حياتنا أحلي

قراراتك.. تحدِّد مصير حياتك!

يقول فريسوي فيون (1460) مقابل لذة واحدة هناك ألف ألم!

والحب المجنون يجعل الناس العقلاء وحوشا.

يقول الحكماء:

ولرب شهوة ساعة قد أورثت حزنا طويلا.

ومن كرمت عليه نفسه هانت عليه شهواته، عبد الشهوة أذل من عبد الرق.

ويقول الملك أرشيد: «السرف في الشهوات من أعظم الآفات».

ويقول هنري أيتين: الكلب العجوز يصعب تقييده!

ويقول مونتاين: الشيخوخة تصيبنا بتجاعيد في العقل أكثر منها في الوجه.

ويقول فرانسيس بيكون: الشيخوخة تشوه الروح أكثر مما تشوه الجسد.

أما الإنجليز فيقولون في أمثالهم: الشجرة العتيقة التي نقلعها لنزرعها من جديد تموت. احذر الكلب العجوز فإنه يعض بقسوة.

الحكمة الألمانية تقول: الأنهار القديمة تجري على هواها.

المستشار أوكنسترين يقول: في الخمسين تبدأ بالضجر من العالم وفي الستين يبدأ العالم بالضجر منا.

 

هل هو قرار سليم أم مخاطرة مجنونة؟

فهل قرار الزواج الثاني للرجل بعد الخمسين أو الستين قرار صائب؟ أم هل أنه مجرد نزوة عابرة تحطم حياته وتدمر أسرته؟ أم هل هو مخاطرة لمراهق متهور طائش؟

فما أسس اتخاذ القرار: الخطوات والاستراتيجية وأسلوب اتخاذ القرار؟ وما النصائح الذكية لاتخاذ أفضل القرارات الشخصية والمهنية في الحياة؟

 

اتخاذ القرار جزء من إستراتيجية التفكير

يقول الدكتور طوني هوب والدكتورة جيلان بتلر في موسوعة «إدارة العقل»:

تدريب العقل على الترتيب والتخطيط والتركيز وتدريب الأفكار لرفع مستوى قدراتك العقلية: ان اتخاذ القرار جزء من إستراتيجيات التفكير كونها تتطلب استخدام الكثير من المهارات والتفكير كالتحليل والتقويم والاستنباط والاستقراء والملاحظة والاستدعاء ووضع الاهداف والتصنيف، وجمع المعلومات والمقارنة والتلخيص والاستنتاج والتنبؤ والفرض والتطبيق.

واتخاذ القرارات  يعد من أهم المهارات الإنسانية ذات الأثر الفعال والقوي في نجاح الحياة وتحسين نوعيتها.

ويقول عالم النفس هاريس: إن اتخاذ القرار السليم يتضمن تحديد واختيار البدائل اعتمادا على القيم والتفضيلات لمتخذ القرار وضرورة تحديد البديل الذي يفيد أهدافنا وأسلوب حياتنا وليس مجرد رغباتنا وتقليل درجة الغموض والشك حول البدائل.

 

العوامل المؤثرة في اتخاذ أي قرار  عوامل شخصية

 

العوامل الشخصية: الدوافع النفسية ورغبة المرأة في إجراء تحسين قوامها وجمالها قد يدفعها لاتخاذ قرار بإجراء متهور بعمليات تجميل دون دراسة مخاطر العمليات التجميلية ومدى ملاءمتها لحالتها الصحية، مما قد يسبب لها المضاعفات الخطيرة.

تضارب القيم: هل الزواج الثاني سيُغضب الزوجة الأولى وسيدمر نفسية الأطفال والاستقرار الأسري أم لا؟

تناقض الاهتمامات والأولويات: هل من الأجدى التفكير في زواج الأبناء والبنات، أم زواج الأب الخمسيني المراهق الطائش أولا؟

انعدام أو ملاءمة القدرات: هل يفكر الرجل في شراء سيارة وليس معه نقود ولكن بالاستدانة التي تؤثر على دخله الأسري؟

القلق عند اتخاذ القرار: هل يشعر الزوج المراهق بمدى خطورة قراره بالزواج السري على إصابة زوجته بالغضب والحزن والصدمة؟

عوامل تتعلق بنقص الخبرة والكفاءة في اتخاذ القرار والتفكير في الارتباط بامرأة جميلة «ولكنها محترفة في الزواج العرفي» وتطلب الطلاق بعد أقل من شهر من الزواج لمجرد الاستحواذ على المهر والشبكة والشقة والسيارة والأثاث.

عوامل تتعلق بتوافر المعلومات أو نقص المعلومات حول اتخاذ القرار:

التأخير في اتخاذ القرار قد يؤثر على فعاليته، بسبب إضاعة الكثير من الوقت في الحصول على المعلومات الإضافية الضرورية.

عدم دراسة آثار القرار المتوقع  والمقارنة بين بدائله المختلفة واحتمال حدوث كل بديل، فلو علم الزوج المراهق أن اتخاذ القرار المفاجئ بالزواج السري سيدفع بالزوجة الأولى لطلب الطلاق وترك المنزل وانشقاق أبنائه عليه لما أقدم على هذه الخطوة المتهورة.

الاستخدام الانتقائي للمعلومات والتعب العقلي.

التسرع في اتخاذ القرار: فقد يقبل الجائع على دخول أول مطعم يواجهه دون التفكير في جودة الطعام بالمطعم ومدى نظافة الطهاة ومستوى الطعام وكذلك قد توافق الفتاة على قرار الموافقة على أول عريس يتقدم إليها دون دراسة طباعه وأخلاقه وسلوكه وعائلته وتاريخه المهني، وقد يكون رجلا مزواجا أو عديم الأخلاق أو سريع الطلاق أو رجلا نصابا أو طامعا في مالها ومرتبها وثروة أبيها أو مدمنا على المخدرات.

دراسة المعايير والسمات والشروط: المتطلبات الواجب توافرها في كل بديل، فإذا تقدم 3 أشخاص لخطبة الفتاة فعليها أن تفكر وتدرس مزايا وعيوب كل شخص ولا تندفع بالموافقة على معسول الكلام فقط.

الأهداف من اتخاذ القرار: قد يسأل متخذ القرار عن أي بديل سيختار دون التفكير في أهدافهم التي يسعون لتحقيقها، اسأل أولا: أي الأهداف قبل أي البدائل سأختار؟

 

خسائر متوقعة على تأجيل اتخاذ القرارات السريعة

هل تجد صعوبة في اتخاذ القرارات بالعمل؟ هل تتهرب من اتخاذ القرارات لأنها تحمل مخاطر النجاح والفشل فتتركها لنائب المدير؟ هل تندم على اتخاذ قرار ما لأنك لم تفكر في الخيارات البديلة أو أغفلت نقاطا معينة، هل تساعد الآخرين في اتخاذ قراراتهم؟ هل تتردد في اتخاذ القرارات؟ وما أبرز عامل يؤثر في اتخاذ قراراتك؟

 

هل من الأفضل للفتاة اختيار عريس ثري في عمر أبيها أم شاب ملائم ولكن في أول السلم الوظيفي المادي؟!

 

ما إستراتيجيتك في اتخاذ القرارات؟

هناك العديد من الحلول لأي مشكلة، يقول العالم هاريس: على متخذ القرار أن يختار واحدا منها.

أمام شاب خياران للزواج: أن يوافق على الارتباط بسيدة مطلقة أو أرملة ثرية أكبر عمراً منه فهو في الثلاثين وهي في الأربعين، ولن تكلفه مالا

أو مهرا أو شبكة أو شقة أو نفقات لأنها امرأة ثرية،

وهنا لن يكون مضطرا للعمل، والتغرب بالسفر لجمع المال، ولكن سيشعر بإهدار كرامته لأن امرأة تنفق عليه.

والخيار الآخر: أن يكد ويجد في العمل أو يسافر الى أوروبا أو الخليج للعمل لجمع المال ثم العودة للزواج بفتاة ملائمة له ولن يشعر معها بفقدان كرامته، فهناك استراتيجية التفضيل وهي استراتيجية أفضل اختيار، وحل ممكن للمعضلة واكتشاف أكبر عدد ممكن من البدائل، وتعتمد على أهمية المشكلة والوقت المتوافر لحلها وتكاليف الحلول البديلة وتوافر الموارد والمعرفة والخبرة ونفسية وفلسفة متخذ القرار، وقيمة الشخصية وهذه الاستراتيجية هي المثالية، استراتيجية أفضل البدائل المتاحة.

وهناك إستراتيجية الرضا بأي شيء: مثل تفضيل الشاب الكسول الزوج من امرأة أكبر عمراً منه ولكنها جاهزة مادياً.

وإستراتيجية الحد الأعلى: مثل اتخاذ الفتاة قرار الزواج من أغنى شاب يتقدم لها حتى ولو كان في عمر أبيها، مادام سيوفر لها الفيلا والمجوهرات والسيارات والسهرات والحفلات والمجوهرات.

إستراتيجية الحد الأدنى: مثل اختيار الفتاة لشاب مثقف وحاصل على شهادة عليا وبدأ العمل في أول السلم من الناحية المالية وعلى اختيارها لشاب ثري ولكنه لا يحمل سوى الشهادة المتوسطة.

 

أساليب لاتخاذ القرار

يختلف الناس في أسلوب اتخاذ القرار: فهناك الشخص المتسرع والشخص المتأني والشخص العقلاني والشخص الهوائي العاطفي والشخص المطيع الذي يؤيد الآخرين فيما يقررون بدلاً من إبداء رأيه الشخصي لعدم تحمل المسؤولية.

 

مديرة الشركة تترك مهمة القرارات المهمة لنائبها

قد تترك مديرة الشركة اتخاذ قرار مهم لنائبها، قائلة له اعمل ما تشاء وأنا موافقة اذا كان يناسبك، فهو يناسبني أيضا.

وهناك متخذ القرار الحدسي: الذي يتخذ قراره بناء على ما يشعر به أو يحس به باطنيا، ولكنه لا يستطيع التعبير عنه بالكلمات ويقول دائما: أشعر بأن هذا هو الصحيح وليس له تفسير.

وهناك المقرر الاندفاعي: مثل المضارب بالبورصة الذي يفقد أمواله في لحظة بسبب تهوره، وهناك المقرر المتأني المتبصر الذي لا يتعجل، مثل الفتاة العاقلة التي ترفض العديد من العرسان لعدم شعورها بالحب والرضا والقناعة بأحدهم ولأنها متيقنة بأن الأفضل لم يأت بعد «خلي العسل في جراره.. لما تيجي له أسعاره».

وهناك المقرر المخط الذي يبني قراراته بناء عى خطة ومنهج عقلاني ويتسم بالتوازن وعدم الاندفاع، وهو دائما يوازن بين الجانب المعرفي والجانب الانفعالي وشعاره في الحياة أنا سيد قراري.

المقرر المتردد: ظلت نوال تتردد في الموافقة على قبول عريس ملائم لها في كل شيء حتى طار من يدها، ولذا قالوا «خطبوها ترددت وفاتوها تندمت»، وكم من متخذي القرارات مثل نوال يترددون في الموافقة عى شيء ما حتى يطير من يدهم لأن الفرص لا تنتظر طويلا.

وهناك المقرر المتهرب من اتخاذ القرار والمقرر الحذر جدا.

والمقرر العاجز عن اتخاذ القرار غير القادر على تحمل تحقيق قراراته.

 

وصايا لاتخاذ القرار الرصين

  • يجب عليك قبل اتخاذ أى قرار مهم أو بسيط في حياتك أن تجمع كل المعلومات ودراسة كل البدائل والخيارات المتاحة أمامك.
  • عليك أن تعرف الوقت الملائم لاتخاذ القرار ولا تتأخر ولا تتسرع، اسأل نفسك هل علي اتخاذ القرار الآن أم بعد أسبوع؟
  • لا تتخذ أبدا أي قرار تحت الشعور بالضغط النفسي أو القلق العصبي أو وأنت مجهد أو متعب جسديا أو نفسيا.
  • لا تتخذ قرارا وأنت منفعل نفسيا، زعلان أو مبسوط عليك بالحياد العاطفي أثناء قراراتك.
  • استشر الآخرين ممن لهم خبرة بهذا المجال. ولا خاب من استخار ولا ندم من استشار.
  • لا تتخذ قراراتك وأنت قلق أو خائف أو تحت إغراء ما أو ضغط الوقت.
  • حدد المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار واسأل نفسك ما الأمور الواجب عليّ معرفتها لكي أتخذ قرارا جيدا.. صائبا.
  • اسمح لنفسك بمساحة من الخطأ فلا يوجد قرار سليم 100٪.
  • اعرف أنه من النادر أن تكون هناك إجابات وحلول صحيحة 100٪ فنحن لا نعيش في عالم ذي لونين فقط: إما أبيض أو إما أسود ومعظم الخيارات لها عواقب محتملة إما جيدة وإما سيئة.
  • وضح أولوياتك وقيمك واهتماماتك وأهدافك من قراراتك.

 

لا تعتمد على الإنترنت في جمع المعلومات

  • حدد المصادر المحتملة للحصول على المعلومات، بحيث تكون مضمونة ولا تعتمد فقط على الانترنت في اتخاذ القرار لأن المعلومات قد تكون مغلوطة ومضروبة.
  • تحدث مع الآخرين حول قرارك اذا كنت مترددا وتأكد في النهاية أن القرار هو قرارك أنت، قد يكون لدى الآخرين معلومات وأفكار غير موجودة لديك.

 

حدد أهدافك وخياراتك قبل اتخاذ قراراتك

  • تسجيل المعلومات والأفكار التي تجمعها وقارن بينها ولخصها ورتبها ولا تعتمد على ذاكرتك.
  • وضح أهدافك وحاجاتك ورغباتك وقيمك بخصوص مجال الاهتمام ولا تعتمد فقط على عاطفتك في اتخاذ القرار، فقد يكون لديك موظف لا رتاح له شخصيا ولكنه مؤثر وله أفكار قيمة في مجال العمل، المهم هو نجاح العمل والإنتاج لا العلاقات الشخصية.

 

ادرس السلبيات والإيجابيات لكل قرار

  • حدد سلبيات وإيجابيات خيار متوافر لديك اعتماداً على المعلومات المتوافرة لديك مما يسمح لك بإصدار أحكام موضوعية.
  • رتب بصورة دقيقة معلوماتك وخياراتك وبدائلك بعد أن تجمع المعلومات حول مجال الاختيار.

 

ابتعد عن التشتت الذهني..ركز أفكارك على قرارك

  • اجلس باسترخاء عند اتخاذ القرار وشغل مخك في كل الاتجاهات لتمحيص الخيارات والاختيار بين أفضل البدائل، ابتعد عن التشتت الذهني وأغلق مصادر الازعاج، اعزل نفسك عن المؤثرات الخارجية كالتلفزيون والراديو والموبايل والانترنت والعمل والبيت والاطفال والزوجة.

 

شارك زوجتك

تدرب على مهارات اتخاذ القرار وشارك زوجتك في اتخاذ القرار وإذا صارحتها برغبتك في الزواج الثاني، فقد تترك لك البيت غضباً ولكنك ستعدل عن التورط في زيجة ثانية تخرب بيتك وتحطم مستقبلك.

 

كتب الدكتور : حسني الفار

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق