الدكتور محمد أشكناني واحد من فناني هذه الديرة، فنان مبدع في الحفر اليدوي على الزجاج، أحد الفنون التشكيلية الرائعة التي تستحق الإعجاب، إذ يحتاج العمل على القطعة الفنية الواحدة إلى فترة طويلة من العمل الشاق كما يحتاج إلى الصبر والتدريب الجيد ليضمن تحقيق نتائج جيدة، وبالطبع يفوق الحفر والرسم على الزجاج أعمال التلوين صعوبة، كما أن نتائجه تكون أكثر ثباتاً وأعلى من حيث القيمة الفنية.
التقت «أسرتي» فنان الحفر على الزجاج د.محمد أشكناني.. وكان معه هذا الحوار:
الحفر على الزجاج من التخصصات الصعبة والنادرة، فما الدافع وراء اختيارك لهذا التخصص؟ وكيف بدأت موهبتك تجاه هذا الفن؟
– لقد نشأت في كنف أسرة تشتهر بتصميم وصناعة الزجاج، حيث كان والدي رحمه الله يقوم بمزاولة هذا الفن.
ما الأبعاد التشكيلية الخاصة بالحفر على الزجاج؟ وما الجديد الذي قدمته خلال مسيرة هذا الفن؟
– منذ ستينيات القرن الماضي إضافة إلى شغفي بكل ما هو متعلق بالزجاج وتصاميمه خاصة تلك التي تحتوي على الابتكار.. ويمثل الفن التشكيلي على الزجاج حاليا مكانة مرموقة في دولة الكويت اذ نكاد نرى تصاميم الزجاج ورسوماتها في كل منزل هذا ما يدل على تفوق وتقدم هذا الفن على الفنون الحرفية الأخرى.
الزجاج مجال متميز بألوانه يبعث الشعور بالراحة والهدوء والشفافية
هناك فروق بين أعمال الحفر على الرخام أو الخشب أو الزجاج.. فما الذي يميز الزجاج عن بقية هذه الخامات؟
– إن التعامل مع الزجاج من الناحية الفنية مجال متسع ومتشعب، وهو ما يبعث الشعور بالراحة والهدوء لشفافية ألوانه ودرجاتها المتميزة، وفن الزجاج الملون والمعشق معروف منذ القدم، فمنذ القرون الوسطى استعمل الزجاج المعشق والملون وتميز قليلون بصناعته وذلك لصعوبة أدائه.
وفي أيامنا هذه أعيد إحياء هذا الفن بطرق أكثر سهولة في الأداء والتنفيذ تتماشى مع التطور والسرعة التي يتميز بها العصر الحديث، فأصبحنا نجد الزجاج الملون والمعشق في كل أركان المنزل، كما أنه ينتشر في الفنادق وأماكن الاسترخاء.
أنتمي إلى المدرسة الواقعية التي تقوم على معالجة الواقع كما هو
إلى أي مدرسة فنية ينتمي الدكتور محمد أشكناني؟ وما أبرز خصائص هذه المدرسة؟
– أنتمي الى المدرسة الواقعية.. هذه المدرسة تقوم على معالجة الواقع برسم أشكال الواقع كما هي، وتسليط الأضواء على جوانب مهمة يريد الفنان إيصالها للجمهور بأسلوب يسجل الواقع بدقائقه دون غرابة أو نفور.
المدرسة الواقعية ركزت على الاتجاه الموضوعي، وجعلت المنطق الموضوعي أكثر أهمية من الذات فصور الرسام الحياة اليومية بصدق وأمانة دون أن يدخل ذاته في الموضوع، بل يتجرد الرسام عن الموضوع في نقلة كما ينبغي أن يكون، انه يعالج مشاكل المجتمع من خلال حياته اليومية، كما أنه يبشر بالحلول.
ولقد اختلفت الواقعية عن الرومانسية من حيث ذاتية الرسام، إذ ترى الواقعية أن ذاتية الفنان يجب أن تكون هناك موضات جديدة أو مستحدثة في فن الحفر مثل الحفر على الجلود أو الرمال أو غيرها.
ماذا تمثل هذه الموضة برأيك كصاحب رؤية في هذا الفن تطغى على الموضوع؟
– أنا أقدر كل فن مبدع دون النظر إلى المواد المستخدمة بقدر الاهتمام بالتصميم والفكرة الإبداعية نفسها.
هل يوجد لديك تصميمات مبتكرة قمت بتسجيلها خوفا من التقليد أو الضياع أو السرقة؟ وهل يحتاج الأمر إلى ذلك؟
– نعم.. تصاميم الزجاج الملون الخاص بالقبب الزجاجية، حيث ابتكرت نظام سكاي تك وتم تسجيله في وزارة التجارة إدارة براءة الاختراع.
حدثنا عن أهم الأدوات التي تستخدمها في عملية الحفر على الزجاج، ودور التكنولوجيا الحديثة؟
– يتم استخدام الدريل اليدوي الصغير الى الدريل الكبير طبقا لحجم التصميم وتعقيداته الى المعدات والأفران الكبيرة والمتعددة طبقا للتصميم المطلوب على الزجاج.
هل استفدت من هذه الهواية في جعلها حرفة من خلال مشروع للحفر والتشكيل على الزجاج؟ وما أهم المبادرات التي قمت بها في هذا الشأن؟
– نعم.. قمت بتطوير ذلك الى مشروع مصنع ومرسم زجاج يقدم أفضل التصاميم الخاصة بالزجاج في رسوم رائعة وفق أرقى المعايير العالمية.
شاركت في معرض البناء ومعرض «هومكس» ومعرض الصناعات والتكاتف الكويتي
ما أهم المعارض التي شاركت فيها سواء في داخل الكويت أو خارجها؟
– شاركت في الكثير من المعارض في الكويت والخارج، على الصعيد المحلي معرض البناء ومعرض هومكس ومعرض الصناعات والتكاتف الكويتي، وفي المعارض التي تقام كل عام.. وعلى الصعيد الخليجي مثلت دولة الكويت في معرض مملكة البحرين كمنتج كويتي، وعلى الصعيد العالمي هناك معارض شاركت فيها في ميلانو بإيطاليا.
صف لنا المعوقات التي تواجه أنصار هذا الفن.. ومدى دعم المؤسسات الثقافية وقطاع الفنون لهذا الفن؟
– من أبرز المعوقات عدم وجود أكاديمية أو معهد يعطي دورات في هذا الفن، وأتمنى أن يتم افتتاح مزيد من الدور الأكاديمية التي تدرس هذا الفن وتصقل المواهب الموجودة وتوجهها نحو الأفضل.
ما طموحاتك المستقبلية من خلال ممارستك لهذا الفن كهواية أو كاحتراف مهني؟
– طبعا تحقيق الأفضل ومنافسة التصاميم والرسومات العالمية في هذا المجال.
كلمة أخيرة.
– أشكر مجلة «أسرتي» الرائعة، ورحم الله مؤسستها السيدة غنيمة المرزوق التي جعلتها قلعة صحافية يشهد لها الجميع بالتميز.
د. محمد أشكناني
- حاصل على بكالوريوس في علم النفس، كلية الآداب، جامعة الكويت.. ماجستير في العلاقات العامة والإعلام من الجامعة الأهلية، البحرين.. دكتوراه في إدارة الأعمال من مصر.
- حاصل على العديد من الدورات التدريبية في الفنون التشكيلية ومهارات الزجاج من ميلانو بإيطاليا.
- شارك في العديد من المعارض في داخل الكويت وخارجها، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة.
أجرى الحوار: أشرف ناجي