ليس ضعفاً.. بل شجاعة وقوة! حتى لا تعاني في صمت من أوجاعك النفسية.. تكلم.. شارك.. فتبدأ راحتك!
في بعض الأحيان، يختار الناس التزام الصمت بشأن صراعاتهم النفسية أو ظروفهم العقلية ويضعون «قناعاً شجاعًا»، متظاهرين بأنهم بخير، بينما هم حقًا يعانون في صمت. فما عاقبة الصمت عن أوجاعنا الداخلية؟ وكيف نتحرر منه، ونعبر ونشارك بما في داخلنا؟ ولمن نشارك تحديداً؟
في مواجهة الصعوبات.. كلنا متشابهون.. كلنا بشر!
يمكن أن تنقلب الحياة رأسًا على عقب في يوم واحد.. يمكن أن يغمرنا حدث ما، والأخبار المزعجة والصدمات النفسية.. كلها أحداث غير عادية تحدث لنا نحن البشر العاديين، فجميع البشر هم تحت وطأة الآلام الجسدية والنفسية، وهذا ما تؤكده الخبيرة النفسية “كاريما سيلفانت” في دراستها ” كسر حاجز الصمت، عدم الشعور بالوحدة”.
ولكن.. كيف نخرج من هذه الحالة؟ كيف نقبل تلك المشاعر التي تدور داخلنا؟ كيف نتعامل مع الأمر؟ وكيف نطلب المساعدة؟
كسر حاجز الصمت للحصول على الدعم الذي تحتاج إليه يمكن أن يضعك على طريق العلاج
ليس الأمر سهلاً!
قد يبدو الأمر أسهل شيء في العالم.. وهو التواصل وطلب المساعدة من صديق أو أحد أفراد الأسرة! لكن العديد من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية يعانون في صمت؛ لأنهم يعتقدون أن الاعتراف بأنهم كذلك علامة على الضعف!
إن التحدث إلى شخص يفهم ما تمر به يمكن أن يكون ذا فائدة كبيرة. على الرغم من أن بعض حالات الصحة العقلية تتطلب إدارة عوضا عن “علاج”، فإن كسر حاجز الصمت للحصول على الدعم الذي تحتاج إليه يمكن أن يضعك على طريق العلاج. هكذا تؤكد الخبيرة النفسية “ميلاني فيريل” حيث تؤكد على المكاسب الكثيرة لأن نتكلم وقت ضغوطنا النفسية، وأن نعبر عما في داخلنا.
ولكن ما الحالة التي نكون فيها وقت الصمت عن التعبير عن معاناتنا؟ وكيف تكون؟
المعاناة في الصمت.. ما هي؟
تُعرّف منظمة الصحة العالمية الصحة العقلية بأنها “حالة من الرفاهية يدرك فيها الفرد قدراته الخاصة، ويمكنه التعامل مع ضغوط الحياة العادية، ويمكنه العمل بشكل منتج ومثمر، ويكون قادرًا على المساهمة في دعم مجتمعه أو جماعته”.
فإذا كنت تعاني في صمت من حالة صحتك النفسية ورفاهيتك النفسية، مثل الاكتئاب أو القلق أو التوتر، فاتخذ الخطوة الأولى من خلال إجراء محادثة مع طبيبك العام. قد يساعدك التقييم الصادق لحالتك الذهنية والنفسية على تحديد ما تعانيه ويمكن لطبيبك أن يقترح عليك الدعم أو العلاج المناسب طبيا، أو يحيلك إلى اختصاصي الصحة النفسية ذي الصلة.
فوائد كسر حاجز الصمت.. عن معاناتك الداخلية
هناك العديد من الفوائد التي ستعود علينا إن كسرنا حاجز الصمت عن معاناتنا الداخلية وضغوطنا النفسية، وتكتمنا أو بوحنا بها، ومن هذه الفوائد:
تحديد السبب في المعاناة
إن التحدث إلى شخص ما يفهم ويُقدر ولديه وعي عال بما تمر به، يمكن أن يكون ذا فائدة كبيرة يساعدك على أن تحدد ما السبب الأساسي من معاناتك، وكيف تتخلص منها، أو تتعامل معها.
الطريق إلى صحة نفسية أفضل
هناك مجموعة كبيرة من المتخصصين في الرعاية الصحية يمكنك الاتصال بهم للحصول على المساعدة، يشمل هؤلاء الأطباء النفسيين وعلماء النفس والاختصاصيين الاجتماعيين، وبالتالي فمهمات كل هؤلاء في حياتك هي تحسين صحتك النفسية أكثر.
معرفة نفسك أكثر
تؤكد العديد من الدراسات والخبرات الإكلينيكية أو العلاجية النفسية أن الشخص عندما يتحدث عن نفسه مع شخص موثوق في وعيه ورجاحة عقله وقدرته على التعاطف، يستطيع ذلك الشخص الذي كسر حاجز الصمت أن يتعرف على نفسه أكثر، وبالتالي يقدر أن يتعامل معها بشكل أفضل.
من أهم فوائد التحدث عن معاناتك الداخلية هي أن تشعر بأنك لست وحدك من تعاني
واحدة من أهم فوائد التحدث عن معاناتك الداخلية هي أن تشعر بأنك لست وحدك من تعاني من الألم النفسي بشكل عام، كما أنك ستدرك أنك لست وحدك من تعاني من مشكلتك تحديدا بشكل خاص، فسوف تجد الكثيرين الذين يعانون مثلك من خلال شرح الموقف كله من شخص متخصص.
أنت لن تتغير للأفضل، ولن تتغير حياتك بالتالي للأفضل إن لم تتحدث عن نفسك وألمك الداخلي، فتكتشف الطريق إلى التغيير لنفسك أولاً ثم لظروفك ثانياً، فتبدأ من هذه اللحظة التي اتخذت فيها قرار كسر حاجز الصمت عن ألمك الداخلي، تبدأ في رحلة التغيير نحو الأفضل في كل شيء.