الفنانة منال سلامة دخولي عالم الفن لأنني موهوبة وليس لأن والدي مخرج
أول عمل فني لي كان عمري 11 سنة وكان الدور 21 كلمة فقط
دخلت عالم الفن وهي طفلة في الحادية عشرة من العمر، تم اختيارها لتجسّد دور طفلة في مسرحية، وكان الدور يتكون من 21 كلمة، واستمرت في عشق الفن والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية لتدعم موهبتها بالدراسة ونجحت وتفوقت، وتم اختيارها للعمل مع نجوم الصف الأول كسيدة الشاشة فاتن حمامة والفنان نور الشريف وغيرهما.
بعد مسيرة 30 عاما ومئات الأعمال الفنية نلتقي النجمة منال سلامة في حوار عن هذا المشوار:
تصوير: عادل مبارز
حوار: فوزية الإبراهيم
أول عمل احترافي كان مسرحية االزير سالمب دور يمامة
أطلقوا عليَّ لقب ايمامة المسرح المصريب
كنت محظوظة بالوقوف في اضمير أبلة حكمتب مع سيدة الشاشة فاتن حمامة
بدأت العمل الفني في سن صغيرة.. هل لأن والدك مخرج أم لأنك موهوبة؟
− على فكرة والدي لم ير أني موهوبة حين كنت صغيرة، لأني بدأت التمثيل من خلال مسرح المدرسة ووالدتي هي التي كانت تحضر للمسرح وتشاهدني وفي يوم كان والدي يقوم بمسرحية ويحتاج لطفلة لأداء دور صغير (21 كلمة فقط)، فطلبت منه أن أقوم بالدور، لكنه لم يكن مقتنعا، فتحايلت على والدتي، وقالت له إن الدور صغير فأعطها فرصة، فوافق أخيرا وكنت وقتها عمري 11 سنة فقط.
ومازلت أذكر أن الدور كان 21 كلمة فقط، حيث قلت عشان لما أكبر ويسألوني عن أول دور أذكر أنه دور صغير لي على المسرح.
قالوا لوالدي: يا سلامة بنتك موهوبة، قال لهم: إن صوتها مسلع، قالوا له إنها مازالت طفلة وحين تكبر سيتغير صوتها، لكن لها حضور على المسرح.
وبعدها وافق على أن ألتحق بمعهد الفنون المسرحية وحين كنا طلبة بالمعهد كنا نقدم مشاهد تمثيل كانوا يطلبون منا مشاهد الإلقاء ليتعرفوا علينا فقدمت دور (الكترا) وكان في مسرحية (الزير سالم) يمامة قريب الشبه من دور الكترا.
وفي اليوم التالي ذهبت للمسرح ووجدت الدكتورة منال علي تقول للفنان حمدي غيث في بنت جديدة بالمعهد أرشحها لدور يمامة في مسرحية الزير سالم، وطلبت مني الحضور للمسرح القومي، وذهبت وأنا طايرة من السعادة لأنه حلم أني أمثل مع الفنانين الكبار وكان أول عمل لي على مستوى الاحتراف وكنت في أولى معهد.
وفي اليوم الموعود ذهبت للبروفة وكان وقتها المخرج حمدي غيث عمل طاولة البروفة وطلب مني قراءة الدور فوجد أن إلقائي ممتاز واللغة العربية ممتازة فاختارني للدور وأطلق عليَّ النقاد لقب ∩يمامة المسرح المصري∪ ولو كنت واعية لاستثمرت هذا اللقب.
إذن موهبتك هي التي أدخلتك بوابة الفن وليس والدك المخرج سلامة.. وماذا عن أخيك شريف؟
− أيضا لم يكن لوالدي دور مع أخي شريف فهو الذي التحق بالمعهد العالي وبعد عام توفي والدي (رحمه الله) الذي أصلاً كان مخرجا في قطاع الثقافة الجماهيرية وهو قطاع غير مسلط عليه الضوء، ولم يكن لديه أصدقاء من الوسط الفني الاحترافي بل من وزارة الثقافة وهيئة الثقافة.
اضمير أبلة حكمتب كان أول دور لك كمسلسل أمام سيدة الشاشة فاتن حمامة.. ماذا تعلمت منه؟
− أستاذة فاتن حمامة والأستاذ نور الشريف وغيرهما من النجوم لم يصلوا لهذه الدرجة من الفن إلا لتقديرهم لقيمة الفن واحترامهم له وتفانيهم والتزامهم، فهم كانوا يشتغلوا بحب وإخلاص، كلهم يشتركون بهذه الصفات.
والأستاذة فاتن ربنا يرحمها كانت نجمة، ونجمة تعني بعيدة المنال، فكنا نذهب للبروفة لنراها، لنرى النجمة التي حضرت للبروفة قبلها بساعتين وحافظة دورها، واحنا حظنا حلو أن تتلمذنا على أيدي هؤلاء الكبار.
ماذا عن ذكرياتك مع الفنان نور الشريف؟
− الفنان نور الشريف بالنسبة لي أعتبره أبا روحيا لأني اشتغلت معاه مسلسل ∩لن أعيش في جلباب أبي∪ واشتغلت معاه ∩يهون عليك يا حمرة∪ كممثل واشتعلت معاه مسرحية ∩الأميرة والصعلوك∪ كمخرج وممثل.
أستاذ نور أنا تعلمت منه ∩الكراسة∪، كراسة للشخصية أي شخصية أريد أن أمثلها أعمل كراسة أكتب فيها الملابس والأحاسيس ونوت عن الشخصية وتعلمت منه الالتزام.
وكان يدرك ويعي أن الفن لعبة جماعية لازم كلنا نكون على قلب بعض ونشتغل مع بعض عشان نحقق النجاح، ورغم أنه نجم وهو بطل العمل، لكنه مدرك لو العمل فشل فالفشل لوحده، أما النجاح فللجميع، لم يعرف الغيرة وكان متواضع جدا ومثقف وفاهم فن واقتصاد وسياسة وكل حاجة، فأيام الثورة كلمته وقلت له: أنا خايفة.. ضحك ضحكة لن أنساها، وقال لي: مصر لا تنهزم والتاريخ بيقول كده، فطمني، لأن أستاذ نور قارئ جيد للتاريخ وواقعي ومثقف.
30 عاما من الفن.. ماذا أعطوك؟
− أعطوني حب الناس وأني اشتغلت مهنة أحبها.
ماذا أخذت منك؟
− أخذت مني استمتاعي بخصوصيتي وأخذت عمري فجأة، فكل الناس كانت تعيّد بالعيد واحنا كنا نشتغل على المسرح والناس يتفسحوا علينا بالعيد وكان الناس تتجمع برمضان على السفرة واحنا بالأستديو بناكل سندويتش عشان عندنا حلقة لازم نصورها كي تعرض غدا بالتلفزيون.
وكل الناس تتفسح في شم النسيم ونحن بالاستوديو بنصور مسلسل.
وأخذت منا استمتاعنا بتربية أولادنا، ورغم كل المجهود الذي كنت أقوم به مع أولادي، لكن ولادي كبروا فجأة، ونفسي يرجع الزمن كي أعطيهم وقتا أكثر.
أولادك كلمينا عنهم.
− أميرة وعلي، علي كان يريد دراسة الإخراج، لكن درس انترناشيونال بزنس وتخرّج.
هل ورثا حب الفن منك؟
− بنتي أمنيتها تمثل، أنا رافضة لأني أتمنى أن تعيش حياة طبيعية، مش عشان التمثيل وحش، أنا أحترم مهنتي جدا، نفسي تمشي بالشارع من دون أن يشاور عليها الناس كفنانة وتستمتع مع أبنائها بالمستقبل، وتكون لها وظيفة ثابتة لأن احنا ساعتنا البيولوجية خربت، وبنتي بتدرس الإعلام وبتاخد كورسات تمثيل في أميركا.
بعيداً عن الفن كلمينا عن منال الإنسانة.
− أنا إنسانة عادية كأي امرأة بالدنيا تشوف مصالح بيتها، بيتي منظم جداً أراعي شؤون زوجي وكنت أتابع دراسة أولادي وهم صغار ومصاحبة أبنائي.
ماذا تطبخين؟
− أنا أحب المطبخ وأعمل كل الطبخات وخاصة الكوارع وأحب الفسيخ والرنجة وهما من أكلاتي المفضلة.
ما مشروعك المفضل؟
− شاي بالحليب.
ماذا زرعت في أولادك؟
− ربيتهم على أنهم مسلمين مصريين هم سفراء لبلدهم في كل مكان ولازم يتركوا انطباع حلو عن بلدهم ومصريتهم ولا يكذبوا.
وزوجك؟
− عادل أديب المخرج.
زواجكما كان عن حب؟
− كنا زملاء بالمعهد العالي للفنون المسرحية هو كان يدرس إخراج بينما أنا أدرس تمثيل وإخراج مسرحي.
وطبيعة الدراسة كانت تحتم علينا أن نساعد طلبة السينما كفنانين لمشاريعهم، فتعرفت عليه وأصبحنا أصدقاء وتطورت العلاقة وطلبني للزواج كمعرفة وليس حبا، لدرجة أني قبل الزواج لم يقل لي أحبك وهو حبني في صمت وأنا أحترمه.
فينا صفات وقيم مشتركة وبنينا حياتنا سوا.
هل أخرج لك أعمالك؟
− عمري لم أعمل معه إلا بمسلسل ∩جبل الجلال∪ كنت أرفض العمل معه وعاملة فصل تام بين علاقتنا الزوجية والفنية.
ما هواياتك بعيدا عن العمل؟
− أحب الرياضة وكنت دائما أمارس الرياضة، لكن وقعت من فوق ظهر جمل في تصوير أحد أعمالي وأصبت بديسك، والآن غير مسموح لي سوى بالمشي والسباحة، وأيضا أعشق القراءة.
ماذا تقرئين؟
− أعشق الشعر والروايات والمقالات السياسية والاقتصادية، أحب أقرأ بالمسرح.
كان لك تجربة مسلسل في الكويت، حدثينا عنها.
نعم كان لي تجربة لطيفة جدا في الكويت في مسلسل ∩اليوم الأسود∪، كنت قلقة جداً لاختلاف اللهجات، لكن وجدتهم يتكلمون بلهجة مفهومة (لهجة بيضة) كما نسميها، وإلهام الفضالة استوعبتني ولطيفة جدا وفنانة راقية، كذلك الفنان حسن البلام وشجون، المخرج عبدالله المقلة أيضاً كان رائعا وسعيدة بهذا المسلسل.
بعد هذا المشوار.. هل هناك دور مازلت تحلمين بأدائه؟
− كان نفسي أعمل مسلسلات لشخصيات فرعونية كحتشبسوت ونفرتيتي.. كان نفسي أعمل أدوارا رومانسية.