بطل العالم في الـ جت سكي محمد بوربيع
كرَّمه سمو أمير البلاد وأشاد بإنجازاته
بوربيع لـ «أسرتي»: بطولة العالم في أريزونا وضعت الكويت على الخريطة العالمية لسباقات الجت سكي
أحد شباب هذه الديرة ونبت طيب من أبنائها، لا يذكر اسمه إلا وذكرت البطولات والأوسمة والنياشين الرفيعة التي تتحدث عن إنجازاته المشرفة، ورغم عمره الذي لم يتجاوز 29 عاما، إلا أن إنجازاته وضعته في مصاف الأبطال العالميين الكبار.
حاز تكريم رفيع واستقبال خاص من سمو أمير البلاد، وكان مصدر فخر للكويت والوطن العربي.
إنه نجم الدراجات المائية وبطل العالم والكويت لسباقات «الجت سكي» محمد بوربيّع، حيث تحدث خلال استضافته بمقر بيت السدو في الكويت عن مسيرته المائية الحافلة ومشاركاته الداخلية والخارجية وكذلك الإنجازات التي حققها على جميع الأصعدة المحلية والعالمية.. وإليكم تفاصيل اللقاء:
تشجيع شقيقي وعشقي للبحر والحياة المائية من عوامل نجاحي
بداية.. نود أن نتعرف على خطوات دخولك إلى العالم المائي وارتباطك بالبحر.
– كانت بدايتي مع الدراجات المائية عند سن الـ 17 عندما كنت ملازماً لشقيقي في حضور سباقاته وتدريباته؛ مما شجعني على السير قدماً في هذه الرياضة, فبدأ أخي يدربني على أساسيات اللعبة.
وفي عام 2006 شاركت في أول بطولة محلية لي فئة المبتدئين (تحت 18 سنة) وحصلت على المركز الأول في الـ 6 جولات التي تحتويها البطولة.
الحمد لله، البداية كانت قوية موفقة، كما أن تشجيع شقيقي ومجهوده معي في التدريب وعشق البحر والحياة المائية من عوامل نجاحي.
حدثنا عن أولى مشاركاتك الخارجية.. وكيف كان الاستعداد لها؟
– فيما يتعلق بالمشاركات الخارجية التي كانت في عام 2006، فقد سجلت أول مشاركة لي على المستوى الخليجي في البطولة الخليجية التي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة، وحققت المركز الثالث في الترتيب العام فئة (الستوك).
وفي عام 2007 شاركت في أول بطولة عالمية في ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأميركية، وحققت المركز الأول وتوجت بطلاً للعالم في فئة (الستوك).
وطبعا كان الاستعداد لهذه المشاركة جيدا، وكانت الروح المعنوية مرتفعة خاصة بعد بطولة الإمارات التي أعطتني حافزا قوية وثقة بالنفس.
ما وجه الخطر في رياضة الدراجات المائية؟ وهل هي بالفعل رياضة خطرة؟ وما المستلزمات أو الاستعدادات الواجب توافرها للمتسابق؟
– رياضة (الجت سكي) من الرياضات الخطرة؛ فهي تتطلب حذراً شديداً في التعامل مع الدراجة وكيفية استخدامها, لذا يجب على كل متسابق توفير شروط الأمن والسلامة للدخول إلى السباق, مثل ارتداء الخوذة لحماية الرأس وكذلك سترة النجاة المخصصة لخوض السباق التي تقي المتسابق من حالات الغرق في حال وقوعه,
بالإضافة إلى التمتع بوزن مثالي حتى لا يشكل ثقلاً على الدراجة ويبطئ من سرعتها، كما يستلزم أن تكون لياقته كبيرة للقدرة على مواصلة السباق؛ لأن بعض السباقات تتطلب جهداً ووقتاً كبيرين، لذا على كل متسابق أن يمارس التدريبات البدنية والحركية التي تؤهله لدخول السباق.
ما أصعب بطولة شاركت فيها وكانت حدة المنافسة عالية؟
– بطولة العالم التي أقيمت في اريزونا عام 2009 تعتبر من أصعب البطولات التي شاركت فيها، حيث وجود متسابقين عالميين على خبرة عالية جدا، ولكن الحمد لله أثبت وجودي وحققت مركزا متقدما للكويت وسط هؤلاء النجوم العالميين.
اذكر لنا مجمل إنجازاتك خلال مسيرتك المشرفة مع رياضة الجت سكي؟
– لله الحمد أولا وأخيرا أن وفقني لتحقيق إنجازات رائعة باسم الكويت، فقد حققت العديد من الإنجازات على المستويين المحلي والخارجي:
في الكويت حققت لقب بطل موسم 2006 لفئة مبتدئين بسباق (ستوك), وفي 2007 كنت بطل موسم فئة محترفين (ستوك) والمركز الثاني في فئة محترفين (سوبر ستوك)، وفي 2008 و2009 توجت بطل موسم فئة محترفين (ستوك) وفي 2010 حققت المركز الثاني فئة محترفين (ستوك).
أما على المستوى الخليجي في الإمارات، ففي موسم 2006/ 2007 حققت المركز الثالث لفئة محترفين (ستوك)، وفي موسم 2007/ 2008 حصدت المركز الثاني في فئة المحترفين (ستوك)
والمركز الأول موسم 2008/ 2009 في فئة محترفين (ستوك) حيث حصلت فيه على أول إنجاز في الجولات السبعة (نقاط كاملة)، والمركز الثاني في فئة محترفين (سوبر ستوك), وفي موسم 2009/ 2010 حققت لقب بطل الموسم لفئة المحترفين (ستوك), وموسم 2010/ 2011 حققت المركز الثاني لفئة محترفين (ستوك) والمركز الرابع للمحترفين (سوبر ستوك).
وعلى الصعيد الآسيوي: في عام 2010 حققت المركز الثاني والميدالية الفضية لبطولة آسيا للدراجات المائية فئة (محترفين أوبن).
وعلى المستوى العالمي كنت أول متسابق عربي يشارك في بطولة عالمية تقام ليلا وفيها حصلت على المركز الرابع.. أما في بطولة العالم التي أقيمت في ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأميركية، فقد أحرزت المركز الأول عام 2007 لفئة محترفين (ستوك), وفي 2008 حققت المركز الأول لفئة محترفين (ليميتد), وفي عام 2009 حققت أربع ميداليات ذهبية في بطولة واحدة في نفس الموسم وفي أربع فئات مختلفة، وهذا يعتبر أول إنجاز قياسي يتم تحقيقه، وفي عام 2010 حققت 4 ميداليات ذهبية و2 برونزية، وفيها حطمت الرقم القياسي في العالم، وارتفع رصيد الكويت للدراجات المائية إلى المركز الأول متساوياً مع الولايات المتحدة الأميركية بعدد النقاط في الترتيب العام، مع العلم أن الكويت تشارك بـ 6 لاعبين فقط وأميركا بـ 24 لاعباً.
حدثنا عن المشاكل التي تواجهك كمتسابق أثناء البطولات؟ وكيف يتم التغلب عليها؟
– المشاكل الميكانيكية من أكثر المشاكل التي تواجه أي متسابق في هذه اللعبة؛ لأن رياضة المحركات تحتاج إلى صيانة دائمة مباشرة قبل السباق وبعده.. والمشكلة الأخرى هي طريقة شحن دراجاتنا المائية الى البطولات العالمية التي تقع في الولايات المتحدة بسبب هبوط الطائرة في عدة أماكن مختلفة (الترانزيت) مما يعمل على صعوبة نقلها وتأخر وصولها، كذلك عدم تمكننا من المشاركة في البطولة التي تقع في تايلندا فلا يمكننا أن نقوم بشحن دراجاتنا إلى هناك، ورغم ذلك نبذل جهود غير عادية مع فريق العمل للتغلب على معظم المشاكل خاصة المشاكل الميكانيكية وصيانة الدراجات.
ما أصعب شيء واجهته في البطولات خاصة الخارجية؟
– أن يكون هناك عطل فني في الدراجة قبل السباق في الوقت الذي نقوم فيه بتجربة الدراجة، ولا يسعفنا الوقت لتصليح هذا العطل.
ما البطولة التي تستعد لها حاليا والتي تعد إضافة إلى رصيدك السابق؟
– بطولة العالم التي ستقام في الولايات المتحدة في شهر أكتوبر القادم، وكذلك بطولة تايلند في نوفمبر القادم.
ما أهم العروض الخارجية التي حصلت عليها وتعد تميزا لـ «محمد بو ربيع»؟
– العرض الذي حصلت عليه من الفريق التايلندي الذي كان يرغب في انضمامي إليهم، وأن أمثل فريقهم لكني لم أوافق، وأيضا العرض الذي جاءني من قبل المتسابق الإيطالي فابيو الذي كان بطلا منذ 2005 حتى 2008 حيث انتزعت منه اللقب، وفي عام 2009 أتى إليّ قبل السباق في المرحلة الثانية من البطولة التي كنت المتصدر فيها وعرض علي مبلغا ماديا كبيرا لكي يتسنى له الفوز عليّ بالسباق ويسترجع اللقب الذي حرمته منه، لكني أشرت إليه أن السباق هو الفاصل بيننا، وبالفعل تمكنت من التغلب عليه ونيل لقب بطل العالم الذي كان يتمناه، وهذا يعد من أطرف المواقف التي حصلت معي خلال تلك العروض.
ما الذي يميز البطل محمد بوربيع صاحب الألقاب العالمية في رياضة الجت سكي؟
– ربما يميزني أنني أول عربي حصل على العديد من السبونسرات من مصانع عالمية لإكسسوارات الدراجات المائية مثل «ريفا، ووركس، واجتتريم»، وهي شركات أميركية.
أشكر الهيئة العامة للشباب والرياضة على دعمها المتواصل خلال المشاركات العالمية
هل هناك من يقدم لك دعما خلال البطولات الخارجية من جهات حكومية أو شركات راعية؟
– نعم.. هناك من يشجعنا بتقديم الدعم اللازم خلال المشاركات الخارجية، فقد تلقيت الدعم الأول من هيئة الشباب والرياضة عام 2008، وما زالت الهيئة تتكفل بهذا الدعم من خلال توفير تذاكر السفر – رسوم الاشتراك في السباق – السكن – المصروف اليومي»، وأنا أغتنم هذا اللقاء مع مجلة «أسرتي» لأقدم الشكر للهيئة العامة للشباب والرياضة على دعمها المتواصل.
كيف يتم نقل الدراجات المائية الخاصة بالفريق؟ وكم هي الفترة التي يحتاجها المتسابق حتى يتعرف على البيئة التي سيشارك فيها؟
– يتم نقل الدراجات المائية عن طريق البر من خلال السيارات إذا كانت البطولة في دول مجلس التعاون الخليجي، أما في البطولات العالمية فيكون النقل جويا عن طريق الطائرات.. أما البيئة التي سيشارك فيها المتسابق فيتم التدريب والاستعداد المسبق ونزول المتسابق قبل السباق بيوم لمعرفة الأوضاع والبيئة التي سيشارك فيها. كذلك يقوم بفحص دراجته للتأكد من سلامتها قبل خضوعه للسباق.
ما مدى إقبال الشباب الكويتي على هذه الرياضة وقدرته على المشاركة في البطولات؟
– الشباب الكويتي عاشق للبحر بفطرته وللرياضات المائية، لذا يوجد إقبال شديد على هذه الرياضة، وعادة ما يجذب الشباب هو المتعة وحب المنافسة ومتابعة السباقات, ويتم اختيار المتسابق من حيث تحقيقه الإنجازات في الصعيد المحلي من قبل النادي البحري، كذلك من أهم الشروط التي يجب توافرها لدى المتسابق التزامه بالأخلاق العالية وتحليه بالروح الرياضية، وكذلك يجب ان يتسنى للمتسابق عدة أمور مثل اللياقة البدنية العالية من خلال التدريبات الرياضية البدنية.
هل هناك رابطة أو منتخب أو اتحاد كويتي رسمي يضم اللعبة؟
– للأسف، ليس هناك اتحاد رسمي بل ينضم الفريق تحت مظلة النادي البحري، ويمارس اللعبة والمشاركة باسمه.
من المعروف أن الكويت منافس قوي في هذه اللعبة.. فهل من دول الخليج العربية من ينافس الكويت في هذا المجال؟
– طبعًا دولة الإمارات العربية المتحدة، من الدول التي تهتم بالرياضات البحرية وتوفر الإمكانات للاعبيها وهي منافس قوي للكويت في هذه الرياضة.
ما دور الإعلام في تشجيعكم؟ وهل ترى تقصيرا إعلاميا تجاه هذه الرياضة بالذات؟
– في البداية كان هناك تقصير ولم يكن هناك أي تغطية إعلامية، ولكن بعد تحقيقنا العديد من الإنجازات العالمية، وبروز علم الكويت عالميا على منصات التتويج أصبحت هناك تغطية، لكن ليس بالمستوى المطلوب الذي يعطي إنجازاتنا حقها.
ما الأماكن المتوافرة والمفضلة لممارسة هذه الرياضة محليا وخارجيا؟
– محليا يعتبر النادي البحري هو أفضل مكان، حيث يمكننا التدرب في مضمار السباق المغلق، أما خارجيا فتعد بحيرة «ليك هافيسو» التي تقع في الولايات المتحدة في اريزونا التي تحتوي على المياه العذبة من أجمل الأماكن للتدريب وإقامة السباقات.
أحلم بإنشاء مدرسة لتعليم قيادة الدراجات المائية وكيفية دخول السباقات
ما مشروعاتك المستقبلية لتطوير الرياضة؟
– لي نظرة مستقبلية في هذا الموضوع، سأقوم بإنشاء مدرسة لتعليم وتدريب قيادة الدراجات المائية، كذلك تعليم كيفية دخول السباقات والمشاركة فيها.
من خلال خبرتك في هذا المجال.. كيف ترى سبل تطوير هذه الرياضة والارتقاء بها؟
– ان يقوم النادي البحري بزيادة اهتمامه بهذه الرياضة، كذلك زيادة عدد الجولات التي تقام في البطولة ليتأقلم المتسابق على السباقات الطويلة، ويكون مهيأ للمشاركة خارجيا.. وأخيرا، زيادة الدعم المادي والرعاية التي تكفل المتسابق وتقوم بتطوير هذه الرياضة التي تستلزم الأموال الطائلة للتطوير من مستوى الدراجات.
أجرى اللقاء: أشرف ناجي