«صورة مصر» كما رسمها الولد المشاغب
- مصر رمز للحضارة الأفريقية
- كنز لجمال الفن والتصميم
خلال متابعتي للمسيرة الطويلة للولد المشاغب الذي تحوّل الى رمز إنساني هدفه الأول مواجهة الصراع العنصري بين السود والبيض.. تأكدنا أنه «اختار أن يكافح نظاماً باطلاً» ليحل محله «نظام عادل».. لم يكن الولد المشاغب ضد البيض الذين كان يرى «أنهم – أي البيض – ضحايا الكراهية والتحيز وضيق الأفق..».
خلال متابعتي لمسيرة «الرمز» الإنساني نيلسون مانديلا.. توقفت طويلاً أمام الصورة التي رسمها لمصر في ذلك الوقت، وللزعيم جمال عبدالناصر..
«الولد المشاغب» نيلسون مانديلا صوّر مصر والزعيم جمال عبدالناصر في الإطار التالي:
«مصر تملكت مخيلتي وأنا طالب كمهد للحضارة الأفريقية.. وكنز لجمال الفن والتصميم.. كنت دائماً أرغب في زيارة الأهرام وأبي الهول.. وعبور نهر النيل أعظم أنهار أفريقيا.. ذهبت إلى القاهرة.. قضيت يومي الأول في المتحف أفحص القطع الفنية وأدوِّن الملاحظات وأجمع المعلومات عن الرجال الذين أسسوا حضارة وادي النيل القديمة.. لم يكن اهتمامي اهتمام هاوٍ للآثار فإنه من المهم للأفارقة القوميين أن يتسلحوا بالبرهان الذي يدحضون به ادعاءات البيض بأن الأفارقة لم تكن لهم في الماضي حضارة تضارع حضارة الغرب.. واكتشفت أن المصريين كانوا يبدعون أعمالاً فنية ومعمارية عظيمة بينما كان الغربيون يعيشون في كهوف».
الزعيم عبدالناصر أطلق برنامجاً للإصلاح في كل المجالات
ويواصل الولد المشاغب «الرمز» نيلسون مانديلا رسم الصورة وتحديد إطارها:
«كانت مصر نموذجاً مهماً لنا، فقد كان أمامنا على الطبيعة برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أطلقه جمال عبدالناصر.. فقد حدد الملكية الخاصة للأراضي الزراعية وأمَّم بعض قطاعات الاقتصاد.. وكانت له الريادة في بدء برنامج سريع للتصنيع وجعل التعليم ديموقراطياً وبنى جيشاً حديثاً.. كانت كثير من تلك الإصلاحات هي بالتحديد ما نطمح كأفريقيين في ذلك الوقت لأن نحققه، وكان الأهم بالنسبة لنا، مصر كانت الدولة الأفريقية الوحيدة التي تمتلك جيشاً وأسطولاً بحرياً وجوياً يمكن أن يُقارن بذلك الذي تمتلكه جنوب أفريقيا.