حكايات من الزمن الأخضرمقالات

الرحلة الروحانية.. الرحلة إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة

أتذكر رحلة روحانية قمت بها مع إحدى صديقات العمر، وهي الأخت السيدة شيخة عبدالعزيز المسلم وكانت ابنة أخيها المهندسة دلال المسلم في صحبتها..

كانت الرحلة إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة.

الرحلة كان لها مذاق خاص يتجدد عند دخول عتبات بيت الله، لأداء كل فرض من الفروض الخمسة..

شعور بخشوع يتصاعد مع صوت الإمام، ووضوح كل حرف من كتاب الله.. مشاعر تلامس القلب والعقل معا ودموع لا أدري كيف تتجدد.

 

أعادني الموقف إلى أجواء وزارة التربية، كنا ننتظر أذان صلاة المغرب في الحرم، كان أمامي طفلان وأختهما بدأ الكبير بالكتابة

توجهت إليه، سألته ماذا تفعل؟ أجاب: إنه واجب مدرسي أؤديه وأنا في الحرم.. طلبت منه أن أرى الكتاب الذي يقرؤه..

لم يكن على الكتاب أسماء المؤلفين.. لكنني وجدت جملة أنه مؤلف «تحت التجريب» بإشراف مجموعة من المتخصصين دون ذكر الأسماء.

بصراحة: أعجبتني الفكرة، تصفحت أول أوراقه، وجدت موضوعات تشير إلى التفاؤل.. قصيرة.. كلماتها واضحة يسهل نطقها وقراءتها وفهمها، عن الجدة وصفائها.. وصلة الرحم.

 

بعد لحظات انطلق صوت الإمام لإقامة الصلاة..

امتلأت ساحات بيت الله الخارجية والداخلية، كانت أمامنا مجموعة من السيدات الباكستانيات سيدات التزمن بقواعد الصلاة وسيدات أخريات كان منهن مستمعات فقط دون أن يؤدين الصلاة..

كن جالسات إما لعجز بدني أو لجهل بكيفية أداء العبادة، كان وصولهن إلى الحرم غاية آمالهن.

هذا أصرّ على الجلوس على عتبات السلم المؤدي لصحن الحرم، مستعينا بصديق آخر من نفس جنسيته ليصوره مع زوجته واضعا ذراعه على كتفها ولحسن حظه لم يره أحد من المشرفين..

 حقًا إنها مشاعر روحانية تلامس القلب.

أعادني حواري مع الطفلين الصغيرين وأختهما وهما يؤديان الواجب المدرسي في الحرم المكي الى ذكريات جميلة

كنا نعيشها ونحن في بداية حياتنا الدراسية.. تذكرت عندما كنا في الصف الأول من المرحلة الابتدائية..

كيف كنا نتعلم العد من الأرقام العشرة الأولى في مادة الحساب.. وكيف تحولت طريقتنا الى نشيد أو ما كنا نسميه «محفوظات» لتبقى في الذهن.

 

كنا نردد:

واحد.. اثنان.. الورد في البستان، ثلاثة وأربع ناكل حتى نشبع.. خمسة وستة.. دجاجة وقطة.. سبعة وثمانية نلعب عند الساقية.. تسعة وعشرة.. تفاحة وتمرة.

كنا نربط بين الأرقام والأشياء الجميلة كالورود أو الطعام أو الحيوانات والطيور التي لا يخلو منها بيت من بيوتنا.

أو نربطها بالساقية التي ترمز إلى المياه.. لم يكن تعليم الأطفال الأرقام كأشياء مجردة أو جافة.

 

بصراحة.. لقد لجأت إلى هذه الطريقة وأنا أُعَلّم وأراجع الدروس في مادة الحساب مع أولادي وأحفادي.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق