أول سيدة في “السلط” الأردنية تقوم بهذا المشروع فاطمة الزعبي بدأت مشروعها بكيلو عدس.. ليصبح معلماً سياحياً
البيت زارته الملكة رانيا وملكة هولندا
حماتي الله يرحمها هي من علمتني الطبخ
لم أكن أتوقع في عمري أنني أقوم بعمل هذا المشروع
حصلت على جائزة الملك عبد الله للعمل الريادي الحر بعام 2015
حاصلة على شهادة الجودة من الجمعية العلمية الملكية للمخللات والمكدوس
المرأة التي انتصرت على الفقر بمشروع في منزلها فحولته لدار سياحية يزورها السياح في مدينة السلط، قصة “بيت الضيافة” أو مشروع فاطمة الزعبي بدأ قبل خمسة وعشرين عاماً عندما واجهت فاطمة ظروفاً اجتماعية اضطرت بسببها لأن تكون مسؤولة عن بيت.
عندما نقضي بعض الوقت مع فاطمة “أم محمد” تشعر بحرارة ملقاها وتتعرف على مهارتها بالضيافة، فبمجرد دخولك منزلها البالغ من العمر 90 عاماً، ستشعر على الفور بأنك جزء من العائلة. فاطمة مليئة بكنوز وفيرة من القصص التي يستمتع ضيوفها بالاستماع إليها أثناء تواجدهم على مائدة طعامها المحضر منزلياً.
كيف بدأ مشوار فاطمة الزعبي في عالم الطبخ؟
– بدأت العمل من نحو 25 عاما، حيث لم يكن لدى أي دخل مادي بينما كان زوجي مريضاً ولدي 5 أبناء، لا أملك شهادة جامعية لأشتغل بها ولا أي خبرة في مجال العمل، أشارت عليّ جارتي بأن أقوم بلف ورق الدوالي مقابل مبلغ مالي، أو أن أنظف البقوليات كالعدس، والأرز، والفريكة، والبرغل لأهل الحي وهكذا كان، وحصلت على أول أجر كان مقداره ديناراً ونصف الدينار، متحدية بذلك ثقافة العيب والعادات والتقاليد، فكنت أول سيدة في السلط تقوم بهذا العمل.
هل كنت تتوقعين أنك تفتتحين مشروعا خاصا بك؟ وما قصة كيلو العدس معك؟
– لم أكن أتوقع في عمري أنني أقوم بعمل هذا المشروع، رغم أنني كان لدي دافع وأمل وعزيمة وإرادة وطموح، وأؤمن بمقولة لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد السمكة، وضعت “نصب عيني هدفا يتمحور حول تحويل عدد حبات “كيلو” العدس البالغة سبعين ألف حبة إلى رأس مال، وهذا ما بدأت به لأن كل حبة في العدس هي اللبنة الأولى للمشروع.
بيت فاطمة الزعبي.. بيت الضيافة احكي لنا من أين جاءت لك الفكرة؟
– زارني وفد من وزارة السياحة عام 2012، ليخبرني بأن بيتي يقع ضمن المسار السياحي في مدينة السلط، عارضين عليّ فكرة استقبال المجموعات السياحية لتقديم الطعام التراثي كالإفطار البلدي والأطباق التراثية، بالإضافة إلى تقديم بعض المنتوجات التراثية كالأزياء ومنها “الخلقة السلطية” – الزي التراثي لأهل السلط- تحديدا، وذلك مقابل مبلغ من المال.
ولماذا اسم بيت فاطمة الزعبي؟
– أنا كان اسم مشروعي أم محمد العمايرة وسماه ولي العهد، الله يبارك في عمره، بيت فاطمة الزعبي، وهو فخر لي أن يحمل المشروع اسم امرأة سلطية أردنية.
كيف حولت بيت الضيافة لمعلم من المعالم السياحية في الأردن وليس مجرد مطعم؟
– طبعا الجروب السياحي يأتي عن طريق مؤسسة اعمار السلط أو هيئة تنشيط السياحة ليقوم بعمل جولة سياحية بالسلط، بعد الجولة السياحية يصل لعندي، وهنا نستقبله بالقهوة ثم يكون هناك البوفيه به أكلات السلطية أكلات أمهاتنا وجداتنا وعماتنا وخالاتنا وأهم شيء أني أقوم بقلب طنجرة المقلوبة أمام الجروب وبعد الانتهاء من الغداء، يأتي وقت تناول الشاي
ثم نقوم بعمل المفاجأة الحلوة وهي تلبيس الحلقة السلطية والشماغ والعقال والعباية ونقوم بعمل عرس سلطين وفي نهاية المطاف يكون تذوق الحلو السلطي اللزاقيات أو الشعيبيات أو الفطيرة أو القطايف ولدي كتاب أسميته قصة عشق وحب هذا الكتاب يكتب به الجروب السياحي كيف كانت الرحلة لأعرف انطباع الناس عن الضيافة والبيت.
كيف كانت زيارة الملكة رانيا العبدالله لييت الضيافة؟
– طبعا هذا البيت زاره كثيرون من جميع دول العالم، فقد زارته ملكة هولندا وعدد من السفراء، ولكن الأروع والأجمل أنها زارته جلالة الملكة رانيا فكانت زيارتها فخرا لي واعتزازا لأنها الأم والأخت والصديقة والحبيبة والعمة والخالة، فزيارة جلالة الملكة رفعت من قيمتي ومن ثقتي بنفسي،
وكان لي لقاء آخر بجلالة الملكة في أجمل بقعة من بقاع الأرض وهي مكة المكرمة حيث التقينا أثناء رحلة العمرة بجلالة الملكة وكنت مع عدد من السيدات برفقتها وكانت الرحلة على نفقتها.
وما انطباع أول وفد زارك؟ وكم كان أول مبلغ حصلت عليه من مشروعك؟
أول وفد زارني كان من اليابان ولم أنم في تلك الليلة مطلقا، حيث بدأت بإعداد الطعام والتجهيز للزيارة، وتقاضيت وقتها مائة وعشرين دينارا، وكان هذا المبلغ بالنسبة لي ثروة كبيرة في حينها، إذ كان أول مبلغ كبير أتقاضاه. وما زلت محتفظة بهذا الوصل حيث كانت التجربة فريدة من نوعها.
هل تذهبين بنفسك لشراء متطلبات بيت الضيافة؟
– أذهب للسوق بنفسي وأشتري جميع مستلزماتي فالجميع يعرف أم محمد أو فاطمة فهد الزعبي.
لم تحصلي على شهادة علمية ولكن منتجاتك حازت شهادة الجودة من الجمعية العلمية الملكية.. فما هذه المنتجات؟
– بالفعل حصلت على جائزة سيتي نك كأصغر مشروع على مستوى المملكة في عام 2016 وجائزة الملك عبد الله للعمل الريادي الحر في عام 2015 وسافرت الى لبنان مثلت سيدات الأردن بقصة نجاح تحدي المرأة لظروفها الصعبة، وشاركت بعدة مؤتمرات حصلت على ما يعادل 300 شهادة، ومعي شهادة الجودة من الجمعية العلمية الملكية للمخللات والمكدوس وحتى لفن الطبخ أيضا.
من كان أول من رفض فكرة عملك؟ وكيف استطعت إقناعهم؟
– وجدت بالبداية معارضة من أبنائي كون الفكرة كانت جديدة وهي استقبال أجانب في منزلنا، ولكنني صممت وقررت أني أستقبل الجروبات السياحية وأقنعتهم بالفكرة.
هل أبناؤك يساعدونك الآن أم لا؟
– أنا أم لخمسة شباب منهم اثنان تزوجا، وتوفي أحد أبنائي واثنان لدي بالبيت وهم يتعاونون معي.
ما طموحاتك المستقبلية لبيت الضيافة؟
– أطمح لأن يصبح بيت الضيافة مطعما عالميا بشكل أوسع ومطورا أكثر، وأن يكون هناك أكثر من فرع له.
ما رسالتك للمرأة العربية؟
– رسالتي لكل سيدة أن بداخلها ملكة ولا بد أن تظهر للعالم هذه الملكة، وأنها تستطيع أن تتحدى الصعاب عندما يكون لديها إرادة وتصميم، فمهما كانت ظروفها فهي تستطيع أن تصنع لها كياناً مستقلاً وتتحلى بالثقة بالنفس.
من علمك الطبخ ومتى بدأت تطبخين؟
– حماتي، الله يرحمها، هي من علمتني الطبخ، لأنني تزوجت في سن صغيرة، حيث كان عمري 14 عاما، وكانت تقول لي “راح يجيك يوم وتحكي، الله يرحمها حماتي كيف كانت تعلمني”، ولذلك أدين لها بكل الفضل الله يرحمها.
هل صحيح أن الطبخ.. “نفس”؟
– فعلا الطبخ حب، ولا بد أن يكون الشخص متذوقا جيدا للطعام، وكان نفس حماتي طيبا كثيرا