حكايات من الزمن الأخضرمقالات

حكايات من الزمن الاخضر – واقع أم خيال؟!

أعزائي:

عندما يطول غياب أحد الأحباء ولا أمل في عودته.. أكيد أدرك أنه فراق أبدي،

 

نحن على الأرض نمشي وقد نستمتع بالحياة وقد تضيق بنا أحيانا، فيلفنا الشوق الى أولئك الغائبين، لا نصل إليهم ولا يقتربون منا؛ لأنهم في عالم الغيب وهم أقرب الى خالقنا.

أستمر في كثير من الأوقات بشوق وحاجة لأن أحادث أيًّا منهم ويلفني الشوق الى أمي..

حنانها الذي عززته بشراييني، وكرمها الذي أغرقتني به، لا وسيلة للقائها أو التواصل معها، هي عند خالقها ولعلها في مكانة رفيعة أفضل مما كانت به هنا.

بعد الفجر أخذتني غفوة ونادرا ما أتذوقها وإذا بي أجدها أمامي جالسة بشخصها وهيئتها الجميلة،

ولباسها الأحمر الغامق المطرز بخيوط ذهبية وعباءتها على كتفها تحيط جزءا من جسدها الطاهر..

مبتسمة، فرحت برؤيتها، فسألتها أمي أو «يمه» كما أناديها، أنا لي عمل بودي أن أوصل الرسالة البيضاء التي بيدي لمكان وجهة معينة، ما أرق جوابها «أنا جيتك وين ما تبين أروح معاك».

امتلأ قلبي بفرح شديد فاستيقظت بعد دقائق،

وتمنيت لو بقيت معها لأحادثها بعد فراق أبدي، امتد أكثر من 30 عاما،

ويا ليت كان والدي معنا بتلك الدقائق التي أهداها لي ربي، أحاطتني نشوة طوال اليوم حتى وأنا أكتب تلك السطور أسترجع الرؤيا القصيرة الممتعة.

تلك اللحظات أزاحت ثقل فراق يحيطني كثيرا بشوق إليهما، فأراني ربي كليهما بين وقت وآخر..

إنك كريم معطاء، كان ردها يشعرني بحمايتها حتى وهي في عالم الغيب.. ما أحلاها وما أجمل تعليقاتها!

أنتطر إطلالتك يا أمي.. فلا تتأخري عليّ.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق