الزواج.. خاصة الحديث.. له مشاكله وتحدياته.. وقد اخترنا كتابين مهمين يتناولان تلك المشكلات والتحديات.. واحدا منهما بشكل علمي مبسط طريف يتناول 33 مشكلة أو موقفا زوجيا محرجا مع كيفية التصرف في تلك المواقف، للدكتور الحارث زيدان المزيدي بعنوان «تخيل لو! كيف تتصرف في 33 موقف زوجي محرج؟»، والثاني يتناول تلك المشكلات الزوجية بشكل بحثي علمي بحت من خلال عدة دراسات بعنوان «الزواج في الكويت – مشكلات وحلول».
تخيل لو!
كيف تتصرف في 33 موقف زوجي محرج
يقدم هذا الكتاب لمؤلفه الدكتور الحارث زيدان المزيدي الحلول العملية لمواقف صعبة أو محرجة تواجه الزوجين، وقد بدأ كتابه بقصة حقيقية حدثت له، ربما دفعته الى كتابة هذا الكتاب، حيث يقول:
اتصلت بي امرأة، حاولت أن أستمع لكلماتها بينما كان صوت بكائها يُغطي على تلك الكلمات، هدأتها وقلت لها: احكي على مهل، فكل مشكلة لها حل. قالت: وجدت في هاتف زوجي صورا ومقاطع شبه عارية، جعلتني لا أشعر بالأمان معه، بل أفكر في الطلاق منه.
قلت لها: هل كان زوجك يبحث عن هذه المقاطع ويجمعها عنده أم وصلته من خلال مجموعات الوتس أب؟
قالت: وصلته من الآخرين.
قلت لها: هل زوجك مستقيم؟
قالت: نعم.
قلت: أرى أن طلاقك لن يكون ناجحا، وحل مشكلتك أسهل مما تتوقعين.
لذلك.. يقول:
ولقد قمت باختيار ثلاثة وثلاثين موقفا زوجيا واقعيا شائعا، وقد صغتها في شكل سؤال، أبدؤه بـ «تخيل لو» وانتهيت من ذكر الموقف بقولي: كيف تتصرف في هذا الموقف؟
ثم قمت بوضع حل تقليدي لا يثمر نتيجة مفيدة للعلاقة.
وبعد ذلك قدمت الحل الذكي في خطوات عملية واضحة سهلة ومجربة من خلال مئات الاستشارات الزوجية التي أقدمها شهريا.
من المواقف العملية بالكتاب
أصدقاء زوجي وأنا
تخيلي لو:
اتفق معك زوجك على أن تخرجا معاً في المساء، وعند حلول الليل، وبعد استعدادك للخروج، رجع زوجك الى المنزل وأخبرك بأنه لن يستطيع الخروج معك، لأنه سيذهب الى حفل عقد قران أحد أصدقائه!
فكيف ستتصرفين في هذا الموقف؟
الحل التقليدي:
أن تغضبي منه وتثوري عليه، ثم تطلبي منه أن يفي بوعده معك وأن يترك حفل صديقه المفاجئ، وفي حال رفضه، تغضبين أكثر وتصعّدين الموقف. الحل الذكي:
الخطوة الأولى: «إياك وما يتأسف منه»:
إياك من ردود الأفعال المستعجلة المغلفة بالمبالغة والغضب، حتى لا تضطري الى الاعتذار والتأسف لاحقا، نعم من حقك أن تغضبين، ولكن العدل أن يوافق الغضب حجم الغلط ولا يتعداه، وليس في إلغاء الموعد إهانة لك إلا اذا اعتقدت أنت ذلك، وتذكري أن هذا الموقف ثانوي وليس أساسيا في الحقوق الزوجية.
الخطوة الثانية: «يعوضك أم تتأسفين منه»:
أي الخيارين تحبين، أن يعوضك لاحقا بتعويض مرضٍ أم أن تضطري الى الاعتذار منه بسبب ردة فعلك المبالغ فيها؟
إذن فكري كيف يمكنك جعل زوجك يعوضك؟
بكل بساطة قولي له: أنا موافقة، ولكن أريد منك تعويضا مرضيا. وفي الغالب سيوافق.
«قصة واقعية»:
قالت هنوف: اتفقت مع زوجي على الخروج معا في المساء ثم فوجئت بحضوره مع أصدقائه الى ديوان المنزل، وأخبرني بأنه لن يستطيع الخروج معي، وعادة لا تمر مثل هذه المواقف بيننا إلا بشجار كبير، ولكني في هذا اليوم سكت وقلت: كما تريد. ثم ذهبت الى المطبخ وجهزت الكيك والقهوة، وناديت أخاه الصغير وطلبت منه أن يقدمها لأخيه في الديوان مع ورقة كتبت فيها: استمتع بوقتك.
والذي حصل أنه بعد ذهاب أصدقائه أتاني وقبل رأسي، ووعدني بليلة بفندق وفعل.
نستفيد من هذه القصة: انك تحصلين باستعمال الرفق أكثر مما تحصلينه باستعمال الشدة.
ماذا استفدت من وجودك في حياتي
تخيل لو:
أن زوجتك طلبت منك جهازا كهربائيا، وعندما رفضت شراءه، راحت تنظر إليك في أسف وتقول: الله يحفظ لي أهلي، كانوا لا يبخلون عليَّ بشيء من طلباتي. فكيف ستتصرف في هذا الموقف؟
الحل التقليدي:
أن تنفعل عليها، ثم تعدد فضائلك، وتتخذ منها موقفا حادا، فتفكر في طلاقها مقابل نكرانها لإحسانك وعطائك كله، أو أن تشتكيها عند أهلها وتخبرهم بما قالت.
الحل الذكي: «الاستعداد يخفف الصدمة»:
من الأمور التي لها بالغ الأثر على تصرفاتنا وردود أفعالنا: ثقافتنا الزوجية التي ورثناها من الممارسة العملية لوالديها، وكذلك ما نشاهده في وسائل الإعلام من مسلسلات وأفلام، وما نسمعه من أصدقائنا، وما كسبناه من تجاربنا الشخصية، ومن المطالعة والقراءة، كل ما سبق له بالغ أثر في تشكيل قناعاتنا الزوجية والتي بدورها تشكل ردود أفعالنا.
«قصة واقعية»:
تقول عبير – وهي تتحسر على حالها: مشكلتي ابتدأت بسبب كلمة قلتها في بداية زواجنا، ومن ذلك اليوم أعاني ويلاتها، رغم مرور ثلاث سنوات على زواجنا، وما زال زوجي يعاقبني عليها، فهو يتذكرها وكأنها قيلت الآن، ويضيق صدره، ويقول: لولا أهلك لطلقتك.
تقول: كنا نتكلم عن جهاز كهربائي معين وكان يرفض شراءه، فقلت له:
الله يحفظ لي أهلي ما قصروا معي، فنلت منه كل تلك الردود.
فانظر كيف فوّت هذا الرجل على نفسه وعلى زوجته متعة الزواج بسبب ضيق أفقه وجهله بطبيعة المرأة.
الزواج في الكويت..مشكلات وحلول
انطلاقاً من حرص إدارة الإحصاء والبحوث بقطاع تكنولوجيا المعلومات والإحصاء ببحث ودراسة المشكلات التي تواجه المجتمع وتصنيفها وإيجاد السبل لمعالجتها وحلها، قامت الادارة باختيار موضوع مهم وحيوي لتقديم دراسة ميدانية متخصصة حول «مشاكل الزواج وأثرها على المجتمع الكويتي» لمحاولة الإسهام في فهم الواقع واقتراح الحلول فيما يتعلق بتلك المشاكل، والتي يعتبر انعكاسها على المجتمع من الأهمية التي تستوجب بحثها بعناية ووفقا لأسس علمية وإحصائية متخصصة بهدف السعي لإعادة التفكير والنظر في مدى ملاءمة القوانين الحالية المرتبطة بالزواج للواقع الحالي أو جدوى تطبيق تلك القوانين للوصول الى أفضل مستوى ممكن من الرفاه الاجتماعي المتمثل في الاستقرار الأسري.
المشكلات تبرز خلال ممارسة الحياة اليومية للزوجين وما يتبعها من معرفة للقواعد الخاصة بشخصية كل منها للآخر
ويستعرض هذا الكتاب أهم المشكلات الزوجية بالمجتمع الكويتي، ومنها مشاكل أثناء الحياة الزوجية، وآثارها:
هذه الأنواع من المشكلات تبرز خلال ممارسة الحياة اليومية للزوجين، وما يتبعها من معرفة للقواعد الخاصة بشخصية كل منها للآخر، ويرى معوض سهير أنها تنقسم الى ثلاثة أقسام: «التمزق، والإضافة والانهيار الخلقي»، ويقصد بالتمزق: فقدان أحد الوالدين، وهذا من أخطر المواضيع على الأسرة، وأما الإضافة، فهي إضافة مولود جديد للأسرة وما يترتب عليه من زيادة في الأعباء المعيشية، والانهيار الأخلاقي مثل: الخيانة، والإدمان، وتتنوع هذه المشكلات، فنجد ارتباط بعضها ببعض لدرجة أنه يصعب الفصل بينها، ومن أبرز المشكلات الزوجية التي اخترناها:
1 – تدخل الأهل:
في أغلب الأحوال يؤثر تدخل الأهل سلباً على حياة الزوجين، ويسبب عدم وجود خصوصية لحياتهما.
2 – اختلاف الطباع:
وهذا أمر طبيعي بين الزوجين، وبالتحديد خلال السنتين الأولى والثانية.
3 – الخيانة الزوجية:
استباحة خيانة طرف للآخر يرجع لإهمال أحد الطرفين للآخر، أو لغياب الوازع الديني والأخلاقي لأحدهما.
4 – عدم تحمل المسؤولية:
اعتماد الشباب على والديهم في حياتهما الزوجية، وفي القيام بتكاليف الأعباء الزواجية، يجعل البعض غير قادر عن الانفصال عن والديه، كما أن ارتفاع الأسعار وانخفاض أجورهم تجعلهم غير قادرين على تحمل مسؤولية الحياة الزوجية وأعبائها.
5 – الخلافات الزوجية:
تنشأ الخلافات الزوجية في بداية الحياة الزوجية، وبالتحديد في المراحل الأولى منها.
6 – الإسراف المالي والتبذير:
من الأمور التي ترهق الأسر الكويتية الإسراف في الإنفاق، والبذخ الشديد على أمور يمكن الحد من الإنفاق فيها، مثل: تكاليف ليلة الزفاف، وتكاليف تأسيس السكن وتأثيثه، والبذخ على الكماليات.
7 – البخل:
هذا مرض اجتماعي يصيب بعض الأفراد، وتصعب معه العِشرة، ويعتبر من أسباب الطلاق المهمة.
8 – اللجوء للشعوذة:
يظهر هذا العنصر عند غياب الوازع الديني لدى الأفراد، فبدلاً من أن يتجهوا للأسلوب العلمي في حل مشاكلهم، يتجهون الى الشعوذة والجن، وما الى ذلك، لحل مشاكلهم وتحقيق أحلامهم، وقد انتشر هذا الأمر بشكل كبير في المجتمع المحلي.
الحلول المقترحة للمشكلات الزوجية
يمكن التخلص من آثار هذه المشاكل بالتوافق الزواجي، وهو ما يعرف على أنه مستوى من التآلف بين الزوجين، قابل للتطور والتنمو بقدر ما يحققه ويقدمه أحد الطرفين من تفهم وتقدير لظروف وطبيعة الطرف الآخر، والذي عليه هو الآخر مقابلة ذلك بالمثل، ومع مرور وتقدم عمرهما الزواجي، وما يقدمانه لبعضهما من دعم ومساندة للسلوك الإيجابي والتفاعل الجيد بينهما.
ويمكن أن ينقسم التوافق بين الزوجين الى الآتي، أي الحلول العملية:
1 – توافق فكري:
أي يوجد تقارب في طريقة التفكير والتعامل مع الأمور الحياتية اليومية، كما يوجد تقارب في المستوى التعليمي.
2 – توافق اقتصادي:
أي يتم الاتفاق بين الزوجين على تحديد أولويات حياتهما، والعمل معاً على تحقيقها بنظام الأهم فالمهم.
3 – توافق اجتماعي:
أي وجود الانسجام والتآلف الاجتماعي، والمشاركة الفعالة في المناقشات والآراء والأفكار.
4 – توافق بيئي:
بمعنى أنه كلما تقاربت بيئة الطرفين في المستوى تقاربت أفكارهما.
5 – توافق جنسي:
بمعنى قدرة كل طرف على إشباع حاجة الآخر.