصر مؤخرا وأقام فيها معرضه الشخصي الأول لفن البورتريه.
«أسرتي» التقت علي الصميخ ليكشف عن جوانب عديدة في رسومه وشغفه بفن البورتريه.
أرسم الشخصية في دقائق وأغوص داخلها
بداية.. أين الكويت في أعمالك ولماذا تغيب عنها؟
– الكويت هي هوليوود الخليج ولا يمكن لأي فنان خليجي أن يحقق النجاح الكامل دون أن يمر عليها وقد تشرفت بمشاركتي وتكريمي في ملتقى الكويت الدولي الأول للكاريكاتير عام 2016 ورسمت فنانيها ونجومها وأتواصل مع رساميها في فن الكاريكاتير عبر وسائل التواصل الاجتماعي فربما أغيب عنها جسديا كزائر لكنها في قلبي وعلى تواصل معها دائما.
حدثنا عن زيارتك للقاهرة ومعرضك الشخصي الأول في مصر؟
– تلقيت دعوة كريمة من مركز ومتحف الفيوم للفنون والذي يرأسه الفنان العالمي محمد عبلة كعضو لجنة تحكيم مسابقة ناجي العلي للمشاركة في توزيع الجوائز على الفائزين، كما أقمت معرضي الشخصي الأول في مصر وسط حضور كبير من الفنانين، وتضمن مجموعة كبيرة من البورتريهات لشخصيات فنية ورياضية وأدبية وسياسية على المستوى العربي والعالمي وقد حظي بإشادات كبيرة من فنانين رواد مما أسعدني كممثل للبحرين والخليج في هذا المحفل الدولي.
ما رؤيتك في رسم شخصياتك، وهل تسعى إلى رسم الملامح فقط أم تحاول كشف أغوار الشخصية وصفاتها؟
– رسم الملامح الخارجية قد يتمكن منه أي فنان يجيد التعامل مع فن البورتريه، لكن من وجهة نظري أرى ضرورة التعامل مع الشخصية المراد رسمها على مستويين، الأول المستوى المباشر وهو التمعن في الملامح الخارجية لكل شخصية ودراسة تفاصيل الوجه تشريحيا والمناطق المميزة فيه والتي يمكن أن أنطلق منها لأصل إلى المبالغة في هذه الملامح للحصول على الشكل الكاريكاتيري الأمثل، أما المستوى الثاني فدراسة جوهر الشخصية هل هي شخصية جادة أم كوميدية وما طبيعة عملها، كل هذا يمنحني قدرة على الولوج إلى أغوار الشخصية وإظهار ربما ما تخفيه فيكون البورتريه ليس تصويرا فوتوغرافيا، ولكن دعوة للتأمل لاكتشاف مكنونات هذه الشخصية وهذا ما يفرق فنانا عن آخر.
المعارض الافتراضية مهمة لكن جمهور الواقع نخبوي ومتخصص
أظهرت أزمة كورونا إمكانية إقامة المعارض الفنية افتراضيا بديلا عن الواقع ونجح ذلك إلى حد كبير من خلال عدد المتابعات فهل ستكون المعارض الافتراضية البديل العصري للمعارض على أرض الواقع خاصة أنها توفر الجهد والوقت؟
– لا شك أن هذه الأزمة العالمية جعلتنا نكتشف الكثير ونقوم بتغيير أساليب متعددة في حياتنا، وكان لا بد من تفاعل الفنان مع جمهوره خلال الأزمة، فأقيمت المعارض الافتراضية ونجحت بالفعل في كسر حالة الصمت، لكن لا أراها بديلا عصريا لأن جمهور السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي يختلف كليا عن جمهور المعارض الذي اعتاد أن يزورها على أرض الواقع ويلتقي الفنان مباشرة ويتحاور معه ويرى رسومه ولوحاته ويتأملها فهو جمهور نخبوي عاشق للفنون وتمثل قيمة مهمة في حياته فيحرص على ارتيادها لكن جمهور وسائل التواصل الاجتماعي كمن يقرأ صحيفة يومية على النت وسرعان ما ينتقل إلى غيرها، ولذلك لن تلغي المعارض الافتراضية وجودها على أرض الواقع.
هل هناك بورتريهات معينة تعتز بها في مسيرتك وتعتبرها من أهم الأعمال لك؟
– من أهم الأعمال لدي بورتريه لنجم الخليج الكبير الراحل عبدالحسين عبدالرضا الذي ركزت من خلاله على العين التي تتميز بالضحكة وتبين حس وروح الفكاهة لديه، كذلك أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ فشخصيته متفجرة توحي دائما بالكثير فكلما رسمته شعرت بالجوع الفني لرسمه مرة أخرى وكوكب الشرق أم كلثوم فهي تغريك لترسمها مرات عديدة، وفي كل مرة تكتشف الجديد أيضا الفنانة نبيلة عبيد التي أجسد من خلالها روحها المرحة
عن طريق العين الناعسة والانوثة الطاغية، ومن الشخصيات الأجنبية العالم الألماني ألبرت أينشتاين بشعره المنكوش وشنبه الكثيف البارز والذي أصبح أيقونة العالم والمفكر المجنون والممثل الأميركي ليوناردو دي كابريو أظهر فيه المبالغة في الجبهة والعينين، والنجم العالمي جون ترافولتا وغيرهم.
هل أنت راض عما حققته من شهرة ونجاح في فن البورتريه ووصولك إلى هذا المستوى العالمي وبالتالي ترفض النقد من الآخرين؟
– بداية الفنان الذي لا يتقبل النقد سيظل يراوح مكانه ولن يتطور لأن النقد هو المرآة التي ينظر فيه الفنان ليرى عيوبه ويبدأ في إصلاحها ليطور من ذاته وأدواته وأفكاره وإذا توقف عن النظر فيها فسيعجب بنفسه ويتجمد في مكانه، ومن هنا أنا أتقبل النقد بكل أريحية بل انني أول ناقد لنفسي لا أتوقف عن نقدي لنفسي وتقييم ذاتي ومحاولة البحث عن الرؤى الجديدة ربما لذات الشخصية المرسومة، ولذلك تجدني رسمت شخصيات عدة مرات لأنني في كل مرة أطور من أدائي وأكتشف الجديد في هذه الشخصية.
لماذا ترفض كلمة فنان بحريني عندما يتم وصفك بذلك؟
– أنا فنان بحريني وأعتز بدولتي ونشأت وتربيت في مملكة البحرين العزيزة، ولكن أنا أفضل أن يطلق علي فنان كاريكاتير من البحرين لأن تجربتي تشبعت بكل التجارب الإنسانية العربية والعالمية والتي أسعى دوما للاستزادة منها والقراءة الدائمة فأنا ابن هذا العالم المتسع ثقافيا وإنسانيا.
حصدت جوائز عربية ودولية ورفعت اسم بلادي في محافل عالمية
نلت العديد من الجوائز سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.. فماذا تعني لك؟
– الحمد لله أشارك في العديد من المسابقات الدولية والمهرجانات العالمية، وقد حققت العديد من الجوائز، منها على سبيل المثال لا الحصر في مصر بلد الريادة في فن الكاريكاتير، وهذا ما يعطي للجائزة قيمة كبيرة، فقد فزت بالمركز الأول في مسابقة الفنان العالمي جورج البهجوري والتي أقيمت في مصر عام 2017 وكان المشاركون من جميع أنحاء الوطن العربي وتم تكريمي في دار الأوبرا المصرية وكان موضوعها كوكب الشرق أم كلثوم، كما حصدت المركز الثاني بمسابقة إسبانيا للفكاهة في العام التالي 2018 ثم حصدت جائزتين متتاليتين من مهرجان البرتغال الدولي والذي يتمتع بسمعه دولية كبيرة وتعرض أعمالي في مهرجان بيريسكابا الدولي بالبرازيل والمختص في فنون الفكاهة، كما أن لي مشاركات وأعمالا في دول عدة كتركيا وإسبانيا والصين والبرتغال والكويت وتونس ومصر وإيطاليا، كما تنشر أعمالي في عدد من المواقع والمجلات كمجلة توميتو كارتون الأردنية ومجلة بريجتابندوست التركية ومجلة cartoon magazine الدولية وغيرها من المواقع والمجلات.