ثقافة

كتب تفوق فيها الواقع على الخيال! أغرب القضايا.. من الحب ما قتل!

12 قضية من “أغرب القضايا” لـ “بهاء الدين أبو شقة”

 

رجل قتل زوجته ورفض أن يسلم نفسه للشرطة في انتظار أن يذهب معه المؤلف إلى قسم الشرطة كي يسجل الرجل اعترافاته كاملة دون أن يغيروا فيها شيئاً!

 

 

قرر الأخ الأكبر مع عشيقته (زوجة عمه) قتل عمه على أمل الزواج منها واتهام شقيقه الأصغر بالقتل! وهو ما حدث فعلاً!

 

سخّرت الجدة حياتها لأجل حفيدها.. شاب في ريعانه.. جميل في مظهره..  مريح في ملامحه..  ذكي في تصرفاته إلى أن أصبح طبيباً.. ثم مجرماً بعد أن قتل عشيقته!

 

الجرائم العاطفية في المحاكم الكويتية.. جرائم وقصص مرت بساحات القضاء الكويتية دون أن تنشر أو يعلم بها أحد!

 

تشدد الأسر في مبدأ وجود التكافؤ بين المتاحبَين في الكويت يبقى السبب الأول في الجرائم العاطفية!

 

 

هل سمعت يوماً بجريمة بشعة لكنها مشوقة؟! بل هل سمعت بجانٍ ومجني عليه لا يضمر أحدهما للآخر حقداً ولا كراهية؟!

لو أن أمهر الكتاب البوليسيين فكر في كتابة مثل هذه القصص الواقعية لأغرب القضايا في الكتابين المعروضين هنا، لربما لا يصلون إلى مثل تلك الحبكات الدرامية لهذه القضايا التي دارت أحداثها في أروقة العدالة.. وقد اخترنا – من خلال الكتابين المعروضين – بعضها:

 

 

“وقائع هذا الكتاب ليست دربا من الخيال ولا فكرا مجردا لمبدع ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع، وإنما هي تجربة إنسانية صادقة وعميقة من داخل المحاكم المصرية خلال سنوات طويلة من الزمن…هي وقائع وأحداث حقيقية شهدتها محاكم مصر المختلفة”.. هكذا تقول مقدمة الكتاب الذي كتبه المحامي الكبير بهاء الدين أبو شقة.. وبالتالي هو ثمرة جهد طويل في تعاملاته مع القضايا في النيابة العامة أو كقاض أو محام.. وقد اختار 12 قصة من الكم الهائل الذي تعرض له من قصص وحكايات أغرب من الخيال في القضايا المرفوعة أمام المحاكم.. بل كانت من اعقد القضايا التي كان التوصل فيها إلى الجاني أمرا شبه مستحيل!

ومن هذه القضايا “اديني عمر.. وارميني في البحر، والأفعى والثعبان، العقرب والضفدع، صراع مع الوهم، وضيف على مائدة عشماوي، ولقاء مع إبليس، ونصابون لكن ظرفاء وعدالة السماء وقاتل رغم أنفه، وفي بيتنا شيطان، الخيانة قتلت في الفجر، الذئب والحمل”.

 

الأفعى والثعبان

يذكر الكاتب هذه القصة بالقول: ما إن وطئت قدماي شقتي بعد عودتي من رحلة شاقة قادما من أقصى صعيد مصر بعد مرافعتي في قضية جنائية مهمة إلا وفوجئت بزوجتي تخبرني: فيه واحد شكله غير مريح سأل عليك، وكل مرة كنا بنقوله إنك مسافر!

وكانت المفاجأة أن هذا الرجل قتل زوجته ورفض أن يسلم نفسه للشرطة في انتظار أن يذهب معه المؤلف أبو شقة إلى قسم الشرطة كي يسجل الرجل اعترافاته كاملة دون أن يغيروا فيها شيئا.. وفي النيابة حكى الرجل كيف قتل زوجته لأنها خانته مع خطيب ابنتها، وتم الحكم على الرجل، وفي الوقت نفسه اتضح أن الخطيب الخائن قد قتل أيضا، وقال الرجل إنه أجر من يقتله انتقاما منه، لكن بعد سنوات تبين أن الرجل لم يقتلها، بل إن الابنة هي التي قتلت أمها، وأنه أراد حماية ابنته فاعترف هو بالجريمة، وثار الشك أيضا حول قتله للخطيب حتى نهاية الأمر.

الجميلة والبريء

في مكتب المؤلف كانت تنتظره الفتاة الجميلة، تبكي بحرقة وهي تقسم بأن خطيبها لم يقتل عمه، وتطلب منه الدفاع عنه!

المتهم في هذه القضية كان له شقيق اكبر وكان على علاقة بزوجة عمه منذ فترة طويلة، وهو ما دفعها إلى طريق عمه للزواج منه، وتمت الخيانة بينهما، حتى بدأت أحشاؤها تتحرك بطفل، ليقرر مع هذه السيدة قتل عمه خوفًا من الفضيحة على أمل الزواج منها بعد ذلك! وان يقوما معاً باتهام الشقيق الأصغر! وهو ما حدث فعلاً! لكن في هذا الوقت اكتشف الشقيق الأكبر أن زوجة عمه قد رافقت رجلاً آخر، فقرر قتلها!

أما المفاجأة فهي عندما عاود الشقيق الأصغر زيارة المحامي الشهير، وهو يحمل رسالة من شقيقه كتب فيها انه يعتذر عن أفعاله الشيطانية، وانه قرر أن يعاقب نفسه من الدنس الذي ارتكبه بحق العائلة، ثم انتحر قبل أن يلتقي بعشماوي!

 

الطبيب أصبح مجرماً

تروي العجوز حكاية حفيدها، مشيرة إلى أن والديه توفيا في حادث وهو في الثالثة من العمر، وأنها سخرت حياتها من اجله، هو شاب في ريعانه، جميل في مظهره، مريح في ملامحه، ذكي في تصرفاته، لم يخذلها أبدًا.

وسخر هو الآخر حياته من أجل أن يحقق لها أمنيتها في أن يصبح طبيبًا، وبعد أن اجتاز الثانوية العامة، وحصل على مجموع كبير سافر إلى القاهرة، كانت إمكاناتها محدودة للغاية، الشيخوخة ضربت جسدها، ولم تعد قادرة على العمل، لكنها أصرت على استكمال مشواره الدراسي، ووفرت له شقة على سطح إحدى العمارات المطلة على النيل، وفرها لها قريبها الذي يعمل حارسًا لنفس العقار، ومن بلدتها كانت تتجاوز شيخوختها وتعمل من اجل إعانته بالمال لاستكمال دراسته.

لكن سرعان ما سقط حفيدها في براثن امرأة جميلة من نفس العقار، احتضنته وكان يظن أنها تحبه مثل ابنها، أو على الأقل تعطف عليه بعد أن علمت بظروفه، ومع الوقت أضاعت مستقبله، فلم يذهب للجامعة ورسب في عامه الأول، ثم بدأت تلفظه بعد أن كانت تغرقه في المال والعطايا والحب، واكتشف بعد ذلك أنها رافقت شخصًا آخر، ولذلك جن جنونه فقتلها في منزلها وسرق أموالها، واعترف أمام رجال النيابة والمحكمة!

 

الجرائم العاطفية في الكويت

هذا الكتاب للإعلامي الكويتي مبارك العبدالله بعنوان «الجرائم العاطفية في المحاكم الكويتية» ويصفه: يتناول جرائم وقصصاً مرت بساحات القضاء الكويتية دون أن تنشر أو يعلم بها أحد.. وبالرغم من أن اجتماع الحب والجريمة شيء مستبعد، فإن هذه الجرائم التي تناولها الكتاب تبقى غريبة، ولا يكاد يُصدق أنها وقعت في الكويت.

.. ويحاول أن يثبت الكاتب أن تشدد الأسر في مبدأ وجود التكافؤ بين المتاحبَين يبقى هو السبب الأول في تلك الجرائم، إذ يتحجج البعض بأن هذا الشاب (أو الفتاة) لا يناسب مكانة العائلة أو المذهب أو النسب.. لكنه يرى أن القلبين إذا اجتمعا بالحب فإنهما لا يعرفان نسبا ولا مذهباً، إذ يغدو الهدف أن يكمل كل منهما الآخر.

ويطرح الكاتب سؤالاً مهما على القراء في كتابه: هل سمعت يوماً بجريمة بشعة لكنها مشوقة؟! بل هل سمعت بجانٍ ومجني عليه لا يضمر أحدهما للآخر حقداً ولا كراهية؟!

وتتنوع أسباب الجرائم التي سببها الحب، فهي بالحقيقة غرائب ليس لها حدود وقصص مثيرة تبدو خيالية وأخرى غير مألوفة تحدث في هذا الزمان، فهي قصص جرائم عاطفية أحيانا بسبب الخروج عن العادات والتقاليد وأحيانا بسب الخيانة وعدم الوفاء إلى منصة القضاء، وربما بسبب الحب من طرف واحد وفقدان الثقة والأسباب تبقى كثيرة.

ويعلق العبدالله على ذلك قائلاً: «تلك طبيعة الجرائم العاطفية التي تثير اهتمام الجميع بلا استثناء، بمن فيهم من لم ينبض قلبه يوماً بالحب»، موضحاً أن لأغلب هذه الجرائم ظروفاً غير طبيعية، وأنها لا تمت بصلة إلى ما نشاهده في حياتنا الاجتماعية الطبيعية التي تخضع لأحكام العقل والمنطق. ويرى أن الجريمة بسبب الحب قد تكون أمراً طبيعياً من وجهة نظر العاشق، وفقاً لمقولة «من جُنَّ بالحب فهو عاقل ومن جن بغيره فهو مجنون»، مستدلاً على ذلك.

 

اعتراف العاشق: نعم قتلتها

من أغرب القضايا والجرائم المتعلقة بالحب في الكتاب.. عندما اعترف العاشق أمام القاضي باكياً: نعم قتلتها لأنني أحبها

متسائلاً: «أليس هذا أكبر دليل على أن العاشقين بهذه الدرجة ليسوا أناساً عاديين، لأنهم يرون الحياة من وجهة نظر مختلفة». ويؤكد العبدالله أن المحاكم الكويتية اعتادت أن يكون المتهمون الماثلون أمامها أصحاب سوابق أو أشخاصاً غير أسوياء، مزورين أو سارقين أو تجار مخدرات، وغالباً ما يكون مرتكبو هذه الجرائم «سيماههم في وجوههم».. لكن الغريب أن يقف أشخاص أمام المحكمة والبراءة تعلو وجوههم، وقد وضعت بأيديهم «الكلبجات» واقفين في قفص الاتهام ذاته المخصص لمرتكبي الجرائم الشنيعة. ويخلص الكاتب إلى أنه رغم ما للحب من أثر في إحياء المشاعر وتهييج الذكريات ورسم البسمة اللاإرادية على الوجوه والقلوب فإن الغريب «أن تتحول كل هذه المعاني السامية إلى جريمة» كما يتضح من قراءة الكتاب، الذي يوثق الجرائم العاطفية بجرأة محطماً كثيراً من التابوهات العتيقة في مجتمعنا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق