المهندسة سُرى راشد: أعشق الألماس وأفتخر بكوني أول طواشة نسائية بالكويت
هي واحدة من سيدات المجتمع الكويتي، جمعت بين الدراسة الأكاديمية والخبرة والموهبة، عشقت العمل في مجال المجوهرات بمختلف أنواعها وأشكالها، وأصبح كل طموحها أن ترتقي بعشقها، حازت لقب أول «طواشة» بالكويت، وافتتحت أول محل لها برأسمال صفر، مما أثار استغراب التجار، استطاعت أن تنهض بأفكارها، وتحقق طموحها لتكون واحدة من أهم مصممي المجوهرات على مستوى الخليج، إنها المبدعة سُرى راشد، حيث كان لـ «أسرتي» معها هذا الحوار وإليكم تفاصيله:
أقدر اللؤلؤ وأشتريه من بحر الخليج لاستخدامه في تصاميمي
ما علاقة دراسة الهندسة بالمجوهرات، هل لك أن تحدثينا عن ذلك؟
- هناك علاقة كبيرة بين الهندسة والمواد التي درسناها بالهندسة، وبين التصميم في كل شيء، في مجال المجوهرات، تصميم داخلي، تصميم مجوهرات، أزياء، وفكرة التصميم في حد ذاتها، ليها علاقة كبيرة بما درسناه في التصميم الداخلي بالهندسة.
تعلمت من الطواشين معرفة إذا كان اللؤلؤ طبيعياً أم لا
مما أثار اهتمامنا هو لقبك بأول طواشة نسائي في الكويت، فما حكاية ذلك من الهندسة المدنية إلى التصميم؟
- بعد ما دخلت مجال التصميم والأحجار الكريمة كنت أعشق اللؤلؤ بشكل كبير خصوصا التصاميم، وأحببت أن أتعلم ماذا يعني اللؤلؤ الطبيعي الخليجي، اتجهت إلى البحرين، والتقيت بطواشين كبار ما قصروا معي، و”الطواش” هو تاجر اللؤلؤ، وكانت مهنة يمارسها الرجال فقط، لكني تحديت ذلك، وكنت أول طواشة كويتية حتى الطواشين بالكويت ما قصروا معي، علموني وفهموني ما معنى اللؤلؤ الطبيعي، كيفية فحصه ومعرفة ملمسه، وكيف أستطيع من خلال لمسه معرفة ما إذا كان لؤلؤا طبيعيا أم لا.
وأضافت: تعرفت على غواصين في البحرين، وفي الكويت من هواة جمع اللؤلؤ، كانوا يجمعون اللؤلؤ من بحر الخليج ويحضرونه إلى المحل، وكنت أقدر هذا اللؤلؤ وأشتريه من عندهم. أخذت لقب أول طواشة مساعدة كويتية في بيع وشراء اللؤلؤ، وليس في تصنيعه فقط.
كيف تميزين اللؤلؤ الطبيعي عن اللؤلؤ الزراعي؟
- تمييز اللؤلؤ يأتي بالخبرة، وبالخبرة وحدها يعرف التاجر ما إذا كان اللؤلؤ طبيعيا أم زراعيا، فحين يقوم الصياد بوضع حبة الرمل أو أي جسم غريب داخل المحار الذي يبدأ بدوره بمهاجمة الجسم الغريب ليتكون اللؤلؤ يكون الناتج زراعياً ذا لمعة ولون وقيمة تختلف عن اللؤلؤ الطبيعي الذي تدخل فيه حبة الرمل أو الجسم الغريب إلى داخل المحار دون تدخل بشري لينسج الخيوط حولها.
وهناك حبة لؤلؤ واحدة تصل قيمتها إلى 10 آلاف دينار وفق عوامل الحجم واللمعان والاستدارة واللون، وهي الأمور التي تحدد القيمة.
ويقاس اللؤلؤ بوحدة “الجو” بتعطيش “الجيم”، وفيها يتم وزن اللؤلؤة بالقيراط، ثم يحول القيراط إلى “الجو”، وقيمة الجو الواحد تختلف كذلك حسب النقاء والمواصفات، ولا يتم تجوية أي لؤلؤة وإنما الأحجام الكبيرة فقط.
ويتميز اللؤلؤ الطبيعي بكونه معمراً، ويضم المحل عقوداً يتجاوز عمرها مائتي عام، ويتوقف عمر اللؤلؤ على الظروف المحيطة، فالبخور مثلا يفسده، وكذلك يتأثر إذا وضع في أماكن مظلمة، إذ يحتاج إلى التهوية، والغسل بالماء من وقت إلى آخر، فهو يشتاق إلى الماء حتى بعد تشكيله على هيئة عقد، لذا يشيخ ويتغير لونه ويظهر عليه أثر السنين بسبب الظلام.
ويختلف حجم اللؤلؤ حسب نقاء المياه المستخرج منها، فقديماً كان هناك نوع كبير الحجم يسمى الحصوات، لكنه اندثر بسبب التلوث، وفي الوقت الحالي هناك أنواع، مثل القماش والشاهينة والشرينات والجلوات، أما أفضل الأنواع فهي الجوان.
دراستي للمجوهرات كانت مفتاح أفكاري خاصة في مجال التصميم
حدثينا عن دراستك وبما أفادتك شهادتك في تصميم المجوهرات؟
- دراستي للمجوهرات أستطيع أن أقول هي مفتاح لترتيب أفكاري، خاصة في مجال تصميم المجوهرات، بدأت مجرد هواية وبدأت اشتغل فيه، آخذ الذهب والفضة، وأصيغها وأضع أحجارا كريمة، فالدراسة رتبت لي هذه الهواية وحولتها من مجرد هواية إلى حاجة أساسية في حياتي أقرب إلى الاحتراف.
ما الشهادات أو الدورات التي حصلت عليها في مجال تصميم المجوهرات؟
- بعدها أخذت أكثر من شهادة منها شهادة GIA الأمريكية، وشهادة من HRD البلجيكية في مجال الماس والأحجار الكريمة، كما أخذت شهادة دبلوم في تصميم المجوهرات من لندن، وآخر شهادة أخذتها هي الدكتوراه الفخرية في تصميم المجوهرات من البورد البريطاني.
فتحت أول محل لي في عام 2013 برأس مال صفر
متى افتتحت أول محل لك؟
- بدأت أعرض تقنيتي في معارض شبابية ومعارض صغيرة، من 2008، 2009، وأول محل افتتحته كان في 2013 وبالطبع أحدث ذلك جدلا بين التجار حينها، لأنني كنت أول امرأة تفتح محل ذهب ورأس مالها صفر، مجرد صور وورقة وقلم، فكان هناك استغراب شديد من التجار.
ما المواقف التي تعرضت لها؟
- مواقف كثيرة أعطتني دروسا، ومن هذه المواقف اني لا أقيم الشخص من ملبسه الخارجي، هذا الشىء الذي رسخ في بالي، كانت هناك واحدة من دول شرق آسيا وكان لبسها عاديا، بل أقل من العادي ، ويظهر انها بسيطة في حياتها وتعاملها وملبسها، حتى إني ظننت خطأ أنها قد تكون من الذين يعملون في المنزل، وكانت تسأل عن سعر الحلق، فقلت لها إن سعره 3000 دينار ، وكانت تجادل معي في السعر فقلت لها ان الحلق به لؤلؤ طبيعي ولا أستطيع التقليل من سعره، وبالفعل قامت بشراء الحلق وفوجئت بأنها دفعت المبلغ كاش وكان ذلك في عام 2014.
ما الصعوبات التي واجهتك؟
- من الصعوبات التي واجهتني مع المصانع التي كنت أتعامل معها وتستغلني لأني ما أفهم في مجال التصنيع، وأين أجد مصادر الذهب والأماكن التي أشتري منها، وأين أجد مصادر الأحجار الكريمة، ولما أشتري من التجار يبيعون بأسعار مضاعفة ترهقني، ومن الصعوبات التي واجهتني أيضا هو رأس المال القليل الذي بدأت به أولى خطواتي في هذا المجال، فالمجوهرات تحتاج إلى رأسمال كبير لا يقل عن نصف مليون دينار فيما فوق، وهذا من أكثر الأشياء التي أعاني منها، حيث لم أكن أمتلك مخزوناً وفيراً لا من الذهب والألماس والأحجار الكريمة.
موهبتي كانت الميزة التي أعطتني المجال في أن أصمم أي شيء
ما الدرس الذي علمته لك الحياة؟
- الموهبة التي حباني الله إياها كانت الميزة التي أعطتني المجال في إني أصمم أي شيء من أي خامات أمامي، ومصادر الإلهام أستطيع أن أخلقها وأسوي من خلالها أشغالا كثيرة.
كيف ترين مصادر إلهامك في كل ما تبدعين من تصاميم في مجال المجوهرات؟
- مصادر الإلهام كثيرة والحمد لله، منها المباني، المساجد، الكنائس، الشوارع، الحضارات شيء أساسي أني أبني منها مصادر إلهام، الطبيعة والزهور، حلو إن الإنسان كل مكان يزوره أو شيء جميل يراه يكون مصدرا للإلهام.
حدثينا عن أهم العناصر التي تستخدمينها في تصاميمك؟
- العناصر التي استخدمها في تصاميمي هي الأحجار الكريمة، الألماس، اللؤلؤ الطبيعي، وأستخدم كذلك بعض القطع التي يمكن أن تدخل في مجال التصميم.
ماذا قدمت للعروس من تصاميم، وهل هناك أشياء معينة كانت تطلبها العروس أو تعرضينها؟
- بالنسبة للعروس، لا نستطيع نصحها بشيء معين وماذا تلبس، حيث إن بيئتها ودولتها هي التي تحدد، وقد حضرت عرس ليبي، كانت تلبس أقل من كيلو، ولا بد أن يكون اللباس أصفر، وفي دول أخرى مثل بعض الدول العربية تجد البساطة الشديدة فقط خاتماً ودبلة، هذا كل ما تلبسه العروس، وعندنا في الكويت هناك طبقات وبيئات مختلفة، فالذهب الأبيض في بعض العائلات لا بد أن يكونا موجودا مع الألماس.
أيهما تفضلين في تصاميمك الذهب أم الألماس وأهم القطع التي تتعاملين معها؟
- المجوهرات التي أقوم بصياغتها المصممون يعرفون أو يحبون التصميم بالقطع الجريئة، بعضهم متخصص في القطع الملكية، أنا أحب القطع الكلاسيك، والتي يمكن أن تتوارث، أحب هذا النوع من القطع، أحب أن أصمم القطع الكبيرة، وأكون في قمة السعادة عندما تطلب الزبونة مني عمل طقم فخم، فأنا أحب الأشياء الكلاسيكية، ولدي عشق للذهب الشعبي الكلاسيك عيار 21، لكني أميل للألماس بشكل كبير جدا، وحبي للألماس يفوق حبي للذهب الشعبي عيار 21.
أجمل ما قدمته للعروس سواء في الكويت أو خارجها؟
- بالنسبة للعروس قدمت مجموعة الذهب، والتي تتكون من طقم شبكات الذهب عيار 21، وقدمت أيضا مجموعة الألماس وهو الأكثر، حيث إنني قدمت مجموعتين، والحمد لله وجدت قبولا شديدا.