المرأة والجاسوسية محمد مرعي يكتب عن: الجاسوسية حبٌّ وانتقام جاسوسة أميركية هاجرت إلى الفلبين
عام 1941.. هو الزمان.
– شبح الحرب العالمية الثانية يسيطر على الولايات المتحدة الأميركية.. هو المشهد رقم 1.
– امرأة تحمل حقيبتها في يد وابنتها الصغيرة في اليد الأخرى.. هو المشهد رقم 2.
المرأة اسمها كلير فيليبس.. كلير وابنتها تتوجهان إلى الفلبين.
الآن نحن في الفلبين مع كلير وابنتها، وتحديدا في مانيلا، كلير تعمل راقصة في فرقة غنائية، كلير تتمتع بهالة من الترحيب والاهتمام من الجماهير، والسبب: جمالها الرائع.. صوتها الشجي.
كلير تلتقي بأحد ضباط البحرية الأميركية، ربط الحب بينها وبين الضابط.. تزوجا.
اليابانيون:
سنعتقل أي أميركي
الجاسوسة أنكرت أصلها.. أنا فلبينية
في نفس الوقت الحرب مشتعلة بين الحلفاء، ودول المحور، شائعات تنطلق بقوة، الشائعات تقول:
– اليابانيون قادمون.
– من يقع في يد اليابانيين من الأميركيين سيتم اعتقاله وسيودع في السجن!
وهنا تصرفت كلير الأميركية الأصل بسرعة.
أذاعت أنها فلبينية وليست أميركية، وأن اسمها دورثي فوينتس.
اليابان احتلت كل جزر الفلبين
عام 1942.. هو الزمان.
المشهد:
اليابانيون يتوجهون نحو الفلبين.. القتال مشتعل.. وزوج كلير تم أسره بواسطة اليابانيين، ومعتقل في أحد المعسكرات اليابانية.
وهنا قررت كلير أن تنتقم لزوجها المعتقل.
في فبراير 1942 بدأ الغزو الياباني للفلبين، احتل اليابانيون كل الجزر الفلبينية، أنشأت كلير ناديا ليليا خاصا بها بعد أن باعت كل مجوهراتها، لم يدرك اليابانيون أن صاحبة النادي الليلي التي ادعت أنها فلبينية هي أميركية الجنسية، كانت كلير تنفق مما تكسبه من عملها في النادي الليلي في دعم المقاومة ضد اليابان وتخفيف معاناة الأسرى وأسر الذين ماتوا، وقررت أيضاً أن تعمل جاسوسة.
استدرجت الضباط الغزاة من اليابانيين إلى النادي الليلي.. وفرت لهم كل سبل الراحة، أفرطوا في الشرب ثم تبدأ الثرثرة عما يقومون به، كانت كلير تجمع كل ما يصرحون به وتنقله إلى وحدات المقاومة ضد الاحتلال الياباني، وكانت وسيلتها في جمع المعلومات الراقصات العاملات في النادي الليلي، وقيل أيضا إن كلير كانت تتلقى نقودا تصرفها، أكملت كلير شبكة للتجسس، أرسلت ما تجمعه من تصريحات وأسرار إلى مخابرات الحلفاء، من الأسرار التي أرسلتها أن اليابانيين لا يستخدمون سيارات الصليب الأحمر في نقل الجرحى والمصابين فحسب، وإنما يستخدمونها لنقل الجنود، كما أن ناقلات بحرية وسفنا كبيرة تحرسها أطقم من الطائرات اليابانية.
اليابانيون حكموا بإعدام الجاسوسة
تخفيف حكم الإعدام إلى السجن 20 عاماً
في الثاني والعشرين من شهر مايو 1944 تم القبض على أحد الرجال الذين كانوا يشكلون حلقة صلة مع الأسرى، وقد تعرض الرجل للتعذيب، ذكر الرجل اسم كلير خلال التحقيق معه.. لم تمض ساعات حتى أقبل 4 جنود من اليابانيين، شعرت كلير بأنهم يضمرون شراً.. كانت كلير قد سلمت ابنتها إلى إحدى الأسر الصديقة.. أقبل الجنود اليابانيون الأربعة، وجهوا أسلحتهم نحوها، قادوها خارج النادي الليلي وقاموا بعملية استجوابها، قالوا لها إنهم يعرفون كل شيء عنها ولم يصدقوا ما تقوله، اعترفت.. حوكمت وحكموا بإعدامها.. ووضعت في سجن مظلم تمهيداً لتنفيذ حكم الإعدام، لكن تمت محاكمتها مرة أخرى وصدر حكم بسجنها 20 عاما.
الإفراج عن الجاسوسة بعد أن حُسمت الحرب لمصلحة أميركا
استسلم اليابانيون.. وسيطر الأميركان على الموقف.. تولى الأميركان قيادة السجن، أطلق الأميركان سراح كلير، وتركت الفلبين عائدة إلى الولايات المتحدة.
الجاسوسة أول أميركية تحصل على «وسام الحرية»
حدثت مفاجأة.. تم تكريم كلير في عام 1951 وسلموها “وسام الحرية”، ولتكون كلير بذلك أول امرأة أميركية تحصل على هذا الوسام، وعرضوا عليها فيلما تسجيليا عن قصة حياتها، كان عنوان الفيلم “كنت جاسوسة أميركية”، وبعد 9 سنوات من ذلك ماتت الجاسوسة الأميركية كلير.