أول مذيعة من ذوي متلازمة داون رحمـة خالـد: عملي في الإعلام كان حلم حياتي.. ومثلي الأعلى إسعاد يونس
لا تهاب رحمة خالد الوقوف أمام الكاميرا بل تحبها، فمنذ صغرها تعلقت بالإعلام، لذلك شقت طريقها إليه لتصبح أول مذيعة من ذوي متلازمة داون تقدم برنامجًا على الهواء. وباستمرار تحاول رحمة في ظهورها الإعلامي التوعية بحقوق ذوي متلازمة داون، ومثلها الأعلى الإعلامية والممثلة الكبيرة إسعاد يونس. حصلت الشابة العشرينية على بطولات رياضية عديدة، وتطمح إلى تحقيق الكثير من الأحلام في المستقبل. في لقائنا التالي نتعرف على رحلة المذيعة رحمة خالد، وأبرز الصعوبات التي واجهتها في مجال الإعلام:
بطلة رياضية وعضو برلمان الشباب ومذيعة.. أيها تفضل رحمة في تعريفها بنفسها؟
- أحب كل هذه الألقاب، لكن الأقرب إلى قلبي المذيعة رحمة خالد لأني أول مذيعة تقدم برنامجًا على الهواء مباشرة من ذوي متلازمة داون، وهو ما آمل أن يفتح المجال أمام الكثيرين من ذوي متلازمة داون ويغير نظرة المجتمع لهم.
رغبت في العمل بالإعلام لأنه أقرب وسيلة تصل للناس وتوعّيهم
أخبرينا عن قصة التحاقكِ بمجال الإعلام وعملكِ مذيعة؟
- شاركت في سن صغيرة بالحفلات والإذاعة المدرسية، ومع حصولي على البطولات الرياضية كنت أحل ضيفة بعدد من البرامج، وشعرت حينها بأن الإعلام أقرب وسيلة تصل إلى الناس وتوعيهم، لذا بدأت في العمل على تطوير مهاراتي فحصلت على عدد من الدورات الإعلامية. فيما بعد شاركت مع الإعلامية أميرة المليجي وأحمد الشريف في فقرة ببرنامج أطفال اليوم في إذاعة صوت العرب مرة كل شهر لعامين من 2016 حتى 2018، وبعدها اكتشفني أستاذ هشام سليمان رئيس قنوات DMC في هذا الوقت وقدمني لأصبح مذيعة وهو ما كان حلم حياتي.
ما أبرز التحديات التي واجهتكِ في الدخول إلى مجال الإعلام؟
- حينما فكرت في أن أصبح مذيعة كان الأمر شبه مستحيل، فلم يسبق لأي شخص من ذوي متلازمة داون العمل مذيعا أو مذيعة، ولم يثقوا في أن شخصا من متلازمة داون قد يقدم برنامجًا على الهواء.
أول مذيعة من متلازمة داون يجعلكِ مثالًا لكثيرين، فمن كان مثلكِ الأعلى الذي تتطلعين إليه؟
- أحب كثيرا من الشخصيات في مجال الإعلام وأعجب بهم، ولكن الفنانة العظيمة والإعلامية الجميلة الشاملة الأستاذة إسعاد يونس هي مثلي الأعلى وأتمنى أن أصبح مثلها.
هل تذكرين حلقتكِ الأولى كمذيعة وما كان موضوعها؟
- نعم أتذكر الحلقة الأولى جيدًا، فهي علامة فارقة في حياتي. استضفت في هذه الحلقة الأستاذة الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، وكانت الحلقة مميزة كونها كانت داعمة ومشجعة لي بشكل كبير.
تعرضت للنقد والتنمر على مواقع التواصل الاجتماعي وتحدثت عن ذلك على الهواء
ألم تتعرضي لتعليقات أو مواقف سيئة عند البدء في عملكِ مذيعة؟
- بالفعل تعرضت للنقد والتنمر على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنني تحدثت عن الأمر مباشرة على الهواء فطلبت من الجمهور ألا يحكم قبل أن يرى فطبيعي أن يخطئ الإنسان ويصحح خطأه.
وأود القول إن كل إنسان يجب أن يحصل على فرصته كاملة بغض النظر عن الشكل أو الظروف مادام يستطيع فهذا حقه.
ما أهم الخطوات التي تحرصين على القيام بها قبل الظهور في برنامجكِ؟
- قراءة موضوعات النقاش جيدًا، والتعرف على كل النواحي الخاصة به وتحضير الأسئلة مع فريق الإعداد.
على صفحتكِ تقدمين محتويات توعوية عن متلازمة داون، فما الذي يفتقده المجتمع المصري والعربي من معرفة عن هذه الفئة؟
- ينقص المجتمع العربي والمصري فكرة تقبل الاختلاف والآخر، إلى جانب وجود كثير من المعتقدات الخاطئة عن ذوي متلازمة داون بأنهم عاجزون عن فعل أي شيء وكثير من الأفكار السلبية المرتبطة بهم.
وبالتالي يحتاج المجتمع إلى تغيير هذه النظرة السلبية إلى نظرة إيجابية مع تقبلهم للآخرين وللاختلاف، فنحن مختلفون ولسنا متخلفين.
يحتاج ذوو متلازمة داون لإيمان أصحاب الأعمال بهم وتدريبهم وتوظيفهم
وفي رأيك ما الذي يحتاج إليه أصحاب متلازمة داون في مجتمعنا؟
- يحتاج أصحاب متلازمة داون في البداية إلى توعية الأسر والمجتمع والاهتمام بهم من أول يوم، وعمل برامج التدخل المبكر والدمج في المجتمع، إلى جانب تقبلهم وإيمان أصحاب الأعمال بهم وتدريبهم وتوظيفهم في الوظائف المناسبة حتى يكونوا أعضاء نافعين في المجتمع.
لقائي مع الفنانة
الجميلة يسرا أكثر لقاء أعتز به في مسيرتي
خلال حلقاتكِ التقيتِ بعدد كبير من الضيوف، من كان أكثر ضيف اعتززتِ بلقائه؟
- أعتز وأفتخر بأني التقيت وأجريت مقابلات مع عدد من الشخصيات العظيمة والفنانين الكبار والشخصيات العامة، ولكن يظل لقائي مع الفنانة الجميلة يسرا لقاءً لا يُنسى لاستجابتها السريعة ودعمها غير العادي، حيث تواصلت معها وبعد 3 ساعات مباشرة قدمت أول حوار لي في حياتي.
أمي تقبلت وجودي وآمنت بقدراتي وتساعدني في تحقيق أحلامي
لوالدتكِ أثر كبير في حياتكِ، فما الذي قدمته لكِ من دعم؟
- أعتبر نفسي محظوظة لأن والدتي تعمل مع الأطفال المتأخرين عقليًا اختصاصية تخاطب، وهي قبلت وجودي وآمنت بقدراتي وحقي في الحياة، ودائمًا هي من تساعدني في تحقيق أحلامي، وأقول لها بحبك يا أمي وشكرًا لكِ.
حصلت على أكثر من 190 ميدالية منها
8 ميداليات دولية
حدثينا عن الرياضة في حياة رحمة وأبرز الميداليات التي حصلتِ عليها؟
- أنا بطلة دولية في السباحة والتنس وكرة السلة بدأت الرياضة منذ سن 6 سنوات وحققت أول بطولة دولية في سن الثامنة، وحصلت على أكثر من 190 ميدالية منها 8 ميداليات دولية، ومثلت مصر في عدد من المسابقات بالخارج في دول مثل سوريا ولبنان وكوريا وعمان وآخرها أميركا. وما زالت الرياضة مهمة في حياتي لأن العقل السليم في الجسم السليم.
ما اللحظات التي لا تُنسى في حياة رحمة؟
- لدي لحظات كثيرة لا أنساها، ولكن أهمها أول ميدالية حصلت عليها في بطولة الجمهورية وأول بطولة دولية في بطولة سوريا، وحصولي على بكالوريوس السياحة والفنادق في 2018، وأخيرًا ظهوري كأول مذيعة من متلازمة داون تقدم برنامجا على الهواء مباشرة.
هل صادفتِ مسبقًا من أخبركِ بكونكِ مثله الأعلى؟
- نعم صادفت وتسبب لي كلامهم في سعادة كبيرة ويعطيني طاقة إيجابية تجعلني أستمر في العمل وتحقيق أحلامي.
لو أرادت رحمة أن تصف مشوارها وحياتها بكلمات بسيطة فماذا ستختار عنوانًا لها؟
- إذا أحببت وصفها فسيكون لا يوجد مستحيل مع الإرادة.
أحلم بتمثيل عمل فني كبير يُظهر ذوي متلازمة داون بصورة واقعية
ما الخطط والمشروعات المستقبلية التي تتطلع إليها رحمة؟
- لدي كثير من الأحلام والطموحات أرغب في تحقيقها مثل حصولي على برنامجي الخاص لأظهر فيه النماذج الجيدة والشخصيات العامة. كذلك تمثيل فيلم أو عمل فني كبير يظهر ذوي متلازمة داون بصورة جيدة وواقعية لتغيير نظرة المجتمع، والمشاركة في أعمال فنية لحبي للتمثيل إلى جانب الاستمرار في توعية المجتمع بكل ما يخص ذوي متلازمة داون.
«أسرتي» في كل مكان
داليا شافعي