استضاف مركز «حروف الثقافي» الكاتب والدكتور أحمد عبدالملك ليحدثنا حول رحلته بين ضفتين، من منظوره ككاتب وطبيب عائلة متخصص، وهي مُبادرة مكتبة صوفيا المجتمعية، تحدث فيها دكتور أحمد عبدالملك عن رحلته لمخيم اللاجئين الروهينغا.
والدكتور أحمد عبدالملك من الشخصيات الاجتماعية الناشطة في العمل التطوعي كطبيب ضمن هيئات تطوعية مثل جمعية العون المباشر، صندوق إعانة المرضى، الجمعية الطبية الكويتية، ومجموعة ليان الخيرية ورابطة طلبة الطب، علاوة على ذلك يعد د.عبدالملك من أبرز مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يستغل حساباته لنشر التوعية والثقافة الصحية، ليحارب من خلالها الخرافات الطبية، كما يقوم بتسليط الضوء على بعض القضايا المجتمعية، كما أن له العديد من المؤلفات.
وسرد الدكتور أحمد عبدالملك رحلته في مخيمات اللجوء ببنغلاديش التي يقطن فيها الروهينغا، وقال:
لدي تجربة مهمة على صعيد العمل الإنساني مع اللاجئين حيث زرت مخيمات اللجوء التي يقطن فيها الروهينغا في بنغلاديش، وكنت ضمن فريق طبي مهمته تقييم الوضع الميداني لإقامة مخيم طبي، ولقد وجدنا الأوضاع كارثية، حيث يفتقر الأطفال وكبار السن للغذاء والمأوى ويعانون من سوء التغذية، إلى جانب عدم امتلاكهم لوثائق سفر تمكنهم من العبور من المنطقة التي هم فيها.
وأضاف د.عبدالملك:
من أكثر المواقف المؤلمة التي مرت بي، قصة سيدة حامل كانت تعاني من نقص في الكالسيوم وأوصيت زوجها بضرورة أن تتناول منتجات الألبان والبيض، والذي صدمني بالإجابة بأنه لا توجد منتجات ألبان هنا، ما يدفعه القيام بطحن قشور البيض ليقدمها لها كطعام.
واستحضرت وقتها مباشرة قصة شاب كان قد جاء لي في العيادة بالكويت، وقال لي بأنه يتناول في كل يوم 7 بيضات، ولكنه يتخلص من صفار البيض، ليشعر بقيمة البيض.
وتابع د.عبدالملك: وكان هناك حالة لطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات في أحد مخيمات اللاجئين في بنغلاديش، تعاني من انتفاخ في الغدة الدرقية وخضعت لعملية جراحية كلفتها 300 ألف دولار أميركي، وقد تم توفير هذا المبلغ من خلال حملات تبرع أُقيمت عبر مواقع التواصل الاجتماعي شارك فيها أشخاص من جميع أنحاء العالم.
وحول دوافعه للعمل التطوعي، قال عبدالملك: من المعروف أن أبرز الدوافع للعمل التطوعي أن الله رزقنا من النعم ما لا تعد ولا تحصى، فالكويت خيرها كثير على مواطنيها، إذ توفر الدولة التعليم سواء في الداخل أو الخارج، العلاج، المأوى والمأكل إلى آخره، لذلك تحتم الإنسانية علينا مشاركة الناس جزءًا من هذه النعم التي أعطاها الله لنا للتعبير عن شكرنا لله على هذه النعم، وباعتباري طبيبا، فإن فرصا أكبر للمشاركة والتنقل تتاح لي.