تحقيقات

الحائزة جائزة الشيخ حمدان آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز

نورة الحميدي: هذه هي الكلمة السحرية التي تكسب بها الطالب

لدينا العديد من الذين حققوا الإنجاز والابداع وحصلوا على الجوائز الخليجية والعربية والعالمية ليثبتوا ان الكويت دائما ولادة بالمتميزين ولا تخلو من النجوم..

نموذج مشرف متمثل في الأستاذة نورة الحميدي الحائزة جائزة الشيخ حمدان آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، هي من المعلمات المجتهدات في ميدانها، لم تركن إلى مهنتها التعليمية معلمة فقط، تقدم دروسها في احد الفصول في مدرسة حكومية ثم تعود الى بيتها حالها كحال باقي المعلمات،

بل انها كانت- وما زالت- تسعى وعلى مدى سنوات للتميز في تحفيز المعلمين لتقديم افضل اداء من خلال تقديم الورش والدورات التدريبية بالتعليم الابداعي والقيادي، بل واطلقت ما يسمى بإمبراطورية التعليم لهذا الغرض.

المتابع لها يعلم العلاقة الوطيدة بينها وبين طلابها، وهي معلمة لمادة العلوم في المرحلة الابتدائية، ولكن ارتباطها بطلابها وعلاقتها بهم تمتد الى ما بعد المرحلة الابتدائية بسنوات كثيرة، كان لـ «أسرتي» هذا اللقاء معها:

 

أتنفس بالتعلّم والتعليم والقراءة!

في البداية نود ان نعرّف القارئ على المعلمة نورة الحميدي..

معلمة علوم، أربي الأجيال بالتربية القيمية وتعليمهم بجو مليء بالمتعة والتجارب والتقنية التي لا تُنسى،

وطالبة دراسات عليا في طريق التعلم المستدام .. أتنفس بالتعلّم والتعليم والقراءة .. وأعشق التطوع والعطاء.

 

كان من أكبر طموحاتي أن أكون معلمة وتحديداً في مجال العلوم

 

طموحي ان أخرّج أجيالاً مفكرة ومنتجة ومبدعة

 

‎هل كان طموحك منذ بداية حياتك ان تكوني معلمة؟

نعم.. كان من أكبر طموحاتي أن أكون معلمة وتحديدا في مجال العلوم.. كنت أنبهر بالعلماء من خلال قراءتي وانا صغيرة، كيف استطاعوا أن يجمعوا بين تهذيب طلاب العلم لديهم وبين تعليمهم بطريقة تجعلهم أفضل منهم (من معلميهم)، وكنت أقرأ في شرف العلم ومنزلة العلماء وكيف لهم أن يرتقوا بالمجتمعات والأمم من خلال العلم، فكنت أطمح منذ ذلك الحين لأن أكون معلمة مضيئة كالعلماء الذين لايزال نورهم ساطعا على مدى الازمان، لأخرّج أجيالا مفكرة ومنتجة ومبدعة.

 

‎لماذا اخترت هذا المجال بالتحديد ؟

على الرغم من قراءاتي السابقة  في مجالات متنوعة  كالأدب والتاريخ  إلا أن ميولي دائما ما كانت تتجه بشكل أكبر إلى العلوم، ومن خلال قراءاتي في الذكاءات المتعددة واختباري لنفسي فيها وجدت أن مهنة المعلم كانت تنطبق مع نتائج الاختبار، وتخصص العلوم كان مطابقا لذلك الاختبار ايضا فلذلك اتجهت الى هذ التخصص.

 

‎و لماذا اتجهت للدراسات العليا ؟

طريق التعلم لا يقتصر على مرحلة في حياتنا فنحن متعلمون مدى الحياة، فلذك كنت أقرأ وأتعلم بشكل ذاتي ومستمر  حتى أمكن نفسي أثناء وجودي في ميدان التعليم بأفضل المستجدات التربوية والتعليمية.

ولأن من ضمن خطتي في الحياة أن أستكمل دراساتي العليا للتمكن من إقامة الدراسات والبحوث العلمية والتي نستطيع من خلالها تطوير التعليم للأفضل، و رغبة مني في تطوير نفسي وتمكني في تخصص أكاديمي في مجال التعليم وأن أكون باحثة وأطور الميدان بطريقة علمية ومدروسة فلذلك قررت استكمال الدراسات العليا. ولأن العمل من غير علم مفسدة ومضرة كان لزاما علينا أن نتعلم لنعلم ما تعلمنا ولنطبقه في الميدان ونساهم في عملية التحسين والتطوير في المجال التعليمي لاستثمار العقول المتعلمة.

 

‎حدثينا عن الجائزة التي حصلت عليها.

حصلت مؤخرا على جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز – فئة المعلم المتميز

وهي جائزة ثمينة القدر والمنزلة في مجال التعليم حيث يتنافس عليها المعلمون على مستوى الخليج لرفع  أسماء أوطانهم عاليا، ويتم اختيار أفضل معلم من كل دولة على مستوى الخليج.

 

شخصياً  أوفر لتلاميذي مكتبة في المختبر فيها الموسوعات التفاعلية

 

‎طلبة المدارس الآن هم جيل تربى على التكنولوجيا  فكيف يمكن ان نجعل  منه قارئاً مثقفاً؟

نحن الآن في الثورة الصناعية الرابعة، والتسارع في المعرفة التقنية من قبل الأجيال القادمة (التلاميذ)  في جهة و إصرار بعض المعلمين وأولياء الأمور على أنهم قد حصلوا على المعرفة الأكبر والأشمل (شهادات وخبرات وزيادة أرقام العمر ورصيد المال) في الجهة الأخرى، خلقت فجوة ضخمة فيما بينهم، على الرغم من تفوق التلاميذ في التقنية وهذا هو المستقبل القادم.  فبناء  على ماسبق  وجب علينا كمعلمين أن نخلق للتلاميذ  البيئة المستدامة في المعرفة والتي نستثمر من خلالها عقولهم وتوجيههم الى الاطلاع والبحث والمعرفة من خلال قراءة الكتب الورقية وايضا استخدام التقنية في الحصول عليها وليس حصر التقنية في اللعب فقط. ولأن المعرفة في هذا الزمان لا تقتصر على الكتب الورقية وإنما نجدها في الكتب الالكترونية والبرامج الوثائقية وغيرها من مصادر المعرفة المتنوعة، وأن نثقف المتعلمين من أين يحصل على المعرفة وكيف يستفيد منها.

شخصيا أوفر لتلاميذي مكتبة في المختبر فيها الموسوعات التفاعلية وذات الصلة بموضوعات المقرر الدراسي ولكن بتشعب اكثر فعندما يسألونني عن معلومة ما أشير لهم على المكتبة وأخبرهم بالبحث عن المعلومة مع تحفيزهم بطرق تجعلهم يعشقون البحث عن المزيد من المعلومات. بالإضافة إلى تحويل المنهج كاملا إلى انفوجرافيك تعليمي، بالإضافة إلى جعله تفاعليا من خلال إضافة الباركود واستخدام التقنية في الحصة الدراسية لتحقيق الهدف المنشود.

 

‎كيف تطور المعلمة نورة الحميدي من أدائها وشخصيتها ؟

التعلم ثم التعلم ثم التعلم. ومفتاح المعرفة هو السؤال، ويحتاج ذلك الى التواضع في طلب العلم لأنه علينا  التعلم من الجميع وكثير من الأحيان أسأل تلاميذي وأتعلم منهم في بعض الأمور التي ترتبط في حياتهم من معرفة التقنية التي يستخدمونها وكيفية استخدامها وماذا يشاهدون في البرامج الوثائقية، بالإضافة إلى البحث والمطالعة والقراءة والاستماع وتدوين ما تمت الاستفادة منه كعملية بنائية للمعرفة،  والعمل بما تم تعلمه، وتعليم الآخرين ما تعلمناه واستفدنا منه إذ ان «زكاة العلم نشره»، كما أن قاعدتي في العمل هي  بركة الدعاء والتقرب الى الله بنفع الناس،  بالإضافة إلى  أنني أجد أن العمل التطوعي هو مفتاح التطور  إذ انه يجعلك تعمل في جميع التخصصات من العمل الإداري والتخطيط والتنفيذ والتقييم والعلاقات العامة والتطوير والتحسين وغيرها من الأمور التي لا يمكن أن تجتمع في مكان واحد تستطيع بنفسك أن تقوم به وتتنقل في تنفيذه بإبداع وحرية،  كما أنه المجال الذي من خلاله أقوم بتحقيق ما أرجوه من خلال  مساعدة اللاجئين والمحتاجين وتعليم الاطفال الذين حرموا من حقهم في التعليم، بالإضافة إلى التطوع في نشر العلم والخير للناس، وتعليم الاطفال كيف يكونون متطوعين في خدمة البشرية.

 

‎تقومين بالتدريس للمرحلة الابتدائية بنين .. فما الكلمة السحرية التي كسبت بها قلوب طلبتك؟

الاحترام (احترام الذات واللحظة والأشخاص والعقول والمواهب والقدرات والطاقات والطموحات والظروف والاختلافات والبيئات والعلم والعلماء والمحيط والوطن )

والوضوح مع المتعلمين والمصداقية معهم في تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه . فكلما كانت الثقة متبادلة بين المعلم والمتعلم فتح ذلك ابواب المحبة والعلاقة الانسانية التي ترمي الى بعد أكبر من الدرجات التي يحصل عليها المتعلم؛ إنها المخرجات الذكية في صناعة الإنسان.

 

‎ما الطريقة الصحيحة من وجهة نظرك لتعاون ولي الأمر مع المعلم؟

الشفافية والوضوح وأن الهدف من ذلك هو تحقيق المصلحة المثلى  للتلميذ نفسه،

والتعاون والاهتمام والثقة والمبادرة في تنفيذ الخطط  المتفق عليها في تطوير ورعاية المتعلم.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق