استشاري طب الأطفال لدى مركز بوشهري كلينك د. مها فرحات: هل تعطين طفلك كمية كافية من الماء؟
أمراض الجهاز التنفسي والالتهابات الصدرية والسمنة والسكري هي الأمراض الأكثر شيوعاً لدى الأطفال في الكويت، ولذا التقت «أسرتي»بالدكتورة مها فرحات استشاري طب الأطفال لدى مركز بوشهري كلينك لنعرف العلاجات والإجراءات الطبية التي تجنبنا الكثير من المشكلات الصحية التي يمكن أن تصيب أبناءنا:
أكثر أنواع الحساسية انتشاراً في الكويت حساسية الأنف والجيوب الأنفية والصدر والجلد
في البداية، ما أكثر الأمراض انتشارا لدى الأطفال في وقتنا الحالي التي تلاحظينها من خلال الحالات المراجعة لديكم؟
– كثيرا ما يراجعنا الوالدان بأطفالهم الذين يعانون من الحساسية، بكل أنواعها من التهاب الأنف التحسسي والربو وأمراض الصدر (قصيرة أو طويلة الأجل) والأكزيما وحساسية الجلد وغيرها، كما أننا نرى الكثير من حالات سمنة لدى الأطفال، ونظرا لارتفاع معدلات السمنة في الاطفال بدأ ظهور مرض السكري من النوع التاني في الأطفال والمراهقين، وهناك، أطفال يعانون من النحافة الشديدة، وذلك أيضا ناتج عن الاعتماد على الوجبات السريعة التي تغلق شهية الطفل عن الطعام المغذي الصحي.
هل يمكن أن نرى أطفالا يعانون من ارتفاع الكوليستورول والضغط؟
– أصبحنا من وقت قريب نرى بالفعل ارتفاع الكوليسترول والضغط لدى الأطفال، نتيجة للنظام الغذائي السيئ، حيث يؤدي تناول الكثير من الدهون المشبعة أو المتحولة إلى وصول الكوليسترول إلى مستويات غير صحية وانخفاض الكوليسترول النافع أو المفيد، وارتفاع ضغط الدم وإنزيمات الكبد وارتفاع في الدهون الثلاثية وخلل في الهرمونات التي تؤثر على الأطفال في مرحلة البلوغ.
ظهور خطوط داكنة حول العنق عرض لمقاومة الانسولين
نرى أحيانا لونت داكنا يميل إلى السواد يلف رقبة أطفالنا فهل هذا عرض لمرض ما؟
– في الحقيقة إن ظهور خطوط داكنة حول العنق أو أسفل الذراعين أو في منطقة الفخذين هو عرض لما يُعرف بمقاومة الانسولين وهو مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري، لان الخلايا لا تستجيب للانسولين وتمنع دخول ما يكفي من السكر إليها، ونتيجة لذلك، يتراكم السكر في مجرى دم طفلك بدلاً من انتقاله إلى الخلايا.
وأضافت: فكلما زاد عدد الأنسجة الدهنية لدى الأطفال، زادت مقاومة خلايا أجسامهم للانسولين، ويحدث كل ذلك مع النظام الغذائي غير الصحي وقلة النشاط والمشروبات المحلاة بالسكر، مما يزيد فرص الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
سمنة الأطفال مرض مؤرّق ويجب ألا نستهين به
حديثنا عن سمنة الأطفال لا ينتهي، فهي مأساة لدى كثير من العائلات، فهل هناك حلول؟
– سمنة الأطفال مرض مؤرق، ويجب ألا نستهين به، ولكن ما يدعو للتفاؤل أن حتى إنقاص قدر بسيط من وزن الطفل بإمكانه أن يحسن المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة أو يقي منها، لأن الطفل ما يزال في مرحلة النمو وتغير شكل الجسم، ويمكن بمجرد اتباع نظام غذائي أكثر فائدة للصحة وزيادة مستوى النشاط البدني للطفل وإدخال بعض التغييرات السلوكية في إنقاص الوزن يأتي بنتائج مذهلة.
ما أكثر أمر يغفل عنه الوالدان لدى أطفالهما ولا يمكن تجاهله؟
– إنه شرب الماء، فهو أمر حيوي ويجب مراعاته جيدا، فشرب المياه مهم جداً لأنها تعمل على تحسين الدورة الدموية، بحيث يصل إلى الرئة الأوكسجين اللازم.
فالماء أساسي في حياة أطفالنا، إذ يتكون معظم وزن الجسم من الماء، فبدونه تتعطل أعضاء الجسم، ويظهر ذلك على سبيل المثال في حالات الجفاف الشديد التي تؤدي إلى انخفاض نسبة عمل الكثير من الأعضاء، مثل الكلية والدماغ وغيرها.
يخسر الجسم الماء بطرق عديدة عبر التنفس، التعرق والجهاز الهضمي، كما تقوم الكلى بالتخلص من فائض السوائل وجزء من فضلات الجسم عبر البول الذي يشكل الماء الجزء الأكبر منه. كما أنه من المهم أن يراعي الوالدين تناول الأطفال للخضراوات والكميات المناسبة والكافية من البروتين الذي يساعد في نمو الطفل.
ما الكمية اللازمة للأطفال من الماء يومياً؟
– يحتاج الأطفال يومياً إلى تناول كمية مناسبة من السوائل أي نحو 50-60 مل لكل كلغ واحد من وزن الجسم. فمثلاً لو فرضنا أن طفلاً وزنه 25 كغ، فإنه سيحتاج يومياً إلى لتر ونصف من السوائل. على أن الحاجة تتزايد في بعض الحالات الخاصة. ففي حال التعرق الشديد بسبب ممارسة الرياضة أو التعرض للحرارة المرتفعة في فصل الصيف، من الضروري أن نمنح الطفل المزيد من الماء والسوائل.
هل صحيح أن الغبار يعتبر مصدرا رئيسيا للإصابة بأمراض الحساسية؟
– الغبار كحبيبات الرمل يعتبر مهيجا لأمراض الحساسية، وليس محسسا، ولكن عادة ما يحصل في أيام الغبار والرياح الشديدة تقوم حبيبات الرمل بحمل حبوب اللقاح وأشجار وحشائش معها، مما يزيد في حدوث انتكاسات لدى الأطفال الذين يعانون من أمراض الحساسية.
تشتكي بعض الأمهات من قصر قامة أبنائهن فهل صحيح أن هناك علاقة بين النمو والنوم؟
– يساعد النوم مبكرا للأطفال على نمو الطفل بشكل سليم حيث إن النوم ليلا وفي الغرف المظلمة يزيد من إفراز هرمون النمو، والذي يساعد على زيادة وزن الطفل وطوله بشكل طبيعي.
وأضافت: ولا بد من الانتباه إلى أن النوم المبكر ينظم دورة عمل الهرمونات مثل الكورتيزون وهرمون النمو في الجسم والسهر يخل بكيفية عمل هذه الدورة، كما النوم المبكر يحمي من سمنة الأطفال ومشكلات الوزن الزائد، وهذا نتيجة للتقليل من عدد الوجبات الغذائية التي من الممكن أن يتناولها الأطفال خلال فترة الليل عند السهر.
وهل للنوم تأثير على الذكاء والتركيز؟
– النوم المبكر للأطفال مهم للنمو وتقوية الجهاز المناعي وتنشيط الذاكرة، يحتاج الأطفال إلى ثماني إلى عشر ساعات من النوم يومياً حسب عمرهم. قلة النوم عامل مهم في صعوبة التركيز. الاهتمام الدقيق بأنماط النوم وأسباب اضطراب النوم جزء مهم من صعوبات الانتباه.
ما العلامات التي تنذر بأن هذا الطفل لديه فرط حركة أو تشتت انتباه؟
– الأطفال الصغار بطبيعتهم يكونون مفعمين بالطاقة، ويظلون عادة ممتلئين بالطاقة لفترة طويلة بعد إصابتهم لآبائهم بالإرهاق والتعب الشديد. فهناك سمات أخرى واضحة جلية عندما يدخل الطفل غرفة الكشف، ومن خلال حركته ووجود صعوبة في انتظار دوره وأن يتسلق بعض الأماكن التي لا تناسب فعل ذلك، وغيرها وتبدأ الأم تشتكي من أنها تجد صعوبة في متابعة التعليمات مع هذا الطفل والفشل في إنهاء العمل المدرسي أو الأعمال المنزلية المطلوبة منه.
فهذا ما يجعلني أحيلها لطبيب اختصاصي أطفال نفسي، أو طبيب أطفال نفسي، أو طبيب أعصاب أطفال، ولكن من المهم الخضوع أولًا لتقييم طبي لفحص الأسباب المحتَمَلة الأخرى المسبِّبة لهذه الصعوبات لدى طفلك.