عملت أثناء دراستها سائقة لجرار زراعي
ثناء غريب أول سائقة ميكروباص في صــــــــــــعـيــد مصـر
«أسرتي» انتقلت الى صعيد مصر، حيث تقيم ثناء وكان لنا معها هذا اللقاء:
في البداية أوضحت ثناء التي تجاوز عمرها الثالثة والخمسين عاما على الرغم من كونها حاصلة على بكالوريوس الزراعة إلا أنها اضطرت للعمل سائقة للميكروباص على طريق قنا – نجع حمادي بعد وفاة زوجها، حيث تعول خمسة ابناء علاوة على الاحفاد، وبعد أن تعرضت وأسرتها لضائقة مادية وحتى لا تطلب مساعدة من احد، لجأت للعمل سائقة على سيارة اجرة.
وأكدت في حوارها لـ «أسرتي» أنها تعلمت القيادة منذ فترة طويلة، حيث كانت تقود جرارا زراعيا مع والدها أثناء دراستها، وبعد أن توفي زوجها لم تجد بدا من الخروج للعمل لتوفير حياة كريمة للابناء، فعملت بالتجارة، الا أن الدخل لم يف باحتياجات أسرتها نظرا لعددهم الكبير، هنا قررت أن تعمل سائقة ميكروباص فاشترت سيارة بالتقسيط على أن تسدد ثمنها خلال أربع سنوات، وواصلت الليل والنهار خوفا على أسرتها الصغيرة.
وأشارت الى المعاناة التي واجهتها، وابرزها عدم تقبل المجتمع الصعيدي في بادئ الامر عملها سائقة لسيارة ميكروباص، وان نظرات الاستغراب والاستنكار كانت تحيطها، مؤكدة أنها لا تستطيع حتى الآن دخول المناطق الريفية بسيارة محملة بالركاب.
وتابعت السيدة ثناء موضحة أنها تقطع أكثر من 240 كيلو مترا على الطريق الصحراوي في رحلتي الذهاب والعودة يوميا والتي تستغرق حوالي ثلاث ساعات.
وأشارت الى أن لديها من الخبرة ما يمكنها من التعامل مع أعطال السيارة ومواجهة أي طارئ على الطريق السريع.
وعن موقف زملائها في العمل، قالت ان مواقفهم تتباين ما بين مؤيد ومعارض، الا أن الجميع بدأ الآن في تقبل الأمر، مقدرين ظروفها المعيشية وانها تتعامل الآن مثل الرجال تماما وتنتظر دورها في تحميل الركاب.
وأضافت أن أبناءها يشعرون بالفخر لعمل والدتهم سائقة لميكروباص، معتبرين أن عملها يمثل رحلة كفاح وشرف لإعالة الاسرة بعد وفاة الوالد، خاصة أن الاعراف والتقاليد في صعيد مصر تحول دون عمل المرأة.
أما عن ركاب الميكروباص فقد أبدت الفتيات والسيدات ارتياحا كبيرا بأن تكون السائق سيدة، مما يمنحهم شعورا بالاطمئنان.
وبسؤالها عن موقف الركاب من الرجال، أجابت ضاحكة: يقرأون الفاتحة على أرواحهم قبل أن أتحرك بالسيارة ولكن بمرور وقت قصير من بداية الرحلة أكتسب ثقتهم ويطمئنون لقيادتي.