اختصاصي أمراض النطق والبلع د. محمد الأمير: التأتأة بالوراثة.. والذكور في المقدمة!
ربما يظن البعض أن التأتأة ليست مشكلة، ولكن لا يعرف مدى المعاناة منها سوى من ذاق مرارتها، تكفي نظرات الناس للشخص الذي يتأتئ، ما يجعله يحمل ذكريات سيئة ومواقف تحفر في مخيلته، والتي ربما تكون سبباً في معاناته على مدار سنوات. «أسرتي» التقت د. محمد الأمير، اختصاصي أمراض النطق والبلع والحاصل على الدكتوراه من بريطانيا للتعريف بالتأتأة وكيفية التعامل معها:
التأتأة ليست مرضاً بل هي اضطراب في الكلام
هل التأتأة تعد مرضا شائعاً؟
- التأتأة ليست مرضاً، بل هي اضطراب ضمن اضطرابات الكلام، حيث تتسم بإعادة أو مد الجملة أو الكلمة أو المقطع اللفظي، أو التوقف الفجائي عن الحديث وعدم إصدار صوت لمقاطع لفظية معينة. ويقدر أنها تحدث بشكل مؤقت وطبيعي لدى نسبة كبيرة من الأطفال، بيد أن التأتأة الحقيقية والمرضية تصيب نسبة قليلة منهم فقط.
وهناك أوضاع معينة تزيد من حالة التأتأة سوءا، من ضمنها الأوقات التي يتعرض خلالها المصاب للضغط النفسي أو الإرهاق أو الإثارة والتشويق، بالإضافة إلى الأوقات التي يكون فيها مركزاً انتباهه على كلامه، كأوقات التحدث أمام مجموعة أشخاص. أما عندما يكون هادئا ومسترخيا، فإن أعراض التأتأة تقل.
من الصعب تشخيص التأتأة خلال سنوات الطفل الأولى
هل يمكن تشخيص التأتأة خلال سنوات الطفل الأولى؟
- من الصعب تشخيص التأتأة خلال سنوات الطفل الأولى. فمن الطبيعي أن تظهر اللزمة أو (الحبسة) في الفئة العمرية التي بين 3 و6 سنوات. فيلاحظ توقف الطفل فجأة في منتصف الحديث حتى يتمكن من نطق الكلمة وإتمام الجملة. لكن عادة ما يكون هذا عارضا مؤقتا وناتجا عن لخبطة الدماغ مع المخزون الهائل من الكلمات التي يكتسبها يوميا. لذا، لا ينصح ببدء علاج التأتأة في هذه المرحلة، وبخاصة لو لم يتوافر تاريخ وراثي بإصابة أحد أفراد العائلة بالتأتأة.
ومن المهم إعطاء الأهل إرشادات حتى لا يزيدوا الضغط النفسي الذي يتعرض له الطفل. مثل ألا يقطعوا عليه حديثه، ويسكتوه أو يسخروا من التأتأة، أو يكملوا الحديث بالنيابة عنه أو يوبخوه على التأتأة أو إشعاره بأنه أقل من أقرانه.
هل هناك سبب للتأتأة؟
- لم تكتشف أي دراسة سبب إصابة البعض بالتأتأة دون الآخر، لكنها بينت ارتباطها بالعامل الوراثي، فغالبية الأطفال الذين يتأتئون لديهم قريب مصاب بها أيضا كالوالدين أو الأعمام أو الأخوال. فلا بد من وجود عامل وراثي أولا.
هل الضعف في عضلة اللسان أو ثقلها يؤدي إلى التأتأة؟
- التأتأة ليست لها علاقة بالضعف في عضلة اللسان أو زيادة ثقلها، أو تكون نتاجاً لضعف في التنفس، فبما أن المصاب يتمكن من لعب الرياضة والتنفس بشكل طبيعي، لذا فهو لا يعاني مشكلة في التنفس ولا يحتاج للخضوع لبرامج تعمل على تقوية نفسه.
هل الطفل الذي يتعرض للتخويف أو الضرب يصاب بالتأتأة؟
- أحياناً نرى أما تلوم الأب على ظهور التأتأة لدى طفلها نتيجة ضرب أو تخويف الأب لهذا الطفل، وهذا ليس صحيحاً، ولكن ربما صادف ظهور التأتأة لدى الطفل بعد حدوث هذا الموقف، وبالتالي فالأب ليس سببا في ذلك، كذلك ادعاء البعض أن المعاناة من مرض نفسي أو الصدمة النفسية هي السبب في التأتأة وهذا ليس صحيحا، وهناك حالات أصيبت بالتأتأة بعد تعرضها لأزمة نفسية شديدة، لكنها تكون عارضا مؤقتا ويختفي تدريجيا مع تحسن الحالة النفسية.
تصيب هذه المشكلة الذكور بشكل أكبر من الإناث
من الأكثر في الإصابة بالتأتأة الذكور أم الإناث؟
- تصيب هذه المشكلة الذكور بشكل أكبر من الإناث، نتيجة الفروقات الفيزيولوجية بين الجنسين، وفق العديد من الدراسات، تتنوع أسباب الإصابة بها، والتي يحتل فيها العامل الوراثي المقدمة.
هل علاج التأتأة يثمر اختفاءها تماماً؟
- العلاج يحسّن من الحالة كثيراً، ويعلم المصابين بها كيف يسيطرون على التأتأة، لكنه لن يؤدي إلى اختفائها تماما. والكثير من المشاهير مصابون بالتأتأة وتعلموا كيف يسيطرون عليها، لكنها تظهر أحياناً في حديثهم مثل الممثلة نيكول كيدمان والممثل بروس ويليس.
من الضروري قصد مراكز علاج النطق واللغة
ما نصيحتك للأسرة التي لديها طفل يعاني من التأتأة؟
- من الضروري قصد مراكز علاج النطق واللغة، عند اكتشاف أي تأخر أو مشكلة لغوية لدى الطفل الذي بلغ الخامسة من العمر، ولا بد أن يكون هناك تثقيف للوالدين وأعضاء الهيئات التدريسية بكيفية التعاطي مع الطفل الذي يعاني هذه المشكلة ومساعدته في التخلص منها.
ما طرق العلاج؟ وكيف نجعلهم لا يخافون من الاندماج في المجتمع؟
- تختلف طريقة العلاج وفق الحالة وشدتها، ولا توجد تقنية واحدة مناسبة للجميع، أغلب الحالات تحتاج إلى جلسات تدريبية، ولكن ليست كثيرة، ومن المهم أن يتبع الطفل التدريبات لتعلم النطق الصحيح، ولأنه أحياناً يخرج الشخص من الجلسة، وتكون التأتأة قد اختفت تماما، وبعد أن يتعامل مع المواقف الخارجية تعود له مرة أخرى، ولذلك أفضل أحياناً أن أخرج مع الحالة لمواجهة المواقف المختلفة في الجمعية أو في المجمع، وأحياناً يتم ذلك عبر تشجيع الشخص على طلب الطعام عبر الهاتف أو بمواجهة الغرباء والتحدث معهم حتى يكتشف أن الأمر ليس سيئا كما يعتقد. وبذلك تتغير قناعاته ويتعلم كيف يتحكم في التأتأة.
ما العوامل التي تؤثر على اضطرابات النطق والبلع لدى البالغين ؟
- سبب مشكلات النطق والبلع لدى البالغين تكون لدى المصاب بالجلطة الدماغية (أو السكتة الدماغية) هو حدوث أضرار في مناطق الدماغ المسؤولة عن هذه العمليات. ومن الممكن أن تخلف الجلطة الدماغية عدة مضاعفات على سبيل المثال وليس الحصر منها:
٪ أن تكون لغة المصاب واضحة وسليمة، لكنه لا يتمكن من اتباع الإرشادات الشفهية المركبة. فإن طلب منه أمران أو ثلاثة أمور وراء بعضها، فستجده لا يفهم ولا يتمكن من القيام بأي منها. بينما لو قرأ الإرشادات في ورقة سيفهمها ويقوم بها بشكل طبيعي، مما يدل على وجود مشكلة في فهمه وتحليله للمعلومات السمعية نتيجة تضرر منطقة الدماغ المسؤولة عن تحليل المعلومات السمعية.. بيد أن نسبة ذكائه تكون طبيعية ولم تتأثر من الجلطة.
٪ أن يكون نطق المصاب وفهمه طبيعيا، لكنه لا يتمكن من تذكر الكلمات. ويصف حالته بقوله إن االكلمة على طرف لسانهب لكنه نسيها، رغم أنه متأكد من أنه يعرفها.. وغالبا ما تسبب هذه الحالة فرط عصبية الشخص.
٪ لدى المصاب مشكلات في الإدراك والفهم، فيكثر سرحانه وتشتته ويتحدث عن عدة أمور غير مترابطة من دون أن يعي أنه يقوم بذلك.
٪ يعاني المصاب صعوبات في النطق وتحريك اللسان والفم بشكل طبيعي.
٪ وجود مشكلات في البلع والنطق معاً.
(فيضطر إلى التغذية عبر الأنابيب
والسوائل).