ذكرت إحدى المراهقات أن ابتعادها عن وسائل التواصل الاجتماعي سيساعدها في قبول مظهرها أكثر، فكثيرًا ما تقف أمام المرأة متسائلة إن كان مستخدمو موقع مثل تيك توك مثلًا سيرونها جميلة. وتعبر كلمات الفتاة عن واقع يعيشه الكثير من مراهقي الجيل الجديد، الذين أصبحوا يهتمون بالمظهر والشكل مما يعرضهم لمشكلات نفسية تتفاقم مع سنهم الصغيرة. ويشير بحث أُجري في عام 2020 على قطاع واسع من الفتيات إلى أن %80 منهن يستعملن التعديلات على الصور أو ما يعرف
بـ (الفلتر) قبل نشر صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي في إشارة لما يشبه الهوس من مراهقات الجيل الجديد بالكمال الشكليّ. وفي الموضوع التالي نقترب من تجارب مراهقات مع وسائل التواصل الاجتماعي، ورأي الخبراء عن أضرار الاهتمام المتزايد بالمظهر لدى الجيل الجديد.
جوري: إذا أردت نشر صورة أفكر هل الصورة تناسب المعايير التي وضعها الناس
في البداية، ترى جوري، صاحبة الـ 15 عاما، أن تساؤلات عدّة أصبحت تدور في رأسها والمراهقين عند نشر أي صورة على مواقع التواصل الاجتماعي مما قد يفقدهم الثقة في أنفسهم:
(إذا أردت نشر صورة مثلًا أفكر هل الصورة تناسب المعايير التي وضعت من قبل الناس؟ والعديد من التساؤلات التي تفقد جيلا كاملا الثقة بنفسه ليس ذلك فحسب فهذا التأثير يقتل الإبداع والآراء مما ينعكس على هذا الجيل في المستقبل).
السبب يعود، بالنسبة لها، لتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على رؤية المراهقين لأنفسهم (أصبحت هذه المواقع تمتلئ بكل ما هو براق ومترف ومثالي ومزيف وفي غالب الأوقات نرى البسيط والجميل والطبيعي بشعا، فيصبح الجمال بشكل واحد وتصبح الأفكار على نهج واحد وتصبح الأناقة نوعا واحدا ويصبح كل مختلف بشعا وغريبا).
سالي: صرت أؤمن بأن كل ما يظهر على مواقع التواصل ليس شرطًا أن يكون صحيحًا
فيما تذكر لنا سالي، البالغة من العمر 17 عاما أنها دائمًا حين كانت في سن أصغر تجري مقارنات بينها وبين غيرها ممن تصفهم بالمثاليين من وجهة نظر المجتمع: (دائمًا ما كنت اسأل نفسي لماذا هم أفضل وأحيانًا تتملكني بعض الغيرة حينما أرى من هم مثلي أكثر سعادة. لكنني حاليًا ونتيجة عدة مواقف أصبح لدي مبدأ بأن كل ما يظهر على مواقع التواصل الاجتماعي ليس شرطًا أن يكون صحيحًا، وبدأت لا أنظر لنفسي بنظرة الآخرين أو كم متابعا أمتلك، وهكذا).
أصايل: ثقتي بأن الله خلقنا في أحسن تقويم منحتني حصانة من تأثير مواقع التواصل
أما أصايل العسيري، طالبة الثانوية، فتجد أن وسائل التواصل الاجتماعي مكنت المراهقين والشباب من الاقتباس من الثقافات المختلفة من حيث الملابس والأزياء وجميع المجالات، قائلة:
(بالنسبة لي كفتاة مستخدمة لوسائل التواصل لاحظت تغيرا في اختياري للملابس أو في اختياري لتصفيفات شعري وغيره فبدأت باقتباس ما يعجبني من الأزياء التي أراها عن طريق الانترنت، بل وساعدتني بشكل كبير على التطور في مجال تصميم الأزياء الخاصة بي وأصبحت اعتمد على نفسي في الاختيار والتنسيق وهذه من الإيجابيات التي اكتسبتها من الإنترنت).
وتنفي أن تكون وسائل التواصل قد أثرت على رؤيتها لنفسها أو مظهرها قائلة:
(حمدًا لله لم تؤثر مواقع التواصل على ثقتي بنفسي لأنني على أتم الثقة بأن الله خلقنا في أحسن تقويم وأحسن خلقه واختار لي الافضل فساعدني هذا جدًا أن يكون لدي حصانة من تأثير السوشيال ميديا والمواقع).
ندى: أشعر باليأس والإحباط لأنني غير قادرة على ارتداء ملابس مثل الفاشينيستات
وبالنسبة لندى شريف، طالبة الطب البيطري، فإن مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي ساهموا بشكل كبير في نظرتها للجمال والمظهر: (رغم أن لدي مبدأ أساسيا بأن الجمال ليس له معايير، ويجب أن أحب نفسي باختلافها لأن الاختلاف هو ما يجعلني أنا. ولكن للأسف أتأثر بشدة بمشاهير مواقع التواصل وأشعر بأنني أنجذب لأنماط ملابس معينة لكي تكمل صورتي أمام نفسي وأكون راضية عن مظهري وأحاول جاهدة تجنب الأمر. كذلك في كثير من الأوقات أتمنى ارتداء نوع معين من الملابس مثل ما يرتديه (البلوجرز والفاشينبستات) ولكن لأن وزنى زائد بعض الشيء لا أتمكن من ذلك، فأشعر بيأس وإحباط).
تشير الأبحاث إلى أن الفتيات غالبًا هن الأكثر عُرضة لعقد مقارنات على المظهر وشكلها بغيرهن من نظيراتهن على مواقع التواصل الاجتماعي. ووجد استطلاع جديد في المملكة المتحدة على طلبة الثانوية عن استخدامهن لوسائل التواصل الاجتماعي وعلاقته بالنظرة لأجسادهن، أن 80% من الفتيات جاءت مقارنتهن لشكلهن بأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، والفتيات اللواتي يقارن شكلهن بالآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر عليهن أعراض الاكتئاب ويكن أكثر صرامة وكراهية في رؤيتهن إلى أجسادهن.
د.هالة حماد: الشكل وليس الجوهر هو ما يركز عليه غالبية المراهقين في الجيل الحالي
وبالحديث إلى د. هالة حماد، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، أكدت أن الجيل الحالي أصبح أكثر اهتمامًا بالمظهر خاصة مع وجود وسائل التواصل الحالية: (أصبح معظم المراهقين يتحدثون عن المظهر والشكل والملبس والأجهزة وللأسف أصبح الشكل، وليس الجوهر هو ما يركز عليه غالبية المراهقين في الجيل الحالي، وهو ما يجب أن يركز الأهل على إصلاحه وأن الأخلاقيات والعلم هي الأهم والتأكيد عليها. فنحن في بحر من الأفكار غير المقبولة وأولادنا يحاولون السباحة فيه وبالتالي يحتاجون إلى مساعدة الأهل والمدرسين ووسائل الإعلام أيضًا).
وتشير إلى أن تأثير الإنترنت جعل المراهقين يرتدون ملابس ليست متماشية مع المجتمع أو الدين المحافظ، واللباس المحتشم الذي عرف به المجتمع، قائلة:
(الآن أصبح المراهقون يميلون إلى تقليد مشاهير العالم الخارجي أو بعض الفنانين والفنانات. وطبيعي أن يكون هناك تقليد وهذا يحدث على مر الأجيال، ولكن في السابق كان هناك احتشام بعض الشيء، أما الآن فأصبحوا يرتدون ملابس غير مناسبة لثقافتنا وينشرونها على مواقع التواصل كنوع من المشاركة كأنهم يحاولون الانضمام للعالم الخارجي قائلين أنا مثلكم وأشارككم القيم المختلفة).
تعرضت لمراهقين بدأوا بكره أجسادهم نتيجة التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي
وتؤكد د. هالة أن كثيرا من المراهقين يصابون بالاكتئاب بسبب الوقت الذي يقضونه على مواقع التواصل والمقارنات التي يعقدونها بين أنفسهم وأقرانهم سواء من جهة الشكل أو الجسم أو الشعر أو طريقة الملبس، مُضيفة أن هذا ليس السبب الوحيد للاكتئاب فالإدمان على وسائل التواصل يسبب نفس الشيء.
وتوضح أنها تعرضت لمراهقين بدأوا بكره أجسادهم نتيجة التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي، (بعضهم فقدوا الشهية للأكل فيما يعرف بفقد الشهية العصبي، ما يعرضهم لخطر صحي وجسدي نتيجة فقدان الوزن بشكل مرضي).
وتشدد على دور المؤثرين والفاشينيستات على المراهقين، قائلة (غالبهم يروجون لمنتجات قد تكون غير مناسبة اقتصاديًا لأبنائنا أو أفكار مختلفة عن ثقافتنا، والمراهقون يقلدونهم وهو ما يتطلب منا الرقابة، حتى يمكن أن يكون لدينا جيل يحترم الثقافة وقيم مجتمعه).
وتنصح د. هالة بضرورة توعية الجيل الجديد، (ما أرى أننا في حاجة له التوعية وقناة مخصصة للمراهقين يمكنها مناقشة قضاياهم التي تهمهم لكي ينجذبوا لنا ويكونوا مشاركين معنا بآرائهم لوقف التسطيح الذي يتعرض له أبناؤنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي).
د.هالة حماد: الشكل وليس الجوهر هو ما يركز عليه غالبية المراهقين في الجيل الحالي
وبالحديث إلى د. هالة حماد، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، أكدت أن الجيل الحالي أصبح أكثر اهتمامًا بالمظهر خاصة مع وجود وسائل التواصل الحالية: (أصبح معظم المراهقين يتحدثون عن المظهر والشكل والملبس والأجهزة وللأسف أصبح الشكل، وليس الجوهر هو ما يركز عليه غالبية المراهقين في الجيل الحالي، وهو ما يجب أن يركز الأهل على إصلاحه وأن الأخلاقيات والعلم هي الأهم والتأكيد عليها. فنحن في بحر من الأفكار غير المقبولة وأولادنا يحاولون السباحة فيه وبالتالي يحتاجون إلى مساعدة الأهل والمدرسين ووسائل الإعلام أيضًا).
وتشير إلى أن تأثير الإنترنت جعل المراهقين يرتدون ملابس ليست متماشية مع المجتمع أو الدين المحافظ، واللباس المحتشم الذي عرف به المجتمع، قائلة:
(الآن أصبح المراهقون يميلون إلى تقليد مشاهير العالم الخارجي أو بعض الفنانين والفنانات. وطبيعي أن يكون هناك تقليد وهذا يحدث على مر الأجيال، ولكن في السابق كان هناك احتشام بعض الشيء، أما الآن فأصبحوا يرتدون ملابس غير مناسبة لثقافتنا وينشرونها على مواقع التواصل كنوع من المشاركة كأنهم يحاولون الانضمام للعالم الخارجي قائلين أنا مثلكم وأشارككم القيم المختلفة).
تعرضت لمراهقين بدأوا بكره أجسادهم نتيجة التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي
وتؤكد د. هالة أن كثيرا من المراهقين يصابون بالاكتئاب بسبب الوقت الذي يقضونه على مواقع التواصل والمقارنات التي يعقدونها بين أنفسهم وأقرانهم سواء من جهة الشكل أو الجسم أو الشعر أو طريقة الملبس، مُضيفة أن هذا ليس السبب الوحيد للاكتئاب فالإدمان على وسائل التواصل يسبب نفس الشيء.
وتوضح أنها تعرضت لمراهقين بدأوا بكره أجسادهم نتيجة التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي، (بعضهم فقدوا الشهية للأكل فيما يعرف بفقد الشهية العصبي، ما يعرضهم لخطر صحي وجسدي نتيجة فقدان الوزن بشكل مرضي).
وتشدد على دور المؤثرين والفاشينيستات على المراهقين، قائلة (غالبهم يروجون لمنتجات قد تكون غير مناسبة اقتصاديًا لأبنائنا أو أفكار مختلفة عن ثقافتنا، والمراهقون يقلدونهم وهو ما يتطلب منا الرقابة، حتى يمكن أن يكون لدينا جيل يحترم الثقافة وقيم مجتمعه).
وتنصح د. هالة بضرورة توعية الجيل الجديد، (ما أرى أننا في حاجة له التوعية وقناة مخصصة للمراهقين يمكنها مناقشة قضاياهم التي تهمهم لكي ينجذبوا لنا ويكونوا مشاركين معنا بآرائهم لوقف التسطيح الذي يتعرض له أبناؤنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي).