فنمقابلات

برامج الكاميرا الخفية .. بين الفبركة وكوميديا الرعب السوداء

اعتاد المشاهد العربي منذ سنوات طويلة في رمضان أن يشاهد برامج الكاميرا الخفية التي كانت ترسم البسمة على شفاه الجماهير

وبدأها الفنان الراحل فؤاد المهندس مع إسماعيل يسري، وكانت تتميز بالمقالب الخفيفة المضحكة حول سلوكيات الناس في الشارع والسؤال

عن عنوان معين أو القفز من حائط ورقي وسط الجلسة فتحدث خضة خفيفة تنتج عنها كوميديا دون أن يتعرض الضيف للأذى النفسي أو البدني.

من فؤاد المهندس لإبراهيم نصر لرامز وهاني

وتطورت الكاميرا الخفية مع إبراهيم نصر وهو أشهر من قدمها لسنوات طويلة،

فكانت تدور أحدائها في محلات الملابس ويتم غلق المحل على الزبون لانتهاء الدوام مثلا أو طرح أسئلة خفيفة على أناس بسطاء ويتم إيهامهم

بأنهم فازوا بثلاجة أو تلفزيون أو بوتاجاز وتصل سيارة نقل حاملة كرتونة ضخمة لإيهام الضحية التي يطلب منها دفع قيمة نقل الجائزة

وإلا تسحب منه فيدفع ضحية المقلب على اعتبار أنها قيمة بسيطة مقابل الجائزة الكبيرة،

وعندما يتم فتح الكرتونة الكبيرة نجد بداخلها سلة مهملات بمبلغ بسيط، وفي الوقت الذي يصرخ فيه الضحية بأنه خدع يقوم إبراهيم نصر وفريقه بالرقص وتقديم التهاني بالفوز مع الموسيقى،

فكنا نضحك وفي النهاية يعاد المبلغ للضحية ويشاركهم الرقص، أو تجد إبراهيم نصر ينتظر مع فريق موسيقي أمام أحد الحمامات في الفنادق

وبمجرد خروج أحد من الحمام يتم عمل زفة له وتهنئته على نجاحه في مهمته وسط دهشة كبيرة من الضحية، هذا بخلاف شخصية زكية زكريا تلك المرأة الشمطاء التي قدمها إبراهيم نصر في عشرات المواقف الكوميدية،

ونجاحها ومنح إبراهيم نصر بطولة عدد من الأفلام مثل زكية زكريا في البرلمان، وهذا النجاح أغرى الكثيرين بتقليده فظهرت برامج مثل «اديني عقلك»

وغيرها لم تكن الضحية تتعرض للأذى أبدا، بل كان إبراهيم نصر يتم ضربه شبه يوميا من ضحايا مقلبه، وكان هؤلاء الضحايا من الناس العاديين في الشوارع.

 

رامز وهاني وكوميديا الرعب

وقبل سبع سنوات ظهر رامز جلال في برامج المقالب والكاميرا الخفية التي ترصد لها الملايين.. من هذه البرامج «رامز بيلعب بالنار» في 2016 و«رامز واكل الجو» في 2015 و«رامز قرش البحر»

في 2014 و«رامز عنخ آمون» في 2013 و«رامز ثعلب الصحراء» في 2012 و«رامز قلب الأسد» في 2011 واعتمد رامز على استضافة

المشاهير ووضعهم في مواقف مرعبة خطرة كمواجهة الأسد أو سمك القرش في البحر أو دخول مقبرة وظهور أفعى كبيرة

للضحية أو تعرض الطائرة للسقوط أو اشتعال النيران في المكان، لنرى النجوم في حالة بكاء وهيستريا وهلع وتتحول الحلقة إلى

وصلة من الشتائم والبذاءات القذرة التي لا تصلح للعرض فيتم وضع صفارة مكان الشتيمة، ومع ذلك تفلت بعض الألفاظ التي تدخل بيوت الأسر العربية.

وأغرى نجاح رامز هاني رمزي في الدخول على الخط في برامج الكاميرا الخفية،

ويقدم هاني هذا العام هز الجبل وفيه تتعرض الضحايا إلى حادث وهمي ينتج عنه تعلق السيارة على حرف الجبل

وهي على وشك السقوط، وطبعا موقف يضع النجم في حالة هيسترية وشتائم لا حصر لها، لدرجة أن إحدى النجمات بعد أن

عرفت بالمقلب قالت نزلوني قربت اعمل حمام على نفسي، وكثير من هذه المقالب يكون النجوم على علم بها ربما ليس بالتفاصيل،

لكنه يعلم أنه في برنامج مقالب وهذا يظهر من ردود أفعال بعض النجوم الباردة أي في النهاية مجرد فبركة وضحك على المشاهدين بهدف جني الملايين من الإعلانات التي تنهال على القناة ويحصدها مقدم البرنامج

وأيضا الضحايا يظهرون فيها بمقابل كبير جدا.

وللأسف المشاهد العربي يعاني من الازدواجية ففي الوقت الذي يهاجم فيه مثل هذه البرامج يحرص على مشاهدته وليس أدل على ذلك م

ن أن برومو رامز تحت الأرض حقق نسبة مشاهدة 5 ملايين على اليوتيوب في 12 ساعة فقط.

 

أحد مشايخ الأزهر:

برنامج «رامز تحت الأرض» حرام شرعاً

 

تحريم البرنامج

وصل الأمر إلى تحريم البرنامج شرعا، حيث قال عضو رابطة خريجي الأزهر الشيخ السيد سليمان:

«البرنامج حرام لسبب واضح هو أن رامز من خلال برنامجه يقوم بتخويف ضيوفه، وهذا حرمه الله ومنعه الرسول صلى الله عليه وسلم».

واستند الشيخ السيد سليمان إلى الآيتين الكريمتين: }وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ{، }.. وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا

{، لافتا إلى أن الضيف يقوم بالسباب بعدما يفقد أعصابه، وهذا أيضا لا يقوم به المسلم وحرام شرعا.

وأشار إلى أنّ تسامح الضيوف مع مقدم البرنامج والمنتجين هو فقط تنازل عن الحق الشخصي، لكن العمل يبقى محرم شرعا.

ونبه الشيخ الأزهري السيد سليمان إلى أن الفقه يرفض الأذى للحيوان فما بالك بالإنسان؟ كما أن المقلب يمكن أن يؤدي إلى الموت في حالة إصابة أحد الضيوف بمرض خطير.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق