البحر.. ماء وهواء.. ودواء بلا أطباء
هل تشعر بالقلق.. التوتر.. الأفكار المتضاربة المضطربة؟ إذا كانت الإجابة بـ (نعم)؛ فعليك الذهاب فوراً إلى أقرب شاطئ أو بحيرة أو حتى نافورة في شارع أو مجمع أو حديقة عامة، كما ينصح العالم Wallace J Nichols مؤلف كتاب (Blue Mind) أو العقل الأزرق، فعلى كل من يعاني من أي مشاكل نفسية أو صحية التخلص من تلك الأفكار والمشاعر السلبية التي تعتريه وتكدر صفوه مع البحر، فالماء بالنسبة له الطبيب النفسي بعيدا عن الأدوية الكيميائية التقليدية.
ويرصد الكتاب بمنتهي الحرفية تأثير البحار والأنهار والبحيرات حتى لو كانت صناعية على صحة البشر النفسية والجسدية، وذلك من خلال الأبحاث العلمية والشهادات الشخصية سواء للكاتب أو آخرين.
ويؤكد نيكولاس انه يشعر بشكل شخصي بحالة من الهدوء النفسي والراحة اللامتناهية عندما يمشي على الشاطئ أو يجلس أمام البحر.
ويضيف في كتابه:
الماء يضع عقلك وذهنك في حالة من السكون الكامل وهو ما يفجر بداخلنا طاقة كبيرة من السعادة والفرح والاحساس بالإيجابية، ويؤثر بشكل إيجابي على والصحة العامة.
ويضيف: مجرد التمعن في لون البحر وحدوده غير المرئية وتلاقيه مع السماء الشاسعة يجعلك في حالة من التأمل المستمر والتواصل مع الذات ومن ثم مع الآخرين، وهي حالة تحتاج للكثير من الوقت والجهد والتركيز يصعب الوصول إليها في الأحوال العادية وبعيدا عن البحر أو الماء بشكل عام.
واستطرد: النظر بإمعان وتأمل إلى البحر يضيء كل المراكز المسؤولة عن النشاطات الذهنية والإبداعية لدي الشخص وتجعله في أعلى درجات الإبداع، وعلى الصعيد نفسه تساعد على الهدوء والراحة بل والنوم وقتما نشاء.
أكدت دراسة علمية أن نسبة التوتر تنخفض إلى أدنى درجاتها عند النظر إلى البحر
الأزرق أم الأخضر؟
قبل عدة سنوات كانت أغلب الدراسات الخاصة بتأثير الطبيعة على الصحة النفسية والجسدية على الإنسان ترتكز على الأشجار والحدائق والغابات وما لها من آثار إيجابية سريعة المفعول، حيث كانت تعرض صور للقطات طبيعية كبيرة الحجم على عدد من الاشخاص ممن يعانون من التوتر أو القلق،
وبعد عدة دقائق ينقلب الوضع وتتحسن حالتهم، وهو ما كان أغلب الأطباء النفسيين ينصحون به مرضاهم للتخلص من الأفكار والمشاعر السلبية وإبدالها بأخرى إيجابية ولكن بشكل طبيعي.
وفي دراسات مماثلة قام البروفسور البريطاني مايكل دبلدتج بتناول تأثير الماء على الإنسان من خلال صور تعرض بنفس الكيفية السابقة على بعض العينات التي تعاني من أعراض شبيهة، وأكدت الدراسة أن نسبة التوتر التي كانت تعتري البعض انخفضت إلى أدنى درجاتها،
بل كادت تختفي لدى أغلبهم خلال فترة وجيرة، فبمجرد عرض صور مركزة لبحار أو محيطات يكون فيها منظر البحر هو المهيمن على الصورة.
وتشير الدراسة إلى المشاعر الإيجابية التي تولدها تلك الصور لدي العينة، ولوحظ انها كانت أسرع وأقوى ممن عرض عليهم لقطات من الصور الطبيعية البرية، وهو ما يلقي الضوء على أهمية بل ضرورة زيارة الشواطئ على فترات متقاربة لاستعادة الراحة النفسية والذهنية.
وتشير دراسات أجرتها مؤسسات طبية ألمانية إلى تأثير البيئة المائية على الإنسان وضرورة خلق بيئة مائية في المدن البعيدة عن البحر، سواء بعمل نوافير أنيقة أو بحيرات صناعية أو ممرات مائية؛ لما لذلك من آثار إيجابية على حالة سكان تلك المدن سواء الصحية أو المزاجية.
كيف يمكننا الاستفادة من بيئتنا المائية؟
كلنا نذهب إلى الشواطئ للاستمتاع بجمال البحر ودفئ أشعة الشمس واللعب بالرمل.. ولكن هل نستفيد جميعا بنفس القدر؟
الإجابة بالقطع (لا).. إننا سنستفيد جميعا من طاقة البحر، ولكن ليس بنفس القدر حسب ما قاله خبير التنمية البشرية فينود، الذي أكد أن الفارق في درجة الاستفادة تعود إلى طريقة الاستمتاع باللحظة التي نعيشها دون التفكير في ماض تحول إلى حلم انتهى، أو القلق على المستقبل الذي لا نملك مفاتيحه، موضحا عدة مفاتيح يمكن الاعتماد عليها للوصول إلى أقصى درجات التوازن النفسي والراحة الذهنية والجسدية.
على شاطئ البحر.. تأمل قليلاً واسعد كثيراً
تخل عن هاتفك النقال ولو لمدة 20 دقيقة عند السير على الشاطئ أو الجلوس أمام البحر، حاول خلالها التركيز على لون البحر وصوت الأمواج وطرد أي فكرة تطرأ على ذهنك في تلك الأثناء، فهذا من شأنه إفراغ الذهن من كل الأفكار المزعجة التي تمر عليك واستبدال حالة من السكون والراحة بها.
الرمال مساج وطاقة بلا حدود
أن تمشي حافي القدمين على الرمال الدافئة، فهذا من شأنه عمل مساج كامل لأعضاء الجسم المختلفة عن طريق مراكز الطاقة المتعلقة بتلك الأعضاء بالقدم، وهو ما يعرف بـ (الريفلكسولوجي)، وقد أثبتت الدراسات أن الرمال تخلص البدن من الطاقات السلبية، وتمده بالراحة والطاقة الإيجابية.
الملح الخشن يعيد حيويتك من جديد
الاستحمام أو السباحة في الماء المالح أو فرك الجسم بالملح الخشن يخلص الجسم من الطاقات السلبية التي تختزن بداخله وتحولها إلى طاقة إيجابية.
داوم على هذه العادة المفيدة لتجديد طاقة جسمك كل فترة ووضعك في حالة مزاجية إيجابية تساعدك على إتمام مهامك على أفضل وجه.
السجود على الرمال يصفي الذهن والقلب
السجود على الرمال ووضع الجبهة عليها مع إطالة السجدة يسمح بشفط الطاقة السلبية ليس فقط في الرأس بل في الجسم، وهو ما يعطي الذهن استراحة ولو قليلة من التفكير الذي يدعو إلى التوتر والقلق.
اليوجا والعلاج بالطاقة على شاطئ البحر
في السنوات الاخيرة زادت نسبة ممارسة رياضة اليوجا على شواطئ البحر؛ لما في ذلك المكان من خواص تزيد من فوائدها وتركيز الممارسين لها بشكل اكبر خصوصا اثناء عمليات التنفس التي تعتمد عليها تلك الرياضة بشكل أساسي، كما أنها تساعد أيضا على عمليات الاسترخاء التي تتطلبها تمرينات العلاج بالطاقة، والتي تهدف إلى تخليص الجسم من الطاقات السلبية بداخله أو الخارجية التي حوله.
ويرى فينود أن السباحة في الماء المالح بعد ممارسة اليوجا أو العلاج بالطاقة تضاعف من النتائج المرجوة وتجعلها أسرع من حيث الوقت.