ليلى عبد العزيز أول ملحنة كويتية تحترف التلحين للأغاني الوطنية أهدت التلفزيون الجزء الأول من ملحمة «للكويت الغالية» عام 1993
تعتبر المطربة والملحنة ليلى عبد العزيز من أبرز وأهم العناصر النسائية التي ساهمت في نهضة الأغنية الكويتية، خاصة الوطنية، فهي أول ملحنة كويتية وخليجية تحترف التلحين لعشقها للموسيقى بعد أن لمع اسمها بداية من منتصف الستينيات، فساهمت بفاعلية في انتشار الأغنية الكويتية المطورة وتخطت الحواجز وكسرت المألوف، وقدمت نفسها مطربة في وقت لم يكن من السهل أن تتخذ فتاة مثل هذه الخطوة، لكنها كتبت اسمها في سجل الإبداع والمبدعين في الأغاني الوطنية والعاطفية، فكيف كانت بدايتها، وماذا قدمت من أغان وطنية للكويت ونحن نحتفل بأعياد الكويت الوطنية؟
غنى من ألحانها شادية ومحرم فؤاد ونجاح سلام وهاني شاكر
بزوغ الموهبة
برزت موهبة ليلى عبد العزيز علي الحمر المولودة في عام 1947 في الكويت عندما كانت طالبة في مدرسة المرقاب الثانوية للبنات وظهرت لديها ميول موسيقية فتنبأت لها السيدة فاطمة سعيد ناظرة المدرسة آنذاك بمستقبل موسيقي مزدهر، ودرست العزف على البيانو في المدرسة على يد مدرستها عزيزة حسن قطب، واحتضنتها المدرسة نبيلة المهدي، فأحرزت ثلاث ميداليات خلال ثلاث سنوات (من 1959 إلى 1963) لفوزها بالمرتبة الأولى في العزف، مما أهلها لتكون ضمن فريق الموسيقى الذي عزف في الحفل الكبير الذي أحيته المطربة الكبيرة نجاة الصغيرة على مسرح سينما الأندلس، وخلال تلك الفترة عملت في قسم الموسيقى في الإذاعة الكويتية، وكانت وراء نجاح أكثر من عمل قدمت لها الموسيقى التسجيلية وتحققت لها الفرصة الكبرى عندما ابتعثتها وزارة التربية عام 1970 إلى القاهرة لمواصلة دراسة الموسيقى هناك، فالتقت بعمالقة الموسيقى والطرب على رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم وشادية ومحرم فؤاد وغيرهم، وخلال مسيرتها الفنية لحنت عشرات الأغاني لمطربين من داخل الكويت وخارجها، أبرزهم شادية اآه منك يا طيريب، وهاني شاكر اغصين الحنةب، وعايدة الشاعر الابسة الفستان الأبيضب، ومحرم فؤاد اأشغليناب، ونجاح سلام ادواي حبيبيب، والعديد من الألحان الناجحة لمطربين كويتيين وعرب، وأصبح اسمها من الأسماء البارزة في عالم التلحين في الكويت والخليج.
قدمت لغازي العطار «يا كويتنا يا أم العربان» ولراشد سلطان
«يا جيش العرب»
أول أغنية وطنية
قدمت ليلى عبد العزيز أول لحن لمطرب كويتي هو خليفة بدر الذي غنى من ألحانها أغنية وطنية بعنوان ايا وطني أنا حبيت اسمكب لتبدأ علاقة ليلى عبدالعزيز بالأغنية الوطنية في أوائل السبعينيات، فلحنت مجموعة كبيرة لمطربين في الكويت من بينهم:
غازي العطار الذي غنى لها أكثر من أغنية في هذا المجال على غرار ايا كويتنا يا أم العربانب من كلمات الشاعر الغنائي عبداللطيف البناي، وراشد سلطان أغنية ايا جيش العربب من كلمات الشاعر الغنائي سلطان عبدالله السلطان يقول مطلعها:
يا جيش العرب الجبار
يا متقدم يا مغوار
اضرب لا تتراجع عنهم
هذا يومك يوم الثار.
وتعاون المطرب مبارك المعتوق مع ليلى عبدالعزيز في ألحان عاطفية ورياضية ووطنية وإحدى أبرز الأغنيات: اجسر النورب من كلمات الشاعر الغنائي فايق عبدالجليل ويقول فيها:
مدينتي جسر النور من هالبحر والسور
عبرتي جيل وجيل بر الأمل منصور
يا بلادي صنتي النهضة وعليتي اسمك عالي.
ويعتبر عباس البدري أحد أكثر المطربين الذين غنوا من ألحان ليلى عبد العزيز العاطفية والوطنية ومن أغانيه الوطنية: انصر الحريةب كتب كلماتها الشاعر الغنائي عبداللطيف البناي ويقول في مطلعها:
أرضي أرضك يا فلسطين عربية ودايم عربية
ملايين وألوف متحدين تحقق نصر الحرية.
وفي عام 1993 أهدت الفنانة ليلى عبدالعزيز التلفزيون الجزء الأول من ملحمة اللكويت الغاليةب، ويضم الشريط أغنيات خاصة بالأحداث الدامية التي شهدتها البلاد خلال الغزو الغاشم، وأخرى تواكب التحرير وفرحته ومرحلة الإعمار وإعادة البناء شارك في كتابتها مجموعة من الشعراء، من بينها: اأواه يا كويتب من ألحان يوسف المهنا، بالإضافة إلى ألحان أخرى من كلمات دعيج الخليفة، وبدر بورسلي، وعبداللطيف البناي، مع ألحان لجاسم الغريب، إلى جانب الكثير من الأغاني الوطنية الأخرى التي ستظل حاضرة في ذاكرة الأغاني الوطنية الكويتية، رغم اعتزال ليلى عبد العزيز منذ أكثر من ثلاثين عاما.