«حجاب» فيلم إماراتي وثائقي، يأخذ المشاهد في رحلة عبر 80 دقيقة إلى مجموعة من الدول الإسلامية، إضافة إلى بلدان أخرى يمثل فيها المسلمون قلة ليفند الصورة النمطية الشائعة عن ارتباط غطاء الرأس بقهر المرأة.
تناول العمل بشكل تحليلي مختلف الآراء حول قضية غطاء الرأس، لينتقل تدريجياً للعمق فيقدم الجانب التاريخي له منذ العصور القديمة حتى الوقت الحاضر في الثقافات المختلفة حول العالم.
يتعرض الفيلم لكيفية تأثير الحجاب في العلاقات بين النساء والرجال، ويظهر آراء العديد من العلماء والمختصين البارزين الذين تناولوا غطاء الرأس من الجانب التاريخي والديني في الأديان السماوية الثلاثة وكذلك في الموروث الثقافي، بالإضافة إلى طرح آراء السياسيين ووجهات نظرهم حول ارتباط هذا الرمز في مفهوم الناس بالمجتمع الإسلامي. كما تتحدث من خلال العمل مجموعة نساء مسلمات يعشن في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة الأميركية، وعواصم أوروبية أخرى، عن الشعور بالراحة الذي يمنحه لهن ارتداء الزي الإسلامي، وعن أسباب ارتدائه، وكيفية استجابة الأخريات لهذا.
الفيلم الذي هو فكرة وإنتاج «الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان «كان قد شارك في العديد من المهرجانات الدولية وحاز اهتمام الكثيرين من المختصين بصناعة السنيما والإعلاميين والنقاد بعد عرضه في العاصمة البريطانية لندن، والولايات المتحدة الأميركيةودبي.
قالت عنه الناقدة السينمائية
«جينفر ميرين»:
خلال مقابلاتٍ شخصيةٍ مصورةٍ بعدسة الكاميرا، يتحدث أكاديميون ورجال دين عن معنى الحجاب، موضحين أنه يُستخدم لإخفاء وحماية روح المرأة وعقلها وجسدها.
وأضافت:
يتناول العمل المناظرات السياسية والثقافية الخاصة بارتداء الحجاب، مبيناً بوضوح شديد أن الحجاب قد أصبح مؤشراً يستهدف المرأة المسلمة ويُعَرِّضها للتمييز العنصري.
وأكدت الكاتبة البريطانية «جيني كيرمود» في الموقع الإلكتروني «عين على الفيلم» أن الفيلم حقق نجاحات ملموسة في تقديم المحتوى؛ منها القدرة على خلق التوازن بين الأبعاد والقضية نفسها.
وقالت:
أرى أن النجاح الثاني الذي يحسب للفيلم هو تركيزه المؤثر على عمل عدد من النساء اللواتي يرتدين الحجاب، وهؤلاء بالفعل جديرات بالاهتمام وتسليط الأضواء عليهن، ومن المحزن حقاً ألا يحظين بهذا الاهتمام في الواقع.
شارك في إخراج «حجاب» ثلاثة مخرجين هم السوري مازن الخيرات، والإماراتية نهلة الفهد والبريطاني أوفيديو سالازار. ويعد الأخير من أشهر مخرجي الأفلام الوثائقية وله عدة أعمال مثل «رحلة إلى مكة» للممثل البريطاني بن كينغسلي والغزالي.. كيمياء السعادة».
مقابلات مع صناع الفيلم
صرح المخرج مازن الخيرات قائلاً:
استغرق العمل على الفيلم سنوات ليخرج على هذا النحو. وهو فيلم وثائقي قائم على بحث ومعالجة، قدمنا من خلاله معلومات أكاديمية كأساس لمناقشة موضوع الحجاب، وجاءت على شكل مادة فيلمية تعليمية تعريفية للمشاهد الذي تنقصه المعلومة.
وأضاف:
خلف العمل رؤية ورسالة تعكس رؤيتنا كأشخاص ننتمي لمنطقة الشرق الأوسط، وهي أن قضية الحجاب هي أبسط بكثير مما يعتقده الآخرون، إذا ارتضت المرأة ارتداءه في أي من الديانات فلها كامل الحرية ويجب ألا نثير ضجة حوله.
وأرجع الخيرات نجاح الفيلم إلى الطريقة الموضوعية التي طرحت بها قضية غطاء الرأس وعدم تبني أي من الآراء، إضافة إلى الصورة الجيدة، وبعد العمل عن الأسلوب التقليدي الاستقصائي.
وفي السياق نفسه، قالت المخرجة الإماراتية نهلة الفهد:
«توزعت الأدوار بيننا كمخرجين ثلاثة على مدى سنوات ما بين عملية التصوير، والمونتاج ووضع اللمسات النهائية للفيلم، وكانت رؤية كل منا تؤخذ بعين الاعتبار. وأنا أشعر بالسعادة للمشاركة في هذا العمل، الذي يعد إنجازا إماراتيا عظيما».
وأشار سالازار إلى أنه يرى أن غطاء الرأس يعكس احترام الفرد لخالقه وهو ليس مقصورًا تاريخيًا على المرأة فقط. ويضيف:
فكرة الفيلم ترجع لسمو الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، التي أنتجته أيضًا بميزانية ضخمة، وقد استغرق نحو ثماني سنوات في إعداد المادة الفيلمية للعمل، وتصوير وإجراء المقابلات في تسع دول في ثلاث قارات.
تأهل «حجاب» لجائزة أفضل فيلم وثائقي في الدورة الثامنة والثمانين لجوائز الأوسكار لهذا العام وسط مائة وأربعة وعشرين فيلمًا.
حصد جائزة أفضل فيلم وثائقي في المهرجان السينمائي الدولي في جاكرتا باندونيسيا والذي أقيم في نوفمبر الماضي.
شارك الفيلم في العديد من المهرجانات السنيمائية كمهرجان كارمل السينمائي الدولي في الولايات المتحدة الأميركية، مهرجان دبي السينمائي الدولي، مهرجان جايبور السينمائي بالهند. وسيشارك في مهرجان فيرمونت للأفلام بكندا في شهر مارس المقبل.
«أسرتي» في كل مكان
دبي – غادة الصاوي