اكتشفي كيف تتناغمين مع قوة حدسك؟
الحدس هو صوتنا الداخلي، تعززه وتقويه خبرات الحياة. اكتشفي كيف تتناغمين مع قوة حدسك وتثقين فيه، معظمنا يعرف هذا الشعور العنيد عند اتخاذ القرارات رغم وجود أمر ما يقول لنا إنه أصاب الحقيقة، هذا ما يسميه المعالجون النفسيون «عامل الإثارة»، حيث إنه عند الإدراك المتأخر فمن المزعج أننا نهمل أو نتغاضى عن صوتنا الداخلي مهما علا هذا الصوت. وهنا نقنع أنفسنا في ذات الوقت بأننا عقلاء بدلا من القول اننا نسير خلف نزواتنا وان حدسنا أشبه بنوع من نظام داخلي هلامي سيتحسن بالخبرة. وبمجرد أن تعرفي طريقك فإن بصيرتك ستبين لك كيف تصلين الى هدفك، ولكن يجب عليك أن تثقي به.
اتبعي حدسك. ثقي في صوتك الداخلي
خبرات حياتك تعني أن لديك مسبقاً كل ما تحتاجين إليه لاستخدام حدسك
إن تعلمك استخدام هذا الصوت الداخلي ليس بالأمر الصعب، وخبرات حياتك تعني أن لديك مسبقا كل ما تحتاجين اليه لاستخدام حدسك. والأمر الذي لا يعدو مجرد تعزيزه وتقويته ثم العمل بناء عليه. فكيف تعتادين على ذلك؟
صوتك الداخلي إيجابي ومنحاز إليك فهو ينقل المعلومات بحياد بعيداً عن العواطف
تعرفي على صوت حدسك
رغم أن الحدس ومضة بصيرة، فهو يختلف عن ردود الفعل الانفعالية التي نحسها من الخوف والغضب غير المنطقي، لا بد لك أن تكوني قادرة على هذا التمييز، فصوتك الداخلي إيجابي ومنحاز اليك فهو ينقل المعلومات بحياد بعيدا عن العواطف. أما الخوف فيميل الى العاطفة ويحفزه إفراز الادرينالين، كما أنه مزعج للجسد ويطأ الجروح النفسية. وللاستفادة من حدسك عليك بالاستماع اليه، فقد يكون صوتك الداخلي يحدثك عن فرصة جديدة أو موقف إيجابي تكون فيهما سعادتك.
(قومي بهذه التجربة)
ليوم واحد، حاولي أن تقومي بعمل معاكس ما اعتدت القيام به بعيدا عن الروتين اليومي، فسيساعدك ذلك على التواؤم مع مشاعرك ويستنهض أحاسيسك.
الأفكار التالية لتدريب قوة حدسك:
- هناك الكثير جدا من الأصوات في عقولنا المطالبة بـ «يجب»، «ولابد من». وإذا أردت التواصل مع حدسك الشخصي فقومي بوضع مساحة قصيرة، انطلقي سيرا بمفردك أو اغلقي الباب عليك فجسدك يحدثك أيصا بأشياء. انتبهي الى تنفسك وإلى الشد الذي تحسينه حول مواقف معينة. فهل أنت مرتاحة جسديا حول القرار أم أنك ترتعشين من ذلك؟
- وجهي لنفسك أسئلة ثم أعطي لعقلك الباطن الوقت لأداء العمل. كلنا نقول هذا التعبير «لو لديك فكرة فنامي عليها»، وغالبا ما نصحو وقد وجدنا الاجابة على أدمغتنا. وكلما كانت الأسئلة التي توجهينها لنفسك الداخلية محددة كانت الاجابة أفضل. وسيقوم عقلك الباطن بغربلة جميع المعلومات ويخرج بأفضل الحلول. وغالبا ما تكون النتيجة أفضل كثيرا من الجزء المعرفي للمخ والذي نستخدمه يوميا.
(قومي بهذه التجربة)
يمكن تفعيل ذلك على مستوى بسيط، جربي ذلك مع لغز حول الفعل المضارع التام مع احدى صديقاتك أو حاولي حل بعض الكلمات المتقاطعة. خلال الليل سيقوم عقلك الباطن بالعمل عليها حتى دون إدراك منك بذلك.
لا تتجاهلي الحقائق والتقييم المنطقي
التوازن بين الحدس والدليل المادي
بالطبع لا يعني تظبيط صوتك الداخلي أن تتجاهلي الحقائق والتقييم المنطقي، على سبيل المثال: هل يقول أحدهم الحقيقة؟ مدركاتك الحسية لها قيمتها ولكن قومي بتقييم كل الدلائل كذلك قبل اتخاذ القرار. كذلك كوني واعية بأن العوامل الصغيرة قد تشحن المشاعر، فعلى سبيل المثال، عندما يكون لديك شعور قوي حول مشكلة طبية، قومي بمتابعتها حتى تزول وغالبا ما يعرف حدسك بما يحدث قبلك.
(قومي بهذه التجربة)
أعدي قائمة بثلاثة قرارات اتخذتها وكانت صحيحة أو خاطئة، فهل لعب حدسك دورا في القرارات الخاطئة، أم أنها كانت جميعها مبنية على حقائق أو على نصيحة الآخرين؟ تذكري شعورك عندما اتخذت القرارات الناجحة، سيساعدك ذلك على فصل المؤثرات التي يلزمك استحضارها.