لنضارة مستمرة وبشرة تنبض بالحيوية
الاختصاصية د. كريستين كمال: قاومي جفاف الشتاء بالعناية المكثفة
أيام ويبدأ موسم الشتاء البارد وتبدأ معه مشكلة جفاف وتحسس البشرة والتي نعاني منها جميعا ويترتب عليها مشاكل شائعة قد لا تبدو مرئية في مراحلها الاولى ولكنها سرعان ما تتحول الى مشاكل حقيقية تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة وزيادة التجاعيد والبقع على سطح الجلد مما يتطلب التدخل الطبي لتجاوز هذه المشاكل وإعادة البشرة الى ما كانت عليه.
وتحذر اختصاصية الامراض الجلدية والتناسلية د.كريستين كمال بمركز بوشهري كلينك من المشاكل الشديدة التي قد تتعرض لها بشرة الوجه جراء انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء واهمها الجفاف الذي قد لا نشعر به.
نحن نعيش في مكيفات طوال الوقت سواء كانت للتبريد صيفاً أو التدفئة شتاءً وهو ما يزيد من فرصة جفاف البشرة!
العناية يجب أن تبدأ من الصغر للحفاظ على شباب البشرة لأطول وقت ممكن
قالت إن البشرة «تتعرض لدرجة من درجات الجفاف التي لا نشعر بها ولكن ينتج عنها مواد محفزة للالتهاب يفرزها الجسم تعمل على تكسير الانسجة الضامة التي تحافظ على شد ومرونة الجلد ومنها الكولاجين والالستين».
وأضافت: «نحن نعيش في مكيفات طوال الوقت سواء كانت للتبريد صيفا أو للتدفئة شتاء وهو ما يزيد من فرصة جفاف الجلد» ومن ثم فعلينا زيادة العناية بالبشرة في هذا الوقت من العام بترطيبها طوال الوقت. وقالت: «المرطبات.. المرطبات.. المرطبات»، في إشارة الى تكثيف الكريمات المرطبة لعمل ساتر وواق ضد تقلبات درجة الحرارة والرطوبة والتي تتسبب في مشاكل قد تحتاج الى الكثير من التدخلات اللاحقة اذا ما تم اهمالها.
العناية تبدأ مبكراً
وتابعت د.كريستين كمال: إن العناية يجب أن تبدأ من الصغر للحفاظ على شباب البشرة لأطول وقت ممكن.. فلا يمكن أن نبدأ في سن متأخرة ونعتقد ان البشرة ستعود بالزمن الى الوراء أو الى ما كانت عليه، مشيرة الى بعض الخطوات البسيطة التي يجب أن تتحول لروتين يومي عند صغار السن والكبار لحماية البشرة من مظاهر الشيخوخة المبكرة.
اعتقاد خطأ:
وضع الكريمات الواقية من الشمس بالصيف فقط فالمشكلة ليست في الشمس بل في الأشعة غير المرئية الصادرة عنها!
يعتقد البعض أن وضع الكريمات الواقية من الشمس مرتبط بفصل الصيف أو التعرض المباشر لضوء الشمس وهو اعتقاد خطأ تماما حيث تؤكد د. كمال أن المشكلة ليست في الشمس بل في الأشعة غير المرئية الصادرة عنها سواء كانت فوق البنفسجية أو تحت الحمراء التي تنفذ الى داخل الجلد وتتسبب في تكسير أنسجته الضامة مسببة مشاكل تبدأ بالشيخوخة المبكرة وصولاً لسرطان الجلد.
«لدي حالات قادمة من كندا بلد الثلج أصيبت بحروق في البشرة بسبب انعكاس اشعة الشمس على الثلوج وتأثيرها على البشرة… التعرض للشمس المباشرة ليس السبب في الاصابة بالحروق بل أشعتها غير المرئية هي الاخطر ».
ولفتت الى أن أستراليا واحدة من أكثر دول العالم التي تعاني من الاصابة بسرطان الجلد بسبب تقلص سمك طبقة الأوزون التي تحجب جزءا كبيرا من اشعة الشمس الضارة.
ضرورة ألا تقل نسبة الحماية في الكريم عن (SPF 50) لذوي البشرة الفاتحة و(SPF 30) لذوي البشرة السمراء
يجب وضع كريمات الوقاية من الشمس قبل التعرض لها بعشرين الى ثلاثين دقيقة، على أن يتكرر ذلك من ساعتين الى ثلاث ساعات على الأكثر في حالة استمرار التعرض للشمس مع الأخذ في الاعتبار ان تكون كمية الكريم مناسبة بحيث لا تقل عن عقلتي اصبع للوجه وهي المعيار الذي يؤخذ به للحصول على اعلى نتائج الحماية.
وأشارت الى أنه لا تقل نسبة الحماية عن SPF 50 لذوي البشرة الفاتحة وSPF 30 لذوي البشرة السمراء مع الاخذ بالاعتبار حسن اختيار المستحضر والذي يفضل ان يجمع بين مكونات نوعي الحماية المتوافرين
Physical &chemical barrier لما لهما من قدرة مضاعفة على حماية البشرة بشكل كبير ويراعى استخدام واقي شمس مكتوب عليه ضد اشعة الشمس فوق البنفسجية من النوعين (أ) و(ب) UVA & UVB.
«المرطبات.. المرطبات.. المرطبات» لعمل حائط صد ضد أي مشاكل للبشرة
وتشدد د.كمال على اهمية تكثيف وضع الكريمات المرطبة على البشرة بشكل مستمر ومنتظم لمواجهة الجفاف الناجم عن برودة الطقس أو استخدام اجهزة التدفئة حتى تعيد لها جزء من الترطيب المفقود وتمنع ظهور الالتهابات التي تؤثر على طبقتي الكولاجين والالستين المسؤولتين عن شد ومرونة البشرة ومن ثم ظهور الخطوط الرفيعة المبكرة والتى تتحول مع الوقت الى تجاعيد وكذلك التقليل من التصبغات الناتجة عن جفاف الجلد والتهابه.
يجب اختيار الكريمات التي تتناسب مع نوع البشرة على أن تكون عالية الترطيب. ويفضل دائما استخدام المرطبات بعد الاستحمام لزيادة درجة امتصاصها وينصح بعدم استخدام الماء الشديد البرودة أو السخونة ويفضل الماء الفاتر لضمان سلامة الجلد وعدم التهابه.
أيضا يجب شرب كميات مناسبة من الماء لزيادة الترطيب من داخل الجسم مع الالتزام بالتغذية المناسبة لتحسين البشرة كالاعتماد على الفواكه والخضراوات العالية الفيتامينات والاملاح المعدنية وتناول حصص مناسبة من البروتين الحيواني من مرتين الى ثلاث مرات أسبوعيا.
استغلي الشتاء لعمل التقشير الكيميائي
وتقول د.كمال ان هناك بعض التقنيات التي ينصح بإجرائها في فصل الشتاء لاستعادة نضارة الجلد حيث تقل احتمالية التعرض لدرجات الحرارة العالية واشعة الشمس وهو ما يحد من الاعراض الجانبية فيما بعد, مثل التقشير الكيميائي على سبيل المثال أو بعض اجهزة الليزر مثل الفراكشينال ليزر (fractional laser)
والتى تعمل على تقشير الطبقة السطحية والمتوسطة من الجلد ومن ثم اعادة البناء والالتئام مما يساعد كثيرا في استعادة نضارة الجلد والتخلص من التجاعيد والتصبغات السطحية في البشرة ولا يفضل اجراء هذه الطرق للعناية بالجلد في فصل الصيف حيث ان احتمالية الالتهاب والتصبغ بعدها تكون اعلى بكثير.
ويعمل التقشير الكيميائي على ازالة الطبقات السطحية أو المتوسطة والعميقة للبشرة عن طريق بعض الاحماض مثل احماض الفواكه وغيرها والتى يختارها الطبيب المعالج حسب احتياجات المريض وحالة بشرته، وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من تلك التقنية يتم اختيار اي منها حسب حالة الجلد كي نعيد للبشرة الرونق والملمس والنضارة المطلوبة خلال فترة قصيرة.
التقشير السطحي
وهو النوع الخفيف والأقل أثرا من بين الأنواع الثلاثة الاخرى ويعالج المشاكل السطحية التي تعاني منها البشرة كالتصبغات والتجاعيد الخفيفة والزوائد الجلدية الصغيرة، وهذا النوع من التقشير يزيل فقط الطبقة القشرة الخارجية من البشرة في تقشير خفيف للخلايا الميتة والتي تأذت نتيجة عوامل الشمس والحرارة والرطوبة ويمكن أن يؤدي إلى تحسن واضح في البشرة غير المتضررة بشكل كبير شريطة الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج حرفيا واتباع تعليمات ما بعد التقشير من استخدام للمرطبات ومضادات الالتهاب وعدم التعرض المباشر لاشعة الشمس لفترات طويلة.
ويستخدم الطبيب بعض الاحماض التي ينتقيها حسب حاجة البشرة، منها الاحماض الالفا هيدروكسي وأحماض بيتا هيدروكسي وحمض الجليكوليك وحمض اللاكتيك، وحمض السالسليك والماليك.
التقشير المتوسط
ويكون أعمق من التقشير الخفيف، حيث تكون مشكلات البشرة اشد حدة، وتصلح تلك التقنية لعلاج آثار حب الشباب، والندبات والتجاعيد الأكثر عمقا، وتفاوت درجة لون الجلد وتقوم الاحماض المستخدمة بازالة خلايا الجلد من الطبقة الخارجية والجزء العلوي من الطبقة الوسطى من الأدمة. وتشتمل العوامل المستخدمة في التقشير الكيميائي المتوسط على حمض ثلاثي كلوروسيتيك، محلول جيسنر وحامض الجليكوليك بتركيزات أعلى من التقشير السطحي.
التقشير العميق
ويعتبر التقشير العميق هو الأشد والأكثر عمقا حيث يستخدم للحالات المتضررة بشكل أكبر ومنها التجاعيد العميقة والترهلات في الوجه، أو الجلد المتضرر من الشمس، أو الندبات العميقة ما بعد حبوب الشباب أو التئام الجروح أو التدخلات الجراحية، أو الحالات التي لا تصلح معها الطريقتان سالفتا الذكر، حيث يتم استخدام مادة الفينول وهي أشد مما سبق ذكره حيث تخترق الطبقات الاكثر عمقا من الادمة.
التقشير باستخدام الفراكشينال ليزر CO2 or Erbium Fractional laser
أيضا تنصح د.كمال باستخدام الليزر لتقشير الطبقة السطحية والمتوسطة من الجلد لإعادة النضارة والتخلص من التجاعيد والتصبغات والندبات والزوائد السطحية والمتوسطة العمق في فصل الشتاء حتى لا تتعرض البشرة لأي مضاعفات محتملة حال اللجؤ الى هذه التقنيات في فصل الصيف مع ضرورة الالتزام التام بتعلميات الطبيب المعالج.
وتساعد تلك التقنية على إعادة نضارة البشرة وشبابها والتخلص من الخطوط الرفيعة التي تظهر على سطحها الى جانب إزالة بعض الزوائد الجلدية الحميدة غير المرغوب فيها.
وتعتمد تلك التقنية على استخدام بعض انواع ضوء الليزر بطول موجي معين، وما يميز الفراكشينال ليزر انه يسبب تقشيراً لأجزاء من الجلد مع ترك بعض الأجزاء سليمة غير مقشرة اي تقشير جزئي (Fractional).
وهذا يساعد بشدة على الالتئام السريع مع تقليل الفترة اللازمة للمكوث بالمنزل وتقليل الآثار الجانبية الواردة الحدوث مثل الورم والاحمرار والالتهاب أو التصبغات ما بعد الليزر، بالاضافة الى العامل الحراري والذي يزيد من تكوين الأنسجة الضامة والمسؤولة عن شد الجلد مثل الكولاجين والالستين وزيادة وصول الدم الى الجلد ومن ثم استعادة نضارة وحيوية وصفاء البشرة مع الوقت. والجدير بالذكر ان هذه التقنية تؤتي بنتائج قصيرة ومتوسطة الأجل وقد تستمر آثارها الى بضعة أشهر.