أخر الاخبار

قصة عقد الملكة نازلي.. دراما أغرب من الخيال ورقم قياسي جديد

كان يوم 9 ديسمبر هو اليوم الذي كان ينتظره أهم مؤرخي تاريخ المجوهرات وجامعي الأحجار والقطع النادرة في العالم، ليتعرفوا إلى المالك الجديد لعقد الملكة نازلي من

Van Cleef & Arpels، الذي عُرض في مزاد علني في سوزبيز نيويورك بقيمة 3٫6 ملايين دولار. في هذا العقد الخلاب المرصع بأحجار من أكثر الألماس نقاوةً في العالم ومرفق بتاجٍ ماسي يخلب الألباب بحباته الـ54 الماسية، على شكل كمثرى وزنها 92 قيراطاً، و530 حبة منها على شكل «باغيت» وزنها 72 قيراطاً – تلتقي مرحلتان مهمتان وأساسيتان في تاريخ المجوهرات النادرة في الأيام المقبلة: مرحلة تاريخ الملكة الأم لمصر، الملكة نازلي التي أعادت إحياء عصر كليوباترا من خلال أكبر مجموعة مجوهرات راقية أيام الثلاثينيات من القرن الفائت، ومرحلة تاريخ نهضة المزادات العلنية على المجوهرات النادرة في قرننا الحالي الواحد والعشرين.

 

قصة العقد.. دراما اغرب من الخيال

صممت دار Van Cleef & Arpels ذلك العقد الخلاب الذي عرض للبيع لدى سوزبيز، خصيصاً للملكة نازلي في العام 1939، وذلك بمناسبة زواج ابنتها الملكة فوزية من شاه إيران، في حفلٍ فرعوني زيّن الديوان الملكي بالمجوهرات النادرة. والعقد، ما لم تتوقعه الملكة نازلي في ذلك اليوم، هو أنها ستعرض ذلك العقد الماسي والتاج الملوكي للبيع في المزاد العلني لدى سوزبيز نيويورك في العام 1975 ضمن مجموعة أخرى من المجوهرات، لتتمكن من الحفاظ على مستوى العيش الرفيع لها ولابنتها الأميرة فتحية في لوس أنجلوس، بعد أن جرّد الملك فاروق الملكة الأم من حقوقها وألقابها ونفاها من بلدها عام 1950 مع ابنتها الصغرى، التي تزوجت من رجلٍ مسيحي، ضد إرادته. جمعت لهما القطعتان النادرتان 267٫000 دولار لدى بيعهما، لكن الملكة لم تعرف كيفية إدارة أموالها ومقتنياتها منذ وصولها إلى نيويورك، فسرعان ما أعلنت إفلاسها وعرضت معظم مجوهراتها المتبقية للبيع عام 1976، 3 أشهر قبل العثور على الأميرة فتحية مقتولة في شقتها في لوس أنجلوس، بعد أن أطلق زوجها النار عليها، وحاول قتل نفسه لكنه لم ينجح، وعامان قبل وفاة الملكة الأم في المنفى أيضاً.

تلك القصة الملكية الدراماتيكية، التي تشبه الأساطير ترفع بحد ذاتها من قيمة العقد المادية والتاريخية والثقافية، ليشكل مبيع تلك القطعة الثمينة لدى سوزبيز أحد أندر المزادات العلنية في التاريخ. لذلك، صار يوم 9 ديسمبر الشهر الماضي، يوم احتفاء بأناقة الملكة نازلي وثراء حياة الملك فاروق، بل احتفاء بالتاريخ المصري الثقافي العريق، بأسراره الملكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق