نظم المكتب الثقافي المصري بالكويت أمسية ثقافية بمناسبة صدور كتاب «الحدود المصنوعة بالدم» للكاتب المصري إبراهيم فرغلي بحضور السفير المصري لدى دولة الكويت ياسر عاطف والملحق الثقافي الدكتور نبيل بهجت ونخبة من الأدباء والنقاد والإعلاميين، واستضافت الامسية كل من الكاتبين أشرف أبو اليزيد وعبد الوهاب الحمادي، وأدارتها الكاتبة الصحافية ليلاس سويدان.
السفير ياسر عاطف:
إبراهيم فرغلي يقدم إضافة لمشروعه ككاتب نموذجًا للمثقف
الكاتب والشاعر أشرف أبو اليزيد:
تمتد رحلات كتاب إبراهيم فرغلي على مساحة زمنية وأخرى جغرافية
إبراهيم فرغلي:
بين صور عديدة صاحبتني في أحلام يقظتي المراهقة صورة الرحّالة
في البداية رحب الملحق الثقافي الدكتور نبيل بهجت بالحضور وأعرب عن سعادته بمناقشة كتاب «الحدود المصنوعة بالدم» الذي ينتمي لادب الرحلات، ويلقي الضوء على معرفة العرب بالآخر.
كما ألقى السفير ياسر عاطف كلمة عبر فيها عن اهتمامه بمضمون الكتاب الذي يهتم بأدب الرحلات مؤكدًا أن مؤلفه الكاتب إبراهيم فرغلي يقدم أيضًا إضافة لمشروعه ككاتب نموذجًا للمثقف الذي يؤمن بدور المثقف في المجتمع ويقدم جهدًا لافتًا في هذا المجال بشكل تطوعي.
وقدم الكاتب والشاعر أشرف أبو اليزيد ورقة قال فيها:
تمتد رحلات كتاب الروائي إبراهيم فرغلي «الحدود المصنوعة بالدم» على مساحة زمنية لأكثر من عقد وأخرى جغرافية بأكثر من قارة وهناك مساحة ثالثة يمكن أن تضاف ربما نقرأ تأثيرها بين السطور فالقراءة الزمنية للكتاب يمكن أن تتماس مع أدب رحلات العرب التاريخي، حيث كانت تمتد الرحلة لعام أو أكثر مما يجعلنا لا نرى غريبًا في أدب الرحلة المعاصر أن تتشابه في تجربته في هذا الأمر فرحلات آباء هذا الأدب سواء كانت للحج طلبًا لاكتمال أركان الدين أو للهجرة أملاً في الهرب من حاكم ظالم أو للعلم الموجود في مكتبة هنا أو خزانة هناك، هذه الرحلات كانت تمتد سنواتٍ طويلة وربما إلى عمر كامل.
وأضاف أبو اليزيد:
أما القراءة الجغرافية في الحدود التي عبرها الكاتب بين شمال إفريقيا وقلب أوروبا وشرق آسيا فهي بالنسبة للكاتب كذلك أمر طبيعي ارتبط بأسلوب وسيرة حياته ومجال عمله ونشره ونشاطه الثقافي والأدبي ورغبته القديمة الواعية في أن يكون رحالة كما أثبت في مقدمته في هذا الكتاب.
وأضاف أبو اليزيد:
إن فصول هذا الكتاب يمكن أن تُقسم إلى رحلاتٍ بدون رقيب خارجي أو داخلي وأخرى يمتلك فيها الرقيب الخفي أو الذاتي دورًا في معالجة مشاهدها وانتقاء موضوعاتها وصياغة لغتها، لافتًا إلى الكيفية التي يمرر بها فرغلي أفكارًا نقدية بشكل ذكي في نصوصه.
وفي كلمته أعرب الكاتب الكويتي عبدالوهاب الحمادي عن إحساسه بقسوة عنوان الكتاب بينما النص يفيض بالسرد الجميل وبالالتقاطات الكاشفة، وكشف أنه من بين أبرز ما لفت انتباهه في الكتاب هو اتجاه فرغلي للبحث عن غير المألوف والشائع بل إنه يبدو أنه يتجاوز الكلام عن المشهور لمصلحة الالتقاطات الخاصة بالشعوب حيث يتتبع ويعرف القارئ ببيوت الأدباء مثلاً ويضيف من ثقافته الخاصة فيضيف المعرفة للقارئ.
وأضاف الحمادي:
كما ينتبه فرغلي للبشر وينصت لهم ويستمع إلى أساطيرهم وتراثهم الشعبي وحتى في اختياراته للدول فهو مثلاً يختار الفلبين ويقدم لنا صورة مختلفة تمامًا عما يشيع عن الفلبين في العالم العربي ويقدم ثقافتهم ومسرحهم وكذلك يذهب إلى مكان تاريخي مثل طروادة في تركيا يتقصى الأسطورة أو يذهب إلى منطقة في الخليج يكاد أي خليجي لا يعرف عنها شيئا وهي منطقة مسندم في سلطنة عمان ويبني الكتاب كدائرة وبطريقة ذكية، فحيث بدأ بباريس التي تمر اليوم بمحنة ينتهي بباريس الشرق أو القاهرة، في كتاب كهذا تشعر بأنك لا تقرأ بل تسافر.
وقرأ إبراهيم فرغلي جانبًا من مقدمة الكتاب:
«بين صور عديدة صاحبتني في أحلام يقظتي المراهقة صورة الرحّالة الذي يمر على بلاد العالم ملقيًا نفسه بين البشر وآثار البلاد ثم يترك البلد تلو الآخر تاركًا جزءًا من روحه في المكان كطيف ويختفي، ربما لم أتمكن من تحقيق الحلم لكنني مازلت مسكونًا به».
وقال فرغلي:
أنا على يقين بأن الوطن فكرة أكثر من كونه مكانا وأن اغترابي المستمر لا علاقة له بالأماكن بقدر ما له علاقة بالبشر وكلما وجدت من أستريح إليهم أيا كانت جنسياتهم وأوطانهم تبدد إحساسي بالغربة تمامًا كما شأني مع مقهى آلفه فيصبح لي وطنًا صغيرًا لأنه يمنحني ما يسعدني من صحبة للذات والتأمل والكتابة والإحساس بالإنسانية.
المداخلات.. في أدب الرحلات والتشويق
وبعد الكلمات أثير نقاش موسع بين الحضور شاركت فيه الإعلامية الكويتية أمل عبد الله التي تحدثت عن أسباب صعوبات نشر أدب الرحلات في العالم العربي وعدم إقبال الناشرين على نشره لمصلحة الرواية، كما شاركت الكاتبة هدى الشوا الحائزة جائزة الشيخ زايد في أدب الطفل وأشارت إلى أن الرحلات المتخصصة مكلفة ويحتاج الكاتب إلى دعم مؤسسي كما هو شأن الغرب ودعت إلى ضرورة قيام مؤسسات متخصصة في دعم الرحلات.
كما قدم الكاتب الدكتور نزار العاني مداخلة عن رؤيته لكتاب فرغلي واصفًا إياه بالمشوق والقادر على جذب انتباه القارئ وأنه سافر بالفعل عبر الكتاب إلى تلك الدول العديدة، ووصف العاني الكاتب بأنه صادق مع قرائه وأنه أدرك صعوبة الكتابة في أدب الرحلات،