السيـدة رانـو:
لم يصدقوا.. أن الأوركيد ينمو ويُزهر في الكويت
تحتل زهرة الأوركيد مكانة خاصة عند الصينيين فقالوا عنها «زهرة عطر الملوك»، ومن محميتها الطبيعية التي أطلقت عليها اسم «أوركيد هاوس كويت» أو «Kuwait Orchid House».
«أسرتي» التقت السيدة رانو من أصل روسي، ولكنها تجيد التحدث باللغة العربية، بل وأبهرتنا بحديثها باللهجة الكويتية، حيث إنها متزوجة منذ سنوات عدة من شخصية كويتية مرموقة، ومع تواجدها في الكويت لاحظت أن المناخ شديد الحرارة، والمساحات الصحراوية كبيرة، ولكنها أرادت أن يشع عالمها الأخضر نورًا وأزهارًا من منزلها، ولذلك لجأت إلى البحث عن أنواع الزرع المنزلي الذي يمكنها زراعته في منزلها، ثم قفزت بفكرتها إلى آفاق أعلى، حيث قررت أن تحول فناء منزلها إلى محمية طبيعية للأوركيد ولأنواع أخرى غريبة من النباتات.
زرعت أندر أنواع الأوركيد حيث لا يزيد قطرها على 2 مليمتر
في البداية، قالت السيدة رانو “كان لدي شغف بأزهار الأوركيد والزراعة عموما، أزهار الأوركيد من النباتات المزهرة المنتشرة في جميع أنحاء العالم، التي يتوافر منها مجموعات متنوعة ومختلفة من حيث الحجم والشكل والألوان الزاهية لأزهارها، ما يجعلها تعتبر من أهم نباتات الزينة حول العالم، التي تُزرع في المناطق المختلفة، وتستخدم زهرة الأوركيد في استخراج الفانيليا منها، وتستخدم بعض أنواع الأوركيد في الأدوية، والعلاجات العشبية”.
وأضافت:
”وزهرة الأوركيد غير تقليدية، وتتمتع بالجمال والغرابة في الوقت ذاته، حيث تعيش على ضفاف الأنهار أو فوق الجبال على ارتفاع 14 ألف قدم وبعضها يعيش وسط الغابات الممطرة الاستوائية والآخر في جبال الألب وغيره، في مناطق شبه صحراوية، ولكني أردت أن أهيئ لها بيئة مثالية تحاكي بيئتها الطبيعية، ولذلك أقمت محمية طبيعية للأوركيد منذ 8 سنوات، وصنع موطن بيئي لها يضم عددا من الأنواع المختلفة للاوركيد ونباتات أخرى جلبتها من مختلف دول العالم أثناء سفري، ووفرت سبل التبريد وتحقيق نسب الرطوبة المطلوبة في المحمية للنباتات في ظل حرارة الكويت الحارقة، وحققت المستحيل بزراعة زهور أوركيد صغيرة للغاية حيث لا يزيد قطرها على 2 مليمتر”.
زهرة الأوركيد من سماتها أنها تعيش لفترة طويلة
زهور الأوركيد على اختلاف أنواعها من النباتات التي يُقبل على شرائها كثير من الأشخاص في كل دول العالم، لرائحتها العطرة المميزة وتنوع ألوانها، فمنها الأبيض والوردي والأحمر والبنفسجي والبرتقالي، كذلك من سماتها أنها تعيش لفترة طويلة مقارنةً ببعض النباتات الأخرى.
زهرة «نعال السيدة» تحظى بشعبية كبيرة
وعن زهرة تبدو كحذاء السيدات ذي الكعب العالي، قالت رانو “إنها زهرة “نعال السيدة” التي تحظى بشعبية كبيرة بين عشاق أزهار الأوركيد، إذ تتميز برائحتها الجميلة ومظهرها الفريد الذي يبدو كحذاء ينمو على ساق واحدة مع بعض البتلات التي تبدو كشرائط مخملية حوله، وتتراوح ألوانها ما بين الأبيض المصفر والزهري والأرجواني”.
من أغرب الأنواع زهرة الأوركيد السيدة الراقصة
وعن زهرة أوركيد السيدة الراقصة قالت صاحبة “أوركيد هاوس كويت”:
”تمت تسمية زهرة أوركيد السيدة الراقصة على اسم أزهارها المميزة، فالجزء العلوي الصغير والحفة الكبيرة من الزهرة تشبه سيدة راقصة، وينمو نباتات أوركيد السيدة الراقصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في أميركا الجنوبية وأميركا الوسطى والمكسيك، وهذه الزهور الأوركيد الجذابة من أغرب الأزهار في العالم متاحة على مدار العام، وهناك عشرات الأزهار تنمو في كل فرع من فروع النبات، والزهور تأتي في مجموعة متنوعة من الألوان بما في ذلك الوردي والأبيض والأصفر والأحمر”.
وعن وقت تزهير الأوركيد قالت “الكثيرون يسألونني عن متى تظهر وردة الأوركيد، أقول لهم إن أوقات تزهير الأوركيد تختلف اعتمادًا على صنفها، وعلى الظروف المحيطة بها، إذ تُزهر أصناف الأوركيد المختلفة طوال العام، في أوقات مختلفة”.
وعن أكثر ما يثير دهشة رانو قالت:
”أستغرب عندما تصلنا هدية لزهرة الأوركيد، ويكون لدينا ولسوء رعايتنا لها تذبل، والأعجب أن تُرْمَى!، وبالتأكيد الكثير منا من قبل صادف هذا الموقف خاصة عندما تفقد أوراقها وفي النهاية نرميها بعيدًا؛ لأننا نعتقد أنها ماتت، وهذا ليس صحيحًا تمامًا”.
الأوركيد.. يُزرع على أسطح الاشعار ويصنع غذاؤه بنفسه
وعن كيفية زراعة الأوركيد قالت “يمكننا زراعة الأوركيد من غير وعاء كما في الطبيعية، وهذا ما طبقته في محميتي هنا، لأن الأوركيد في الطبيعية يكون حول الصخور، أو على سطح الأشجار، إذ تشق الجذور طريقها نحو الشقوق لتُثبت نفسها وتنمو، وذلك ولمحاكاة طبيعة الأوركيد زرعتها على رقائق من الخشب أو لحاء الأشجار وبالفعل نجحت في تحقيق البيئة الملائمة لها”.
وأكدت رانو أن معظم أنواع الأوركيد تصنع غذاءها بنفسها، فيما تعيش بعضها على المواد العضويّة الميّتة، كما تختلف نباتات الأوركيد عن أنواع النبات الأُخرى بالخصائص الهيكليّة المُرتبطة بالزهرة، وتختلف أيضا من حيث الخصائص الأخرى.
وعن أوركيد الفانيليا، قالت رانو:
”تعتبر أوركيد الفانيليا من الأنواع الاستوائية التي تتطلب درجات حرارة عالية ورطوبة لتزدهر في بيئتها الأصلية، وتعتبر زهرة الأوركيد هذه نباتًا يعيش على شجرة مضيفة دون الحصول على العناصر الغذائية منها، وتتسلق هذه الكرمة حتى قمم الأشجار بطريقة متعرجة، وتظهر أوراقًا طويلة عصارية على شكل رمح، والصبر هو متطلب لأولئك الذين يرغبون في حصاد قرون الفانيليا، حيث تستغرق النباتات ما بين ثلاث وخمس سنوات لتنضج من العُقل إلى إنتاج الزهور”.
زهرة أوركيد كاتليا يتراوح حجمها من 15 إلى 20 سم
أما عن أوركيد كاتليا Orchid، فأكدت أنه يتميز بألوانه المختلفة، وغالباً ما تسمى كاتليا ملكة بساتين الفاكهة. ولديها ثلاث كؤوس كبيرة متساوية الحجم، تشبه في مظهرها البتلات، بالإضافة إلى اثنين من الكؤوس الصغيرة الأخرى وأخرى أكبر وجذابة تسمى الشفة.. أزهارها بألوان مختلفة، ويتراوح حجمها من 15 إلى 20 سم. يمكن أن يصل امتداد ساقه إلى 30 سم.