رحلتي إلى العالمية على بساط سحري لـ «بيكـار»
تمرد على مهنة أبيه الجزار حتى اكتشفت موهبته زائرة ألمانية، فأقامت له المعارض وألفت عنه كتبا بعدة لغات، وأنتجت له أفلاماً توثق رحلاته الفنية حول العالم، أطلقوا عليه «فرعون القرن العشرين».
استخدم أبسط الأدوات كسعف النخيل وأوراق الشجر ليجسد يوميات الريف المصري، فجذب أنظار العالم إلى فنه الشعبي وتصدر عناوين الصحف والمجلات العالمية، عرضت لوحاته بأكبر المتاحف والمعارض الدولية.
«أسرتي» انتقلت الى متحف الفنان العالمي حسن الشرق بقرية زاوية سلطان بمحافظة المنيا وأجرت معه الحوار التالي:
حدثنا عن بداياتك مع عالم الفن.
– علمت نفسي بنفسي منذ الصغر، وكانت عيني دائما على الفنان الفرعوني القديم الذي نحت لوحاته على جدران المعابد، والذي كان يصنع ألوانه وأوراقه منذ سبعة آلاف سنة، حتى انهم لقبوني «بالفرعون الهارب» و«فرعون القرن العشرين».
في البداية اكتشفني معلمي في المرحلة الابتدائية، وأهداني مجلة للفنان الراحل «بيكار»، فتصورت نفسي أحد أبطال المجلة الذي يجول العالم على بساط سحري.
هل لعبت المصادفة دورا في حياتك؟
– المصادفة هي التي صنعت حسن الشرق، حيث اكتشفتني سيدة ألمانية اسمها ارسولا عام 1985، وكانت مهمتها اكتشاف المواهب غير التقليدية حول العالم، فرايت مصر بعيون هذه السيدة، ومن هنا كانت بدايتي مع العالمية بعد 18 عاما من العمل دون مقابل، ثم سافرت معها الى ألمانيا ومنها الى مختلف أنحاء العالم.
ما أشهر المعارض العالمية التي شاركت فيها بلوحاتك؟
– أنا الفنان المصري الوحيد الذي له لوحتان دائمتان بمعرض «اللوفر» في فرنسا، ولوحة بمتحف «التاريخ» بواشنطن نلت عليها الدكتوراه الفخرية، وجناح دائم بمتحف في كولمبيا.
رغم عالميتي أتحدث
بـ «الصعيدية»
رغم وصولك للعالمية إلا أنك تحتفظ بالجلباب الريفي.. فما السر في ذلك؟
– أحرص على الحفاظ على ثلاثة أشياء، لغتي الصعيدية العامية، ملابسي الوطنية العربية، ومدرستي في الرسم.. وتمسكي بتلك الأمور كونها جزءا من التراث الذي أحرص على الاحتفاظ به حتى في لوحاتي وهذا الذي اوصلني للعالمية.
أصنع «ألواني»
ولا أبوح بسرها لأحد
وما الألوان المستخدمة في لوحاتك؟
– أصنع ألواني بنفسي من مواد طبيعية متوافرة في البيئة، ولا أبوح بسرها لأحد، فهي تعيش آلاف السنوات كالتي صنعها الفنان المصري القديم.
تربطني صداقة بالفنان رشدي ومنير والخال الأبنودي
ما علاقتك بكبار المسؤولين والفنانين؟
– زار معرضي العديد من السفراء والوزراء من مختلف دول العالم، وتربطني علاقة صداقة قديمة بعدد من الفنانين منهم الفنان الراحل محمد رشدي والفنان محمد منير، أما الفنان عبد الرحمن الابنودي فعلاقتي به امتدت منذ اكثر من عشرين عاما حتى وفاته.
وتعرفت على الأبنودي أثناء معرض أقيم في دار الاوبرا المصرية، حيث عرضت لوحات كتبت في خلفيتها اشعارا له فحضر المعرض وأبدى إعجابه الشديد بلوحاتي وقام بإلقاء الأبيات الشعرية التي استخدمتها في لوحاتي بصوته للحضور، وكانت بداية تعاملي الفني معه، ثم توالت الاعمال الفنية التي تجمعنا، حيث قمت برسم السيرة الهلالية كاملة.
رفضت أن تعيش في جلباب أبيك وتمردت على مهنته.. فلماذا؟
– فشلت في أن أعمل فلاحا أو بالجزارة مثل والدي، فظن أهلي أن الجن مسني فما كان منهم، إلا أن عرضوني على مشايخ القرية للعلاج، ولكن بعد شهرتي أدرك الأهل أن ابنهم فنان عالمي تتهافت عليه الصحف ووسائل الإعلام العالمية، وتباع لوحاتي بآلاف الجنيهات.
بكم بيعت أغلى لوحة؟
– بيعت أغلى لوحة بمبلغ ثلاثين ألف جنيه مصري، وكانت جدارية لمحطة مصر، حيث جسدت فيها حياة المصري اليومية، فنجد في محطة القطار كافة شرائح المجتمع بمختلف احوالهم.
زوجتي هي ناقدتي الأولى
هل أحد من أبنائك لديه نفس الموهبة؟
– بطبيعة الحال تربى أبنائي على أدوات الرسم والألوان في كل ركن من البيت، فسرى الفن في دمائهم، فلي ابنتان إحداهما أستاذة بكلية الفنون الجميلة، والاخرى بقسم رسوم متحركة، وابني مهندس معماري.. أما زوجتي فعلى الرغم من عدم حصولها على قسط من التعليم، إلا أنها الناقد الفني الأول لي.
أسرتي في كل مكان
مصر – غادة عوني