الكاتب د. حسن علي الشواف: كتـابـي «في كنف جدي».. رواية بين جد وحفيد
الكاتب د. حسن علي الشواف: كتـابـي «في كنف جدي».. رواية بين جد وحفيد
هو أحد أبناء الكويت المجتهدين الذين تفخر بهم الديرة، يتميز بأسلوبه الراقي وفصاحته الجيدة، طموحاته ليس لها سقف، عشق دراسة الطب منذ صغره وكان يأمل أن يكون طبيباً يخدم مجتمعه وديرته، كان أحد المتفوقين في دراسة الطب بالكلية الملكية للجراحين بإيرلندا، إضافة إلى أنه كاتب متميز منذ أن عرف طريق الكتابة منذ صغره، ألف كتابا بعنوان «في كنف جدي» قدم من خلاله رسالة مهمة إلى المجتمع الكويتي كنموذج يحتذى حتى تسير على دربه الأجيال المقبلة. إنه الكاتب والطبيب حسن علي حسن الشواف الذي التقته مجلة «أسرتي» وكان هذا الحوار:
في البداية، نود التعرف على د.حسن الشواف، الإنسان والطبيب والكاتب، فمن هو باختصار؟
- بداية أشكر مجلة “أسرتي” على إتاحة الفرصة للحديث عن كتاب “في كنف جدي” الذي أطرح من خلاله أحداثا وذكريات وقصصا لجدي الراحل الحاج حسن الشواف، أنا اسمي حسن علي حسن الشواف، عمري تقريبا 26 سنة خريج الكلية الملكية للجراحين، أعمل بمجال الطب. وقد انتهيت من تحقيق أول خطوة نحو المزيد من طموحاتي بالمجال الطبي.
أما عن حسن الشواف الكاتب، فيمكن القول إنني بدأت بكتابة عدة مقالات في عدة صحف كويتية ومنها جريدة الشاهد والأنباء والكويتية، إضافة إلى بعض المجلات مثل مجلة صوت الخليج، وهذه بدايتي ككاتب. والبداية كانت عبارة عن عدة مقالات متعددة، وبالمصادفة كان أول مقال كتبته في حياتي وأنا بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة، ولكن كان أول مقال يشهد به كان بعنوان “في كنف جدي”، وهذا المقال تم نشره عندما كان جدي حسن الشواف على قيد الحياة، وقد قرأ المقال وكان المقال يتكلم عن دوره وحياته باختصار شديد، ورحلة كفاحه، ولم يسمح لي بنشر القصص، فاكتفيت في الكتابة عن حياته ورحلة كفاحه، ودوره كجد، ثم تم نشر المقال بجريدة الشاهد وهو مقال “في كنف جدي”، وقد اطلع شخصياً على هذا المقال وكان في غاية السرور، بعدها توفي بعام واحد.
هل الكتابة الأدبية طغت عليك كونك طبيبا؟
- أولاً كان حلما منذ الطفولة أن أصبح طبيبا، والحمد لله تحقق الحلم، أما عن الكتابة فكانت حلمي أيضا وأنا أعشق هذه الهواية – هواية الكتابة، فلم تؤثر على شخصيتي كطبيب، وكنت دائما أوازن بين حياتي العلمية، والعملية وهواياتي ومنها الكتابة.
من أي نوع من الكتب تصنف كتابك؟
- كتابي عبارة عن رواية بين طرفين، بين جد وحفيد، يتخللها بعض الأحداث، وهدفها الرئيسي هو توثيق حياة الجد، وعندما اطلعت عليها قلت لماذا لا أجمع هذه الأوراق وأرتبها وأنقل هذه الأحداث وهذه القصص للناس بهدف الفائدة.
الهدف من الكتاب إبراز الخبرات والمواقف والعبر قدر المستطاع
ما الرسالة التي تهدف إليها من وراء هذا الكتاب؟
- كان الهدف من وراء هذه الرواية أو نشر هذه القصص إبراز المواقف وهذه العبر بقدر المستطاع، والكتاب مسائل متعددة والأهداف متعددة، وكنت أود من خلال هذا الكتاب أن أبين أن تدبير لقمة العيش ليس بالأمر الهين، وخصوصا بالسابق، كما أردت أن أبين أن الكفاح وعدم الاستسلام أمر في غاية الأهمية، وأيضا أردت من خلال هذا الكتاب أن أوثق لوحات من حياة هذا الرجل، لعلمي أن هذا الرجل من النوادر وأنه رجل استثنائي، كما أردت أن أبين للأصدقاء والناس جميعا وكل من يعرفه ما خفي عنهم من حياة هذا الرجل وكفاحه قبل أن يتوفاه الله وكان هذا هو الهدف الثاني، أما الهدف الثالث فأردت أن أوضح أن الجد في المجتمع بشكل عام ثروة عظيمة وكنز ربما يغفل عنه الكثيرون.
ومن الأهداف أيضا علمي بكفاحه فأردت أن أنال رضا والدي من خلال هذا الكتاب عن والده وجدي المرحوم حسن الشواف.
لماذا آثرت أن يكون الكتاب عبارة عن قصص مختلفة؟
- أنا حاولت قدر المستطاع أن أكتب هذا الكتاب بشكل جاذب للجمهور لأننا في وقت أصبح المجتمع لا يقرأ، ففضلت أن يكون هذا الكتاب عبارة عن قصص مختلفة وأعنونها أيضاً بعناوين مختلفة في إطار مشوق لكل من يقرؤه.
هل تقبل أن يتحول كتابك إلى مسلسل؟
- أقبل ولا مانع عندي، ولكن طبعاً الهدف من الكتاب ليس مكسبا ماديا، ولكن الهدف هو وصول الكتاب إلى الجمهور سواء بطريقة الكتابة الأدبية، أو بالطريقة المصورة، أما إذا تحول إلى عمل درامي فيجب أن يتحلى العمل الدرامي بمواصفات معينة وأن يكون راقيا ويتميز بالاحترافية العالية، وأن يكون الإنتاج ذا جودة عالية، وهذا يلزمه مخرج متميز وإنتاج تلفزيوني متميز وراق، ويكون مناسبا لكل فئات المجتمع ومناسبا للشاشة التلفزيونية.
الحاج حسن الشواف قاوم الغزو العراقي وكان من الصامدين
هل كان للجد – رحمه الله – حديث لك عن ذكريات الغزو؟
- الحاج حسن – رحمه الله – لم يخرج من الكويت إبان الغزو العراقي للكويت وكان من الصامدين الذين قاوموا الغزو، وكان يدعوهم إلى التماسك والترابط والتلاحم في تلك الظروف الصعبة، كما كان له دور بارز في توزيع الأموال وتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة، وكانت له إسهامات جادة أثناء الغزو خاصة في مساعدة أحبابه وأصدقائه، في كل ما يحتاجون اليه في توزيع الغذاء والأموال، وكان دائم التردد على ديوان العم جواد بو خمسين، ويجتمع بالأهل من أسرة الشواف ويحفز الناس.
ما الموقف الذي لا تنساه لك مع جدك؟
- المواقف كثيرة جداً، ولكن أهم المواقف التي لا أنساها تلك التي كان يقوم بها في مجال العمل الخيري، وبشكل سري في الخفاء، وأنا ذكرت مجموعة من القصص في نهاية الكتاب، تؤكد مدى طيبة وخيرية هذا الرجل، الذي كان يعطي دون مقابل، وكان مجبولا – رحمه الله – على حب الخير للجميع.
عشت مميزاً عند الحاج حسن، وكان يصفك قائلاً عنك حامل اسمي وشخصيتي، إلى هذا الحد كنت قريبا منه؟
- كنت أكن للمرحوم حسن الشواف كل احترام، وكما ذكرت في الكتاب كنت محبا لاسمه وشخصيته، كما أنني أتطابق معه في اسمي الثلاثي، حيث يشبه اسمي اسمه حسن علي حسن الشواف، وإنني كنت منذ الولادة لصيقا به، وكان رحمه الله منذ ولادتي دائم التردد على البيت قبل الذهاب إلى عمله، كان لا بد أن يلقي نظرة عليّ ثم يذهب إلى عمله.
قلت إن دور الأجداد مهم في بناء المجتمع فيجب علينا الاستفادة من خبراتهم، ما أهم الخبرات التي اكتسبتها من الحاج حسن علي الشواف رحمه الله؟
- نعم دور الأجداد مهم جدا في بناء المجتمع، وقد اكتسبت منه عدة خبرات.
هل هناك المزيد من الكتب سنراها للدكتور حسن؟
- مستقبلا إن راودتني فكرة كتاب أو رواية ذات قيمة معينة، فلن أتردد في كتابتها ونشرها بالشكل الذي يليق بجدي المرحوم الحاج حسن الشواف.