كتاب «رحلتي من الطب إلى الألش» للدكتور الشاب محمد جمال.. كتاب يجمع بين الأدب والعلم وتحديدا الطب.. يستعرض المواقف التي تعرض لها الكاتب، والتي ما هي إلا مواقف يومية يتعرض لها صغار الأطباء يومياً في بداياتهم ونهاياتهم.
الكاتب يعتبر نفسه أنه «مواطن مصري» و«طبيب» ينتمي إلى أكثر المؤسسات إفلاساً
الكاتب ليس بكاتب
أو «باشكاتب» حتى وإنما هو مواطن مصري طبيب
اهتمامك بالمؤخرة يضعك في المقدمة
يتحدث الدكتور جمال بأسلوب ساخر عن كتابه قائلاً: اهتمامك بالمؤخرة يضعك في المقدمة وهذا هو الفرق بين كتابي وبين أي كتاب آخر، ففي كل كتاب تكون البداية هي تعريف بالكاتب، ومؤلفاته، وحياته، ودوره في المجتمع.. لكن الشكل للكتاب ظهر غير تقليدي بالمرة..بل في المضمون أيضاً..فالاهتمام بالبشر الذين في المؤخرة-مؤخرة الاهتمام من المؤسسات الرسيمة أو غيرها، يستحقون أن يوضعوا في صدارة الاهتمام أو المقدمة.
وأضاف أنه سيحيد عن هذا الأسلوب وذلك لأن كاتب هذا الكتاب ليس بكاتب أو «باشكاتب» حتى.. وإنما هو مواطن مصري وطبيب ينتمي إلى أكثر المؤسسات إفلاسا، فهو يمثل الطبقة المطحونة من شباب الأطباء وكبارهم أيضا، كل همه أن يعيش حياة كريمة تعوضه عن سنوات العذاب الدراسية وأن يؤسس بيتا وأسرة وأن يحظى باحترام المجتمع الذي أصبح ينظر إلى الطبيب الآن على أنه في ابتلاء واختبار من الله عز وجل إما أن ينجح فيه أو ينخرط في الفساد الذى بات يستشري في المنطقة العربية وبالتالي يصبح ترسا في تروس الفساد المجتمعي.
الصحة والتعليم
ثم يتطرق المؤلف إلى محتويات الكتاب قائلا: في هذا الكتاب جزآن، الجزء الأول يتعرض الكاتب إلى بعض المواقف التي تعرض لها في حياته العملية بعد تخرجه وبعد احتكاكه بسوق العمل والتعامل مع المرضى وأصحاب المستوصفات مرورا بكثير من المواقف الساخرة والمؤلمة في ذات الوقت والتي تكشف أن الإصلاح الشامل لن يحدث إلا بإصلاح الصحة والتعليم فهما حجر الأساس في أي نهضة فالإنسان المريض غير قادر على الانجاز وإذا استطاع الانجاز فلن يكون على المستوى المطلوب أو الجيد وغياب التعليم الجيد والمتميز سوف يخرج لنا جيلا غير قادر على القيادة وإذا تولى زمام الأمور فستكون قراراته «فشنك» غير مدروسة ليقودنا إلى حائط سد، والنتيجة طبعا الوقوف أمام هذا الحائط مكتوف الأيدي.
المواقف التي تعرض لها الكاتب ما هي إلا مواقف يومية يتعرض لها صغار الأطباء يومياً في بداياتهم ونهاياتهم أيضاً
ويضيف د جمال: المواقف التي تعرض لها الكاتب ما هي إلا مواقف يومية يتعرض لها صغار الأطباء في بداياتهم ونهاياتهم أيضا، ما دامت الدولة لا تكفل لهم حياة كريمة وقد تجد في ذلك الكتاب أن معظم ما ورد به مليء بالسخرية والألش، إلا أنه هو الوسيلة التي تستطيع أن توصل الفكرة والموضوع بشكل أسرع من باقي وسائل الكتابة الموضوعية والمنطقية في حين أن كل تلك المواقف حدثت بالفعل مع الكاتب وأن ذكرها ما هو إلا توثيق لحال زملاء المهنة وإيمانا بأن أول طرق حل المشكلة هو وضعها في دائرة الضوء حتى يتسنى لنا حلها.
كنت أشعر في كل موقف بأنه دافع لكي أتحسن وأصبح أفضل وأفضل
قل لنفسك إنك قادر على تحقيق أحلامك بالجد والعمل والتخطيط الجيد
ويستطرد قائلا: إذا قرأت ذلك الكتاب البسيط في محتواه من الممكن أن تصاب بالإحباط وأن ترى أن المستقبل مظلم ولكن يجب أن تعلم أنك ستكون مغفلاً إذا لم تكن تعلم أن المستقبل بالفعل مظلم وأنك يجب أن تحبط.
ولكن ما الحل؟
يبتسم الدكتور جمال وهو يقول الحل من عند ربنا إن شاء الله ثم يضيف: ما أريده منك ألا تجعل كلماتي تحبطك فأنا من عشت تلك المواقف كنت أشعر في كل موقف بأنه دافع لكي أتحسن وأصبح أفضل وأفضل وإن شاء الله حتى نصل إلى ما نصبو إليه فلا تجعل ما حولك يحبطك، تخلص بسرعة من هذا الشعور السلبي واجعل ذلك دافعا يقودك إلى الإمام، تفاءل رغم كل مايحيط بك.. قل لنفسك أنك قادر على تحقيق أحلامك بالجد والعمل والتخطيط الجيد وعدم الالتفات إلى كل ما من شأنه يثبط عزيمتك فأنت قوى وقادر على رسم أحلامك فاجعلها واقعا ملموسا، لا تيأس الطريق قد يكون طويلا لكنك لن تسير فيه وحدك فثمة أناس آخرون يحلمون معك بوطن متميز ومتقدم يعيش فيه الجميع حياة كريمة بعيدة عن منظومة الفساد وتذكر دائما، لا توجد أحلام تعود بصاحبها إلى الخلف إلا أحلام «أراب آيدول» طبعاً.