مهنة ذكورية 100% ولن تقابل فيها إلا الرجال، ووجود النساء في هذه المهنة ما هو إلا نتيجة إصرار وجهد، هي قبطانة تتربع على عرش أعالي البحار، النساء معنا هنا يتحلين بالشجاعة والجرأة بامتياز، هنّ قبطانات من مختلف الدول العربية أخذن مكانهن كمنافسات في هذا العمل.
نجد بوشي أول لاجئة قبطانة لسفينة ألمانية
نجد أول لاجئة سورية، تعمل قبطانا في سفينة ألمانية سياحية، في مدينة تيرغنزي الألمانية، كان البحر جزءا مخيفا وقاسيا من رحلة اللجوء التي خاضتها وحيدة هربا من أوضاع سوريا الصعبة بعد اندلاع الحرب، لكنها تغلبت على ذكرياتها السلبية، وحققت لنفسها ولنساء لاجئات سوريات لقبا مشرفا.
وجدت نجد فرصة عمل في مخبز بالحي الذي كانت تسكنه، كان مالكها في حاجة لبائعة، خلال تلك الفترة أخبرها الزبائن بأن صاحب المخبز يملك شركة سفن سياحية، ونصحوها بالتقدم لعمل في إحداها على اعتبارها فرصة أفضل، بعدما رحب صاحب الشركة بالفكرة، وعرض عليها أن تشغل منصب محاسبة شاغراً ضمن إحدى السفن السياحية، قبلت به فوراً.
ثم عرض عليها المدير أن تتقدم بطلب للحصول على تدريب لقيادة السفن لتصبح كابتن، وبالفعل تقدمت بطلبها لاجتياز التدريب ونجحت في امتحانه لتصير بذلك الكابتن المرأة الأولى للسفينة في الولاية بأكملها. وتقول نجد “بدأت الغيرة تدب في نفوس البعض من الزملاء، ولكن رد فعل الزبائن من النساء خاصة أعطتني طاقة كبيرة” ، إذ كانت كثيرات يحضرن لمكان رسو السفينة لتشجيعها والتعبير عن دعمهن لها بعد انتشار قصتها.
تجد نجد أن العمل قبطانة للسفينة ممتع جداً ومليء بالتحديات، وتقول: “أتحدى الرجال من حولي ثم الطبيعة والرياح والأمطار”.
سحر راستي أول قبطانة إماراتية تتحدى البحر
تعتبر سحر الراستي أول إماراتية تعمل بالمجال الميداني قبطانة سفينة في شركة أبوظبي للخدمات الملاحية (سفين)، فالبحر حريتها ومصدر قوتها وعزيمتها التي لا تقل عن عزيمة الرجال.
يذكر أن سحر اجتازت برنامج تأهيل قباطنة السفن تحت 24 مترًا، كما أبحرت لأكثر من 1300 ساعة خلال ستة أشهر، بالإضافة لكونها أول إماراتية تجتاز دورة القانون الدولي للمساعدات والمناورات البحرية للمستويين الأول والثاني في الشرق الأوسط.
بدأ شغف سحر في عالم البحار والسفن عام 2015، فقد شغلت منصب مساعدة إدارية في موانئ أبوظبي، وتقول: “عشقت عالم السفن، وازددت شغفا بالمهنة وتحديا أكبر للتوغل في هذا المجال واكتشاف أسرار الملاحة البحرية، وأحجام السفن وكيفية طفوها وفنون قيادتها والقوانين البحرية التي يتم اتخاذها لسلامة حركة الملاحة البحرية”.
أول رحلة بحرية تصفها سحر بالصعبة، وتقول: “أحداثها محفورة في ذاكرتي، كانت فيها تحديات كثيرة، منها البعد عن الأهل، ودوار البحر الذي يصيب بالغثيان، كنت المرأة الوحيدة، وسيلة الترفيه الوحيدة هي السماح لي بالمكالمات الخاصة، خارج أوقات العمل، وكانت علامة فارقة في حياتي علمتني إيجاد الحلول الصعبة لأي تحديات”.
الأميرة سارة آل سعود تحصد لقب أول قبطان بحري ضابط ثان أعالي البحار
في إنجاز عملي جديد للمرأة السعودية، تمكنت الأميرة سارة آل سعود من أن تحصد لقب أول قبطان بحري ضابط ثان أعالي البحار، ومدير تطوير الأعمال البحرية في المنتدى البحري الدولي التابع لجامعة الدول العربية، والسفيرة الملكية للمنظمة العالمية للمرأة العاملة في القطاع البحري، والحاصلة على وسام الملك عبدالعزيز.
درست الأميرة سارة آل سعود في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري لتتخصص في الملاحة البحرية، وتقول الأميرة سارة: كانت هناك تدريبات شاقة جدا كان أساتذتي يخافون عليّ منها مثل التدريبات العملية للأمن الملاحي كالتجديف وقفزة الثقة التي تكون على بعد 10 أمتار لكني في الحقيقة قاومت خوفي وقمت بتأديتها في موعدها المحدد مع زملائي.
أول رحلة بحرية للأميرة سارة، كانت على متن الباخرة (عايدة 4) التابعة لهيئة النقل البحري المشغلة من قبل الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، رحلة داخلية تشمل قناة السويس وبور سعيد والغردقة وبضع فنارات، ثم رحلة خارجية إلى مدينة جدة، تعلق الأميرة آل سعود: “كان فخرا جميلا أن أقوم بربط الباخرة على رصيف ميناء بلدي عائدة إليه وأنا أولى القباطنة الإناث”.
مروة السلحدار أول امرأة قبطان بحري في مصر
كابتن مروة السلحدار، أول امرأة قبطان بحري في مصر، كشفت أن سبب اقتحامها لمجال النقل البحري، هو شقيقها الذي اقتحم هذا المجال قبلها، موضحة أنها خريجة الأكاديمية البحرية للنقل الدولي، حيث درست أولاً النقل الدولي، ثم قامت بتحويل دراستها الى النقل البحري، مشيرة إلى أنها أحبت العمل بهذا المجال بشكل كبير، منذ دراستها، ثم وجدته أكثر إمتاعاً بعد تخرجها.
تتذكر مروة رحلة حفل افتتاح الفرع الجديد لقناة السويس، قائلة: “أنا كقبطانة مصرية وعربية فخورة بمشارك هذا الاحتفال الذي رآه العالم، حيث بدأنا في عمل البروفات بمرور (عايدة 4) مع مجموعة من السفن في المجرى الملاحي للقناة الجديدة”.
تتمنى مروة أن يتعادل وجود المرأة إلى جانب الرجل في هذا المجال، خاصة أن نسبة الإناث العاملات في المجال البحري 2% على مستوى العالم. فلا بد من التنسيق بين المنظمات البحرية في التكافؤ بين الرجل والمرأة من خلال التضامن بين الحكومات والمنظمات الدولية، ورابطة المرأة العربية في المجال البحري.
رانيا الرحالي بطلة (الأشرعة) وقيادة السفن البحرية
رانيا الرحالي بطلة في رياضة الأشرعة وشاركت في دورة 2021 للألعاب الأولمبية بطوكيو، وهي أول تونسية تحصل على شهادة قبطان بحري، حيث بدأت دراستها بتخصص الآداب واللغة الفرنسية في الجامعة التونسية، ولكنها تحولت إلى المعهد المتوسطي لتلتحق بعالم قيادة السفن البحرية، وقادت لأول مرة باخرة بمفردها من (سردينيا) في إيطاليا إلى الساحل اللازاوردي بفرنسا مرورا بجزيرة (كورسيكا).
تقول رانيا: مهنة القبطان تحتاج منا الى التحلي بالصبر على المشقة، الصلابة في مواجهة المشاكل والتحديات، ولا بد من الفتاة ان تتحلى بالشجاعة والتواضع وروح المغامرة.
مريم العماري قبطانة مغربية فتح لها البحر آفاقه
المغربية مريم العماري خرجت من بلدة صغيرة في قلب جبال الأطلس تحمل الكثير من التحديات في مهنة تأخذها إلى عالم البحار، وتخرجت في المعهد العالي للدراسات البحرية بالدار البيضاء، احتلت القبطانة مريم المرتبة الأولى في دفعتها، بمشروع نهاية دراستها سفينة الشحن (سي إم أ سي جي إم لابيرسوز)، ثم عملت بطاقم الشركة الفرنسية (سي إم أ سي جي إم ماركو بولو).
وأصعب موقف عاشته، حين مرت السفينة التي أبحرت من ميناء طنجة المتوسط في اتجاه ساوثمبتون بالمملكة المتحدة من منطقة معروفة بكثرة تقلبات أحوال الطقس كان كل شيء يسقط في الباخرة بسبب هيجان البحر، وتقول مريم: “أدعو النساء لتحدي أنفسهن والتطلع نحو آفاق عمل جديد يمنح شخصية المرأة غنية، ويجعلها فخورة بكفاءتها ووجودها”.