أخبار فنيةفن

الدراما الكويتية تقترب من عصرها الذهبي وتهرب من الرقابة بالعودة إلى الماضي

في رصد لأبرز مظاهرها هذا العام

استطاعت الدراما الكويتية هذا العام تحقيق نقلة كمية ونوعية من حيث عدد المسلسلات التي قدمتها للمرة الأولى في تاريخها حيث وصل عدد الأعمال المعروضة أكثر من 18 مسلسلا ضمت معظم الأجيال المختلفة من كبار النجوم بداية من سعد الفرج وجاسم النبهان وسعاد عبد الله وحياة الفهد مرورا بجيل الوسط مثل داود حسين ومحمد العجيمي وهدى حسين والكثير ممن يمثلون جيل الشباب، ومن الناحية النوعية فقد تقلصت الكوميديا بشكل كبير لصالح الأعمال التراجيدية، كما هربت من فخ تكرار الأفكار والتقليد، فعادت في كثير منها إلى حقب زمنية مختلفة متجهة إلى التراث والتاريخ وإسقاطه على الواقع المعاصر، وخلال السطور التالية نلقى الضوء على الدراما الكويتية وأهم ملامحها ومظاهرها في رمضان هذا العام.

 

التألق والريادة

ناقشت الدراما الكويتية عددا كبيرا من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأيضا الدينية والتاريخية والتراثية حتى المجال الفلسفي دخلت فيه الدراما هذا العام، وهو ما زاد من جمالها وتنوعها، ومع أن الأعمال ليست كلها بمستوى جيد ولكن الغالبية منها شدت الجمهور وتفاعلوا معها وتابعوها ويمكننا القول بأن التألق والريادة عادا إليها بعد سنوات طويلة من غيابهما، ففي سنوات مضت واجهت الدراما الكويتية منافسة قوية من الدراما الخليجية لاسيما الإماراتية والسعودية.

وهذا العام لا توجد منافسة للأعمال الكويتية بالرغم من غزارة الإنتاج السعودي والإماراتي حيث لا يتجاوز عدد الأعمال الدرامية التي تقدمها الاثنتان مجتمعتين أكثر من عشرة مسلسلات.

ورغم أن الدراما الحديثة كانت لها الكلمة العليا في السنوات الماضية على اختلاف الموضوعات التي تطرحها، فإن تذمر الجمهور من تكرار الأفكار وتشابه الأعمال وبعض مواقع التصوير أيضا دفع الكتاب إلى البحث عن مخرج لهذا المأزق، ولم يجدوا بدا من العودة إلى الوراء والتفتيش في أوراق الماضي والتنقل بين حقب زمنية مختلفة لاسيما الخمسينيات والستينيات أو توظيف التراث لتقديم فكر جديد في قالب مختلف.

في هذا العام يضرب الجمهور موعدا مع 5 أعمال درامية بين تراثي وأخرى تقع أحداثها في الفترة من الخمسينيات إلى الستينيات من القرن الماضي، وهي: «حدود الشر» و«الديرفة» و«لا موسيقى في الأحمدي» و«دفعة القاهرة» و«غرس الورد».

 

المؤلف الدرامي الكويتي أصبح نجما ولم يعد خلف الأضواء

من أبرز الظواهر هذا العام أن عددا كبيرا من المسلسلات عادت إلى الماضي لتقع أحداثها في حقب زمنية سابقة وتشهد نقلات على صعيد الأحداث حيث رفع صناع الدراما شعار الحنين إلى الماضي، وذهب أغلب الكتّاب لفترات سابقة لعمل إسقاط على الواقع المعاصر، مما سلط الضوء بصورة كبيرة على المؤلفين، وأصبح المشاهد يبحث عن اسم الكاتب، ويتتبع رصيده ولا نبالغ حينما نقول إن الكتاب أصبحوا منافسين وزاحموا الفنانين والمخرجين على النجومية، ولم يعد الأب الشرعي للعمل أسير الظل، كما كان الوضع في السابق فبرزت أسماء جديدة في عالم التأليف وواصلت أسماء أخرى نجاحها.

تألق هذا العام المؤلف الدرامي الكويتي د.حمد الرومي بعملين هما «أنا عندي نص» و«موضي قطعة من ذهب» في حين رسخت الكاتبة منى الشمري إقدامها بـ «لا موسيقى في الأحمدي» و«أمنيات بعيدة» إلى جانب عبد المحسن الروضان الذي يشارك بـ «7 أبواب» و«إفراج مشروط» أيضا محمد النشمي بـ «حدود الشر» الذي اكتسب ثقة الفنانة حياة الفهد للمرة الثانية رغم صغر سنه في حين يستمر التعاون بين مريم نصير في «أجندة» والمخرجة هيا عبد السلام بعد تجربتهما الناجحة في «كلام أصفر».

 

استياء صنّاع الدراما من حذف تلفزيون الكويت مشاهد عرضت في فضائيات أخرى

 

الرقابة والحذف

سادت حالة من الاستياء بين صناع الدراما في رمضان هذا العام على خلفية حذف مشاهد عدة لاسيما من الأعمال التي تعرض عبر شاشة تلفزيون الكويت، حيث خضعت مسلسلات عدة لمقص الرقيب ليجتث منها مشاهد أثرت على السياق الدرامي للأحداث بل إن بعضها كان يحمل رسالة وفق ما أكده أبطال تلك المشاهد ومنها مسلسل «أنا عندي نص» وتحديدا مشهد المقبرة وأيضا مسلسل «الديرفة» على وجه الخصوص مشهد الاعتداء على شخصية نورة التي جسّدتها الفنانة غدير السبتي في حين عرضت تلك الأعمال كاملة على التلفزيونات الخليجية والعربية دون أن يتدخل مشرط الرقيب لينال منها فهل كان الحذف قرارا صائبا ألا يدرك السيد الرقيب أن زمن المنع والحذف قد ولى إلى غير رجعه وما تحذفه أنت يراه الجمهور في أماكن أخرى فعلى الرقابة الكويتية أن تراجع نفسها وتتعامل مع الدراما الكويتية بمفردات عصرها.

 

داود حسين غير جلده وابتعد عن الكوميديا

 

الهروب من الكوميديا

تصدرت الأعمال الدرامية الكوميدية المشهد الفني لرمضان طوال السنوات الماضية وكانت بمنزلة فاكهة المائدة الرمضانية لكن بمرور الوقت انحسرت موجة الكوميديا في الدراما المحلية تحديدا والعربية بشكل عام وأصبح أغلب الأعمال يميل إلى الطابع التراجيدي أو الأكشن، مما دفع بعض النجوم إلى الهروب من الكوميديا، حيث نجح الفنان داود حسين في التخلص من الشخصية الكوميدية التي عاش فيها لسنوات، وكانت البداية في مسلسل «عبرة شارع» مع الفنانة سعاد عبدالله الذي عرض في رمضان قبل الماضي وواصل أداءه الدرامي في رمضان الماضي في مسلسل «موضي قطعة من ذهب»، حيث تألق تراجيديا بعيدا عن الكوميديا بعد سنوات طويلة من التقليد والتكرار في برامج المنوعات، وهو الأمر الذي يجب أن يلتفت إليه الفنان حسن البلام الذي قدم ولا يزال الكوميديا حتى وقع في فخ التكرار والتقليد من «بلوك غشمرة» في رمضان قبل الماضي إلى «بلالي زماني» في رمضان هذا العام، وعليه تغيير جلده والهروب من الكوميديا مؤقتا ليثبت لجمهوره أنه قادر على أداء جميع الشخصيات بعيدا عن الكوميديا .

 

عبدالناصر درويش يقع في فخ التكرار

وكذلك الفنان عبدالناصر درويش الذي لا يستطيع أن يغرد دراميا بعيدا عن الكوميديا، وإذا استمر على هذا النمط فستواجهه مشكلة كبيرة في السنوات المقبلة، فعليه الإسراع بتغيير جلده ونمط أدواره التي اعتاد عليها الجمهور.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق