حلمهن غيّر حياتهن فـتـيـات أفـغـانـيـات يقتحمن العالم بالروبوتات!
لم يكن لاجئات بقدر ما كنّ حالمات، وقعن بين ليلة وضحاها وسط احتلال متطرف لموطنهن، وقفن أمام العالم بأمل في عودة حلم، طموح، وطن، إنهن فريق الحالمات الأفغانيات للروبوتات، وتأسس فريق الروبوتات على يد سيدة الأعمال الأفغانية المستثمرة في التكنولوجيا رويا محبوب، حيث اشتهر الفريق المنحدر من مدينة هرات، غربي أفغانستان لأول مرة في عام 2017 بعدما فاز بجائزة في مسابقة دولية للذكاء الآلي.
وكان إنجازهن رمزا للنجاح وفخرا لتعليم الفتيات في أفغانستان، وعكف الفريق في عام 2020 على مساعدة المصابين بفيروس كورونا، بصناعة أجهزة التنفس الاصطناعي بتكاليف قليلة.
تهدف عضوات “فريق الفتيات الأفغانيات للروبوتات” إلى إتاحة الفرصة أمام المرأة للوصول إلى التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
بدأت الرحلة منذ أن تمكنت فتيات أفغانيات، من أعضاء فريق أفغاني يعمل في مجال علم التحكم الآلي وتطوير الروبوتات (البشر الآليين)، من الوصول إلى قطر بعد معاناة للخروج من البلاد، إثر سيطرة حركة طالبان على الحكم.
عقب إجلائهن من كابول إلى الدوحة في أغسطس 2021، وجد فريق “الفتيات الأفغانيات للروبوتات” منزلا جديدا لهن في المدينة التعليمية بمؤسسة قطر، والتحقن ببرنامج الجسر الأكاديمي، التابع للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، ويتطلعن للتقديم على الجامعات في وقت لاحق من هذا العام.
”الحالمات الأفغانيات” هو الاسم غير الرسمي الذي أطلقه الفريق على نفسه، فالفتيات الأربع هن أولى الفتيات في عائلاتهن اللاتي يتخصصن في دراسة العلوم، لكن هذا الأمر بالنسبة لهن ليس مدعاة للفخر، لأنه يشير إلى واقع أن الأجيال السابقة لم تكن لديها إمكانية الوصول إلى العلوم، رغم وجود الرغبة والاهتمام بدراسة هذا المجال.
فريق الفتيات الأفغانيات يعبرن دائما عن مدى حماسهن بشأن مشاريع الروبوتات التي يعملن على تطويرها حاليا، وشاركن بعضا منها، مثل “الروبوت الزراعي الذي سيساعد المزارعين على حصاد المحاصيل”، و”الروبوت الذي يستطيع الكشف عن الألغام الأرضية”، و”الروبوت الذي يعمل على تطهير الأشعة فوق البنفسجية”، و”الكرسي المتحرك الذي يمكن التحكم فيه عن طريق حركة العين”.
سمية فاروقي والدها ميكانيكي سيارات وكان مصدر حلمها
قالت سمية فاروقي، قائدة الفريق وإحدى أوليات العضوات لوسائل الإعلام: كان والدي ميكانيكي سيارات، وكنت أراقبه وهو يعمل في تصليح السيارات، وهو ما حفزني للعمل في مجال الروبوتات، أن اهتماماتي كانت مختلفة بالنسبة للفتيات الأفغانيات منذ أن كنت طفلة، وكوني الأكبر بين إخوتي، أردت أن أساعد والدي كلما أتيحت لي الفرصة.
وأضافت:بالنسبة لنا، العلم هو الأمل والطريق إلى مستقبل مشرق، آمل في المستقبل أن تصبح هناك إمكانية أكبر للوصول إلى التعليم من قبل الفتيات بحيث يصبح تخرجهن أمرا مألوفا وعاديا، سواء كان ذلك في مجالات العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، الرياضيات أو غيرها من التخصصات.
إلهام منصوري اكتسبت شغفها من الأفلام الوثائقية العلمية
كما أوضحت إلهام منصوري، إحدى عضوات الفريق، البالغة من العمر 18 عاما أنها اكتسبت شغفها بالروبوتات من خلال مشاهدتها للأفلام الوثائقية العلمية، وتأمل أن تعود لبلادها بعد التخرج وقد تغيرت الأحوال إلى الأفضل.
شابنام نورزاي تركت عائلتها وهي في سن الـ 15
وقالت شابنام نورزاي، وهي أصغر عضوة في الفريق: مع نشأتنا في أفغانستان، لم يكن هناك نموذج يمثل المرأة الأفغانية في مجال الروبوتات، لذلك شعرت أكثر بصعوبة هذه التجربة كونها لم يكن هناك من جربها من قبل، لكن كان يقال لنا إنه أمر صعب، لكنني فعلت ذلك وأقول لكل شاب وشابة يمكنك أيضا أن تحقق حلمك، ونأمل أن نشكل نحن مثالا يحتذى للآخرين.
وأضافت نورزاي: عمري كان 15 عاما فقط، وكان عليَّ أن أترك ورائي عائلتي وأصدقائي ومنزلي ووطني، كل ذلك في سبيل الحصول على تعليم جيد ومتابعة اهتمامي بالروبوتات، وهو ثمن باهظ جدًا وليس قرارا يجب على أي طفل أن يتخذه.
عايدة حيدربور أحبت الهندسة الرقمية بفضل لعبة «سوبر ماريو»
وقالت عضوة الفريق عايدة حيدربور التي أحبت الهندسة الرقمية بفضل لعبة “سوبر ماريو” منذ أن كانت طفلة، إنه “كان من الصعب جدًا” متابعة الحوادث في أفغانستان. ولكنها تأمل في العودة لفتح أول مدرسة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وتحلم حيدربور بأن تعمل يوما ما لدى شركة “مايكروسوفت” العملاقة للتكنولوجيا.
وقالت: “اعتاد جدي أن يسألني الكثير من الأسئلة حول جهازه اللوحي وهاتفه، الروبوتات جديدة في أفغانستان، خاصة بالنسبة إلى النساء”. وقد عملت والدتها مدرسة في مدرسة ثانوية للبنات، لكن المنشأة التعليمية لم تفتح أبوابها منذ سقوط كابول في أيدي طالبان.
وأضافت: إن حلمي هذا غير حياتي وفتح لي أبوابًا جديدة لاستكشاف العالم. سأكون دائما فتاة أفغانية تعمل من أجل أفغانستان ومستقبلها.
وعلى الرغم من مغادرة فريق الفتيات الأفغانيات للروبوتات لموطنهن، فإن التحديات التي تواجهها بلادهن تشكل مصدر قلق كبير لهن، ذكرت فلورانس بويا إحدى عضوات الفريق انهن كفتيات تركن وطنهن يطرحن سؤالا من سيحل المشاكل والتحديات التي تواجه أفغانستان إن لم يكن هن من يفعلن ذلك، كما أنهن تطلعن إلى افتتاح مدرسة للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضات في أفغانستان مستقبلا.
وقالت فلورانس بويا: لقد علمني العمل مع زملائي في فريق الروبوتات للفتيات الأفغانيات العمل الجماعي وكيفية احترام آراء الآخرين. لقد تعلمت أنه بغض النظر عما يحدث، يجب ألا أخاف أبدًا من النهوض مرة أخرى، والمحاولة مرة أخرى، والعيش مرة أخرى، وعلى أمل مرة أخرى.