تعالي معي
أخر الأخبار

العاملات تنكرن في زي الرجال مطعم في مراكش يثير الجدل!

واجهت بعض السيدات القيود الاجتماعية بشجاعة، ولم يسمحن للعجز والاستسلام بأن يتمكن منهن، حلم تحول إلى حقيقة، في مطعم الفاسية في مراكش، الحكاية بدأت من حلم لأب بإقامة مطعمه الخاص وكان في حاجة لمن يسانده، فكانت أسرته المكونة من زوجته وبناته هن أول المساندات له، مطعم (الفاسية) مطعم عادي، حيث استطاع فرض نفسه منذ 35 سنة بين مطاعم مدينة مراكش المغربية وصنع اسمه منذ البداية، بعد أن خلق جدلاً كبيراً بسبب تشغيله النساء فقط، في وقت كانت المرأة محكومة بتقاليد وعادات تفرض لزومها البيت أو دخوله قبل أن تغرب شمس النهار.

ذكرت مديرة المطعم، سعيدة الشاب أن والدها محمد الشاب كان مسؤولا فندقيا في مدينة فاس، وقبل انتقاله وأسرته إلى مدينة مراكش، راودته فكرة إنشاء مطعم عائلي، لتعمل بناته إلى جانب والدتهن فاطمة، وكانت الفكرة في حد ذاتها سابقة في عصر مختلف تماما.
حيث أراد والدها أن يصنع منهن قائدات، لا يحتجن لوساطة ولا ينتظرن من يوظفهن، وهذا ما دفعها هي وأخواتها للسير وراء تحقيق هذا الحلم، بالتزود أولاً بالعلم والكفاءة، حيث أتممت دراستها في فرنسا في مجال الفندقة، فيما درست أختها ميرا إدارة الأعمال في الولايات المتحدة.
وفي انتظار عودة بناته بالشهادات العليا، أطلق الأب محمد الشاب بمساعدة ثمينة من زوجته الراحلة المطعم المغربي الذي يقع في وسط مدينة مراكش.
في ثمانينيات القرن الماضي، لم تكن السياحة مزدهرة بعد في المغرب، ولم يكن الربح مؤكداً، ومع ذلك خاض الأب المغامرة وأخذ قرضاً بنكياً واعتمد على خبرته ومساندة زوجته له، وأطلق المشروع إلى جانب عمله في أشهر وأكبر الفنادق في المدينة الحمراء، تولت الأم زمام الأمور، وعملت في المطبخ وفي الإدارة، ودربت نساء تحدين بدورهن المجتمع واخترن إثبات ذواتهن.

الطباخة التي كانت تتنكر بزي رجل
ذكرت طباخة المطعم، حليمة أن الأمر في البداية كان صعبا للغاية، حيث كانت ترتدي جلباباً رجالياً وتركب دراجة هوائية للعودة إلى المنزل في ساعات متأخرة ليلا، وذلك لتجنب التعرض لانتقادات المجتمع والحي، لم يكن لديها خيار، حيث كان لا بد لها من مساعدة زوجها ماديا لتربية أبنائها وتلبية حاجات البيت.
لم تمر إلا أيام قليلة لتتحول الحاجة إلى حب كبير للعمل وإثبات الذات عند حليمة التي توضح أنها أمضت أكثر من ثلاثين سنة في (الفاسية).
الطباخة حليمة في عمر الستين، وتحاول أن تلقن الجيل الجديد من العاملات في المطعم ما تعلمته من السيدة فاطمة في حياتها، كالابتسامة في وجه الزبون والنظافة والنظام وحب التعلم، وهي أسس لاتزال تواظب عليها بناتها بعدها.
ويأتي اختيار إطلاق اسم “الفاسية” على مطعم في مراكش عرفانا بتقاليد وعادات مدينة فاس العريقة حيث أقامت الأسرة لسنوات وتخليداً لذكريات حفرت في القلب والذاكرة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق