في مقدمتها الفيضانات ثم الأعاصير فالزلازل وموجات الحرارة الكوارث الطبيعية عام 2022

يعاني كوكب الأرض من حالة طوارئ مناخية، بعد الأعاصير والعواصف والفيضانات التي شهدتها بعض الدول حول العالم.
وفي ظل تفاقم الأزمة، لا يزال العالم بحاجة إلى توعية المجتمعات حول تأثيرات هذه الظواهر التي تسبب بها تغيّر المناخ.
اتسم العام الحالي بكوارث طبيعية متفاوتة الخطورة، أودت بحياة آلاف الأشخاص في مختلف أرجاء العالم، وفي مقدمتها الفيضانات ثم الأعاصير فالزلازل، والملاحظ أن النصف الثاني من العام 2022 شهد كوارث كانت هي الأسوأ منذ عدة سنوات، سواء تعلق الأمر بالفيضانات أو الأعاصير أو الجفاف أو موجات الحرارة.
وقد قضى قرابة 6347 شخصا في العالم جراء الكوارث الطبيعية في النصف الأول من 2022، حسب تقرير مشترك صدر في سبتمبر 2022 عن مركز أبحاث الأوبئة والكوارث “سي آر إي دي” (CRED) والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
ويضيف التقرير نفسه أن العالم سجل في الأشهر الستة الأولى من عام 2022 نحو 187 كارثة في 79 دولة، نتج عنها تضرر أكثر من 50 مليون فرد، مع خسائر فاقت قيمتها 40 مليار دولار.
ويقول تقرير لشركة “ميونيخ آر إي”
(Munich Re) للتأمين، نشر في يوليو 2022، إن النصف الأول من العام سجل كوارث طبيعية أقل مقارنة بالفترة نفسها من العام 2021.
بعض الدول تعاقبت عليها أكثر من كارثة طبيعية خلال هذا العام، ومن بينها باكستان، ففي الصيف الماضي غمرت فيضانات مهولة قرابة ثلث مناطق البلاد، مخلفة مئات القتلى وعشرات ملايين المنكوبين، وجاءت هذه الفيضانات بعد أسابيع من موجة حرارة شملت مناطق في البلاد.
ومن السمات البارزة للكوارث الطبيعية في 2022 أن حدتها كانت غير مسبوقة في عدد من مناطق العالم، فالفيضانات الكارثية التي ضربت باكستان كانت هي الأخطر في العقود الثلاثة الأخيرة، حيث تضرر منها واحد من كل 7 أفراد في البلاد.
وفي العراق، قالت وزارة الموارد المائية إن البلاد تعيش في 2022 أسوأ سنوات جفاف منذ نحو 92 عاماً، كما شهدت نيجيريا في الأسابيع الماضية فيضانات هي الأسوأ منذ عقد.
وفي آخر سبتمبر الماضي، ضرب الإعصار إيان جنوبي شرقي الولايات المتحدة، وصنف ضمن أحد أعنف الأعاصير في التاريخ الأميركي الحديث، وهطلت على أستراليا في فبراير 2022 أمطار هي الأكثر غزارة منذ العام 1900، نتجت عنها فيضانات.
فيضانات باكستان كانت من أسوأ الكوارث الطبيعية في العالم خلال 2022
دمرت الفيضانات مليوني منزل في باكستان، ونزح 1.4 مليون نيجيري من منازلهم جراء السيول منذ بدء موسم الأمطار في يونيو الماضي.
وفي تشاد، تسببت الفيضانات في تضرر أكثر من مليون شخص، وفي السودان دمرت السيول أكثر من 8900 منزل، وبلغ عدد المنكوبين قرابة 136 ألف شخص، وفي موريتانيا لحقت خسائر الفيضانات بقرابة 29 ألف شخص. وألحقت الفيضانات في اليمن أضرارا بقرابة 35 ألف أسرة، معظمها من النازحين.
كما كانت الخسائر المادية للفيضانات كبيرة في دول عديدة في أفريقيا (سيراليون وأفريقيا الوسطى)، وفي آسيا (لاوس والهند وبنغلاديش)، وفي أميركا الجنوبية (هندوراس وغواتيمالا وفنزويلا).
أسوأ سنوات جفاف منذ نحو 92 عاماً في العراق
تسبب الجفاف في النيجر بمعاناة أكثر من 4 ملايين أسرة من تداعيات غياب الأمن الغذائي نتيجة شح الأمطار، وفي جيبوتي يواجه 13% من السكان غياب الأمن الغذائي جراء الجفاف المستمر وارتفاع أسعار المواد الأساسية في الأسواق العالمية.
وفي كينيا، يعاني 3.1 ملايين شخص من آثار فقدان الأمن الغذائي، الذي يعد أحد آثار سنوات الجفاف المتعاقبة منذ 2014. وفي مدغشقر، يواجه 1.3 مليون شخص حالة من غياب الأمن الغذائي نتيجة الجفاف.
وأما في العراق، فأدى الجفاف هذا العام إلى نزوح 1200 عائلة من مناطق الأهوار ومناطق زراعية في جنوب البلاد على مدى 6 أشهر بسبب الجفاف ونقص المياه. وقالت الأمم المتحدة إن الانخفاض الحاد في مياه الأهوار أفقد 6 آلاف أسرة ريفية مصدر رزقها الوحيد وهو الجواميس.
وامتد الجفاف إلى دول المحيط الهادي، فقد أعلنت حكومة دولة كيريباتي (عبارة عن جزر) حالة الكارثة جراء حالة الجفاف التي أضرت بـ 40% من السكان.
الحصيلة الكبرى لقتلى الأعاصير والعواصف للعام 2022 في الولايات المتحدة
خلفت الأعاصير والعواصف خسائر في المنازل والزراعة ورؤوس الماشية وانقطاعا للتيار الكهربائي والمياه، وإيقاف الرحلات الجوية في دول متعددة، ومنها الولايات المتحدة وتايلند وكمبوديا ولاوس ودول منطقة الكاريبي مثل كوبا وجامايكا.
أفغانستان الأكثر خسارة في الأرواح من الزلازل 2022
أدت العديد من الزلازل القوية التي ضربت بعض دول آسيا وأميركا الجنوبية إلى انهيار جزئي أو كلي لعشرات آلاف المنازل، وتشريد مئات الآلاف، فضلا عن أضرار بالغة في البنية التحتية.
ومن أشد هذه الزلازل ما وقع في أفغانستان في يوليو 2022، حيث دمر 600 منزل في ولاية خوست (جنوب شرق) وحدها، وفي إيران تسبب زلزال في أكتوبر 2022 في دمار جزئي لقرابة 200 منزل، والحصيلة نفسها سجلت في المكسيك بعدما ضربها زلزال في سبتمبر الماضي.