نقد.. نقد.. نقد: نقد مسؤول.. نقد زوج أو زوجة.. نقد أسلوب حياة الناس حولنا.. نقد المجتمع.. نقد السياسيين.. نقد الجيران.. نقد فلان أو علان فقط لأنه مشهور!
نعم.. هناك أناسٌ يحبون النقد، وبأي طريقة يحاولون أن يختلقوا أسبابًا لينتقدوا! فهل تعلمون لماذا هذا الموقف السلبي؟!
بكل بساطة، هؤلاء لا يرون شيئًا جميلاً أو إيجابيًّا في الحياة.. نفوسهم دائمًا كئيبة.. إنهم بشر لا ينعمون برضا ذاتي ولا رضا خارجي؛ وذلك لعدم ثقتهم في أنفسهم وفيمن حولهم! يحسون دائمًا أن المجتمع ظلمهم، ولكن في الحقيقة هم الذين ظلموا أنفسهم!
أنا لا أقول إننا نحيا حياة رائعة سهلة مثالية، ولكن نحن نتعايش.. نعم قد يكون هناك ظلمٌ في عملك أو مشاكل مع معلم ابنك، أو قد عولجت على يد طبيب تعيس.. أو خالفك شرطي مرور وحدك ولم يخالف السيارة التي أمامك؛ لأنها لبنت شابة جميلة، وقد.. وقد.. وقد!!
ولكن هذا لا يعني أن نرى الأمور كلها من حولنا سوداء، وأن كلَّ المسؤولين والمعلمين والأطباء ورجال المرور و.. و.. سيئون وظالمون!
الدنيا فيها القبيح والجميل.. والتعايش هو الحل.. التعايش مع كل الأمور ومع من حولنا حتى لو كنا نختلف معهم.. التعايش سيجعلنا نرى الظلم مسألة وقتية، ولابد أن تنتهي.. التعايش سيجعلنا نرى الأمور بسيطة، ونرى الأيام أجمل ونعيش بنفس راضية، بل ننجح ونتقدم ونبتسم للدنيا.. ثم من قال إن الذين ينتقدون أناسٌ ذوو عطاء أو على ثقافة كبيرة أو علم أو خبرة عريقة؟!
النقد والتعليق السلبي.. أسلوبا حياة للضعيف والمغرور والحاقد وأيضاً للبليد.. النقد الصحيح هو أن تصلح ما تراه خطأ، لا أن تعلق وتهيج الرأي العام وتستمر في النقد المزمن!
أكتب كل ذلك لهدف.. فكثيرٌ ممَّن حولي من أبناء وطني ينتقدون بنية الشوارع.. الزحمة.. الحكومة.. الوزراء.. المجلس.. المستشفيات.. ولا يرون في وطنهم الكويت شيئًا جميلاً!
وأقول لهم:
يا من تنتقدون: ماذا قدَّمتم للكويت؟!
لقد لازمكم النقد المزمن لدرجة أنكم أصبحتم طاقات سلبية في المجتمع.
وأقول لمن يحبون الكويت:
أعطوا لها.. قدِّموا لها.. أصلحوا الخطأ.. وعدِّلوا المُعوَّج بأسلوب راق؛ لأن الكويت أعطتنا الكثير الكثير.. أعطتنا البيت والسقف.. الأمن والأمان.. الحياة الرغدة والحرية بألوانها.
في كلمة محبة:
«أحبوا الكويت.. أحبوا وطنكم»!