صوتها الشعري تحاول إيصاله إلى أكبر شريحة من الناس
الشاعـرة وضحـة الحسـاوي: قـصــيــــــــــــدتـي أُعبِّـر بهـا عن قضايـا وطنـي
واحدة من مبدعات الكويت، استطاعت رغم عمرها الصغير أن تعمق تجربتها في الكتابة الشعرية، وتحفر لها اسمها في عالم الشعر، وتكون صوتا مؤثرا له حضوره في الأمسيات والمهرجانات الكويتية الكبرى، ومثلت الكويت في مسابقات عالمية.
حازت العديد من الجوائز وكرمتها مؤسسات عديدة، ومثلت الكويت مؤخرا في أكبر حدث ثقافي عربي وهو مهرجان ربيع الشعر الذي نظمته مؤسسة البابطين للإبداع الشعري.
إنها الشاعرة الكويتية الشابة وضحة جاسم الحساوي التي التقت بها «أسرتي».. وكان هذا الحوار:
في البداية حدثينا عن تجربة الكتابة الشعرية متى وكيف بدأت؟
– بدأ عشقي للشعر جليا منذ طفولتي مع القصص الشعرية لأمير الشعراء أحمد شوقي، التي كانت والدتي تنشدها لي فأرددها وأحفظها، وفي المرحلة المتوسطة أهداني والدي ديوان المتنبي وكان يقرأ فيه معي ويكافئني على كل قصيدة أحفظها، حتى إني حفظت معظم قصائد الديوان، وكتبت الشعر موزونا قبل ان أعرف العروض وأتعلمه
القصيدة صهير الروح وعصارة القلب. وهي المتنفس في الحزن والفرح
ماذا تعني لك القصيدة؟ وكيف تتهيئين للحظة الإبداع؟
– القصيدة صهير الروح وعصارة القلب، وهي المتنفس في قمة الفرح وفي أوج الحزن، لا أتهيأ لها بل تتهيأ هي وتأتي علىّ بغتة.
ما شعورك كمبدعة كويتية وأنت تقفين على منصة الشعر تنافسين الرجال؟
– أنا لا أنافس الرجال، فالإبداع لا يعرف جنسا، ولكني أنافس الرجال والنساء على حد سواء، والشعور على المنصة يشبه شعور الإعلامي الذي اكتشف معلومة بمجهوده وقدمها للجمهور بزهو وترقب.
كيف استطاعت وضحة الحساوي كفتاة كويتية أن تعبر بقصائدها عن قضايا وطنها ومجتمعها؟
– استطعت التعبير عن قضايا وطني بإبراز الجوانب النيرة في وطني وأهله الخيرين، وطني الكويت جنة، قطوفها دانية، غير أن البعض يرى الأشواك لا الثمار، فأدير وجهي للفيء، الجمال، كالنبات ينمو بتسلط الضوء عليه.
الشعر وسيلة إعلامية فعالة تستطيع تسخيرها كيفما شئت وفيما شئت
هل كان للشعر دور في الدفاع عن قضايا المرأة الكويتية في أشعارك؟
– الشعر وسيلة إعلامية فعالة ومؤثرة تستطيع تسخيرها كيفما شئت فيما شئت، ولكن ندرة الشاعرات كان حجر عثرة أمام تكوين مخزون أدبي يثبت تفوقهن، ويثري قضاياهن مع الأسف. قصائدي بشكل عام تعكس قناعتي بتعامل الرجل مع المرأة بشكل عام، فهي تجمع الأغراض التي عرفت بالذكورية كالفخر والحماسة، بالإضافة إلى اللمسات الأنثوية الجلية كقولي في أحد أبيات قصيدتي:
(غار الثريا في ثراها رفعة… فلي النجوم إذا مشيت خلاخل). أما بشكل خاص فلقد تحدثت عن دفن مواهب النساء والتقليل من قيمتهن في قصيدة بعنوان «وأد»، أنتصر فيها للمرأة على معوقات نجاحها والعنصرية الذكورية.
من الذي يشجعك على الاستمرار في الكتابة؟ ودور منتدى المبدعين الجدد؟
– مشجعي على الكتابة كثر، أسرتي، أصدقائي، متذوقو شعري، ولا ننسى دور الإعلام الكبير في اكتشاف المواهب وصقلها وتطويرها. أما عن دور منتدى المبدعين فشهادتي في رابطة الأدباء ومنتداها مجروحة، منها كانت انطلاقتي وفيها تعرفت على أصدقائي من المبدعين والمبدعات، وبها كانت أمسيتي الأولى، الرابطة تتبنى المواهب وتنميها، ومن أراد أن يبدأ فسيجد فيها بغيته.
هل المرأة الشاعرة تختلف عن الرجل، بمعنى هل هناك شعر للرجل وشعر للمرأة وما مدى الاختلاف؟
– طبعا تختلف كثيرا، الشعر قائم على الشعور والمشاعر، وغلبتها على المرأة ترجح كفتها لو أقدمت وسعت. عقلانية الرجل تحول شعره إلى نظم أحيانا، وهذا ما لا تجده عند الشاعرات.
ما القضايا التي طرحتها في أشعارك وما تودين توصيله من خلال الكلمة الشاعرة؟
– قصيدتي هي صوتي الذي يصل إلى أكبر شريحة من الناس، تناولت فيها موضوعات كثيرة منها، قضايا المرأة، الغزل، الأمومة، الفخر، حب الوطن، الحكمة، نصرة ضحايا الثورات، الشكر.. والقائمة تطول.
حدثينا عن دور الجامعة في دعم المبدعين، وهل ينعكس التخصص على مستوى الكتابة الشعرية أو الإبداع بصفة عامة؟
– أكيد، فمن درس النحو والصرف والبلاغة وعلم العروض الشعري سيختلف إنتاجه عما لا علم له بها، ومن اطلع على دواوين العرب ودرس خصائصها وفهمها ليس كمن لم يطلع، أما عن دور الجامعة فقد كنت عضو ا مؤسسا في أنشطة كلية الآداب التي أنتمي إليها، «فصيح» الذي يدعم المواهب ويعزز في النفوس حب اللغة العربية من خلال الأنشطة والفعاليات التي يقيمها.
ما إنتاجك الشعري حتى الآن وهل أصدرت دواوين شعرية أو مطبوعات؟
– لدي إنتاج شعري غزير والديوان سيرى النور قريبا جدا إن شاء الله.
حدثينا عن مشاركاتك الشعرية سواء داخل الكويت أو خارجها؟
– أحييت العديد من الأمسيات الشعرية مع رابطة الأدباء والمجلس الوطني للثقافة والفنون ومكتبة الكويت الوطنية، ومكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، بالإضافة إلى أمسيات جامعة الكويت.
ما الجوائز التي حصلت عليها خلال مسيرتك الإبداعية والجهات التي قامت بتكريمك كمبدعة؟
– كرمتني جهات كثير ة، فقد حصلت قصيدتي «حياة» على المركز الثاني على مستوى جامعات دول مجلس التعاون الخليجي، وكرمتني الجامعة لفوزي مع الفريق بالمركز الأول على مستوى الدولة في الخطابة والسلامة اللغوية، وكرمتني جامعة الدول العربية في القاهرة لحصولي على المركز السادس عالميا في السلامة اللغوية والخطابة، كما كرمتني مؤسسة رموز لحصولي على المركز الثاني في الشعر ولدي كثير من الإنجازات.
ما طموحاتك الأدبية المستقبلية؟
– طموحي أن أعيد للشعر رونقه وهيبته ومكانته في قلوب سامعيه، وأن أرفع اسم بلدي الكويت في سماء الشعر بين الدولة، وأمثل الكويت في المحافل والمهرجانات الدولية.
الكتابة الشعرية ليست تنميقًا سطحيًّا للكلمات بل مدرسة تهذب الأخلاق وتطهر النفوس
كلمة أخيرة لمن توجهينها من خلال مجلة أسرتي؟
– كلمتي أوجهها للقراء الكرام، الشعر ليس تنميقا سطحيا للكلمات، وإنما هو مدرسة تهذب الأخلاق وترقق الطباع وتطهر النفوس. قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: رووا أولادكم الشعر تعذب ألسنتهم.
وقال الفاروق عمر رضي الله عنه:
علموا أولادكم لامية العرب، فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق.
وقال سيد الحكمة أبو تمام:
ولولا خلال سنها الشعر ما درى
بغاة الندى من أين تأتي المكارم.
وأخيرا أشكركم جزيلا على استضافتكم لي على صفحات مجلة «أسرتي» وسعيها لتقديم المواهب الشابة من أبناء الكويت، وهي السباقة لنشر الثقافة والتوعية في المجتمع الكويتي.
وكما قال الشاعر:
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها
عقود مدح فما أرضى لكم كلمي.
من قصيدة «كمال»
شعر وضحة الحساوي
لِيَدِ الزّمانِ على القُلوبِ زلازلُ
وسوى جبالِ هواكِ منها زائلُ
بِرُبى الكويتِ ربيتُ أُغْذَى عِشْقَها
لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازلُ
أهفو لطيب نسيمها ونعيمها
وبها أهيمُ ومِ الهيامِ القاتلُ
هذي التي كالشمسِ عزَّ منالها
ويخالُها في كفِّهِ المتناوِلُ
مرآتُها وَضَحُ النهارِ وبِرُّها
لججُ البحارِ وما لهنَّ سواحلُ
غار الثريّا في ثراها رفعةً
فَلِيَ النجومُ إذا مشيتُ خلاخلُ
نَضَبَ المدادُ فأسكبتْ أرواحَنا
حبرًا فلم تكُ شبهَهُنَّ مناهلُ
الناسُ فيها اثنانِ إما معجبٌ
بعُجابها أو حاسدٌ متجاهلُ
بلدي سماءُ المجدِ أرضُ أنامِهِ
وله على صَرْحِ الفخارِ دلائلُ
بلدي رسوخُ الجودِ فيهِ محكمٌ
فكأنه في الراحتينِ أناملُ
الشاعرة وضحة جاسم الحساوي
- عضو منتدى المبدعين الجدد برابطة أدباء الكويت.
- حائزة المركز السادس على مستوى العالم في مسابقة الخطابة والسلامة اللغوية التي أقيمت بجامعة الدول العربية بالقاهرة عام 2009.
- حائزة المركز الأول على مستوى الكويت في مسابقة الخطابة والسلامة اللغوية في مسابقة وزارة التربية عام 2013.
- حائزة المركز الثالث في الشعر على مستوى جامعات دول مجلس التعاون الخليجي.
- حائزة المركز الثاني في المسابقة الشعرية التي نظمها مخيم مرتقى القيادي 2011.
- شاركت في الكثير من الأمسيات الشعرية ومثلت الكويت في أكثر من مهرجان شعري.
أجرى الحوار: أشرف ناجي