ثقافةمرايا
أخر الأخبار

نعود من جديد.. رحلة عبر الزمن في متحف الشطي

علاقة عشق تربط هاوي جمع المقتنيات العم جاسم الشطي بكل ما يحمل عبق الماضي، ليسافر عبر الزمن ويرسم خرائط الحياة الكويتية البسيطة من خلال متحفه، الذي بات شاهدا على تفاصيل حقب مهمة في تاريخ الكويت، ليروي خلالها قصصا تحمل تفاصيل دقيقة عن البيت الكويتي.
مواقع التواصل الاجتماعي كانت بوابة التعارف بين متحف الشطي والشغوفين بحب التراث، حيث بدأ متابعو الصفحة (متحف الشطي) في الزيادة يوما بعد يوم، وتوالت رغبات الناس لمشاهدة القطع الفنية بأنفسهم على أرض الواقع، وكان هذا ما دفع الأستاذ جاسم الشطي لتخصيص مكان للمتحف في سرداب منزله الكائن في منطقة مبارك الكبير.
ولاكتشاف المزيد عن متحف الشطي، “أسرتي” زارت العم جاسم الشطي الذي حرص على اقتناء كل ما هو قديم وتراثي، حيث عُرضت عليه مبالغ كبيرة لبيع بعض القطع التي يملكها، إلا أنه يرفض ذلك، ويصر على إحياء روح البيت الكويتي.

كانت بداية صاحب متحف الشطي العم جاسم الشطي بجمع العملات في الثمانينيات، وبعد تحرير الكويت استمر بجمع الأغراض القديمة، وكانت هذه المقتنيات تأخذ حيزا كبيرا في منزله، ثم انتقل إلى منزله الجديد في التسعينيات، وكانت هذه هي بدايته في تأسيس هذا المتحف.
أكد العم جاسم الشطي أن الغزو العراقي للكويت يعد فترة انتقالية مهمة في تاريخ الكويت، بعد فترة اكتشاف النفط في الكويت وغيرها من الأحداث، ولكن كون الغزو أحدث دمارا كبيرا في الكثير من المباني والمؤسسات والمنازل أيضا، حيث ظهرت بعد التحرير الكثير من المقتنيات التي أراد البعض التخلص منها، غير أن عملية التنظيف والتجديد في هذه الفترة غالبا تمت على يد غير المتخصصين في التراث مما سبب فقدان الكثير من التحف الفنية المهمة.
حرص الأستاذ جاسم الشطي على تقسيم المتحف إلى ثلاثة أقسام، الجزء الأول البيت الكويتي، والثاني المكتبة والورقيات، والثالث المعروضات ويضم التليفونات والكاميرات والأواني المنزلية والعملات وألعاب الأطفال والأجهزة الكهربائية.

حمل العم الشطي مسؤولية هذا المتحف على كاهله، فكان يبذل الجهد المضاعف ليخرج صورة المتحف وكأنه لوحة فنية لا يمل الناظر إليها، الجهد استمر لسنوات طويلة، بعيدا عن أي دعم حيث حرص على مقتنيات كثيرة تخص والده وجده، مثل بعض جوازات السفر القديمة وكتاب يخص جده يسجل فيه حساباته يعود إلى سنه 1940، كما أن الكثير من المقتنيات حصل عليها من كبار السن في العائلة ومن أصدقائه وزملائه وبعض الأغراض من سوق الجمعة.

المتحف يجسد حياة أجدادنا في المجتمع والبيت الكويتي، ومن مميزات هذا المتحف أن القطع القديمة مثل أجهزة الراديو والتلفزيون والهواتف التي يعود عمرها إلى فترات من القرن الماضي لاتزال تعمل بشكل طبيعي، كما أن غالبية القطع التراثية لاتزال على حالتها، وهناك خزانة مهداة إلى متحف الشطي يبلغ عمرها أكثر من 120 عاما، كما أن هناك مخطوطات قديمة عمرها تجاوز 100 سنة.

هدف العم الشطي تعريف الجيل الحالي بالتراث الأصيل وبالزمن القديم وبالحياة البسيطة التي عاشها الآباء والأجداد في كويت الماضي. ولفت الشطي إلى انه يرى فرحة وسعادة الكبار الذين يتجولون في المتحف، ويرون الأغراض القديمة التي ربما يوما كانوا يستخدمونها أو كانوا يرونها لدى الأجداد، مما يعيد لهم ذكرى محببة.
حرص الشطي في متحفه على أن يرى الزائر للمتحف هيكل الغرفة الخاصة بالزوج والزوجة قديماً، بما تشمله من السرير القديم وفراش، والخزائن الخاصة بحفظ الملابس وأدوات التزين للمرأة والرجل والأحذية والساعات وغيرها، وهناك غرفة خاصة بالأطفال بها الاسرّة من الخشب والحديد وخزائن الملابس وملابس الأطفال قديما وقطع الأقمشة التي كان تخاط منها الملابس المدرسية، وهناك أيضا المطبخ الكويتي القديم وأدواته وأجهزته، كما حرص الشطي على إقامة ركن للبقالة القديمة بكل ما تشمله من منتجات كانت تباع في الفترات الماضية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق