سباق مع الوقت في تايلاند لقطات مع أبطال التحدي في إنقاذ «أطفال الكهف»
تصدرت قصة 12 طفلاً ومدربهم في تايلاند أو كما أطلق عليهم إعلاميا «أطفال الكهف»، منصات التواصل الاجتماعي وأصبحت حديث العالم والقضية التي شغلت بال الجميع، حيث تعود أحداث القصة إلى يوم 23 من شهر يونيو الماضي، حيث قرر مدرب ناشئين للعبة كرة القدم أخذ فريفه المكون من 12 صبيا تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما، للقيام برحلة استكشافية إلى أحد كهوف المنطفة الشمالية في تايلاند.
اهتمام عالمي بقصة أطفال الكهف
قصة أطفال الكهف انتشرت إلى النطاق العالمي، فيما بادرت دول مختلفة مثل الصين وبريطانيا وأميركا واستراليا وميانمارا، بعرض مساعداتها على الحكومة التايلاندية في عملية إنقاذ الأطفال.
تمكن اثنان من الغواصين البريطانيين من الدخول إلى الكهف والعثور على المفقودين في إحدى المناطق المرتفعة ووجدوهم في حالة إعياء شديد على بعد 4 كيلو مترات من مدخل الكهف.
تم تكثيف النشاط لمحاولة إنقاذ الفريق بعد تزايد المخاوف من زيادة منسوب المياه داخل الكهف بسبب هطول الأمطار المستمر، وقد تم تركيب خط للأكسجين لتقليل آثار زيادة ثاني أكسيد الكربون الناجم عن تنفس عدد كبير من الأشخاص في مساحة صغيرة كهذه، كما تم حفر آبار ثقبية داخل الصخر لتجفيف المياه وتصريفها إلى الخارج،
ونجحت أول عملية إنقاذ 6 من أطفال الكهف المحاصرين في كهف مغمور بالمياه، حيث تم إخراجهم ونقلهم إلى المستشفى وتم إنقاذ باقي الفريق في اليوم التالي.
الوفاة الوحيدة في العملية
وبعد مرور 4 أيام على العثور على الأطفال، توفي سامان، فرد البحرية المتقاعد الذي ترك وظيفته في أمن المطار للتطوع في عملية الإنقاذ، وذلك بينما كان يضع أنابيب هواء في طريق إمدادات تحت المياه.
الغواصان البريطانيان.. أبطال التحدي
الغواصان John Volanthen and Richard Stanton اللذان استطاعا قيادة فرقة إنقاذ الأطفال التايلانديين من الكهف المغمور بالمياه، لهما قصة مع المغامرة منذ الطفولة.
John Volanthen (47 عاما) وكان كشّافا وهو صغير ومن هنا جاء حبه للكهوف، وبدأ الغوص وهو في الكلية كنشاط جانبي في social club، اما عمله الأساسي فهو IT Consultant،
وقائد فريق كشافة يأخذ الأطفال لاستكشاف الكهوف، ويصمم أدوات غوص بنفسه لتناسب الغوص داخل الكهوف، ويمارس الإنقاذ «هواية»!
أما Richard Stanton (57 عاما) فهو رجل إطفاء متقاعد، قصته مع الغوص في الكهوف بدأت منذ ان كان مراهقا عندما شاهد فيلما وثائقيا اسمه The Underground Eiger، فقرر ان يبدأ تعلم الغوص بنفسه، ويصمم أدوات تناسب الغوص في الكهوف!
الاثنان عملا معا أكثر من مرة في عمليات إنقاذ مختلفة، وحكومات دول كثير تلجأ لهما لأي مهام إنقاذ صعبة داخل الكهوف، وفي قصة كهف تايلاند كانا هما أول المنقذين الذين لجأوا إليهم لينقذوا الأولاد.
وهما اختارا هذا التخصص الدقيق الذي ربما قال لهما الكثيرون لماذا هذا التخصص بالتحديد؟!
تخصص يبدو كرفاهية شباب مغامرين ولكنها في الحقيقة مهمة إنقاذ في مواقف كارثية وهي أيضا فكرة التميز الاستثنائي في مجالات معينة، وهي الهواية التي يمكن أن تتفوق ويضيف لها الشخص أكثر،
كما أنه من اللافت لياقتهما الجسمانية في سنهما، وقدرتهما على تحدي الكثير من الظروف.
طبيب أسترالي من أبطال إنقاذ «أطفال الكهف»
من بين الأشخاص الذين كرسوا وقتهم ومجهودهم الكامل لمحاولة إبقاء الأطفال ومدربهم على قيد الحياة وبصحة جيدة، هو الطبيب والغطاس الأسترالي ريتشارد هاريس، الذي وصل إلى عمق الكهف، حيث قضى مع الأطفال 3 أيام.
وقام هاريس بفحص الأطفال وبتحديد الأضرار الجسدية التي تعرضوا لها جراء النقص في أشعة الضوء والأكسجين، وهو من حدد أيا من الأطفال سيخرجون أولا، وفقا لحالتهم الصحية.
وتمت عملية الإنقاذ تحت إشرافه الطبي، وأصبح اليوم من «أبطال عملية الإنقاذ الشجاعة».
طفل لاجئ يجيد 5 لغات
لقي طفل لاجئ من ميانمار إشادة واسعة النطاق، لدوره في إنقاذ زملائه ومدربه، الذين حوصروا في كهف غارق بالمياه، في تايلاند لمدة تزيد على أسبوعين، في محنة جذبت اهتمامًا دوليًا كبيرًا.
أديل سام (14 عامًا) كان حلقة الوصل بين الأطفال المحاصرين ومدربهم وفريق الغواصين البريطانيين الذين أنقذوهم، فهو يجيد 5 لغات منها الإنجليزية، التي تواصل بها مع الغواصين البريطانيين،
كما انه يجيد أيضًا الصينية والتايلاندية والبورمية، وأخبر الطفل فريق الإنقاذ بأن زملاءه في الفريق جوعى. وأديل سام واحد من 400 ألف شخص عديمي الجنسية من ميانمار يعيشون في تايلاند، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة.