وقفت على المسرح فأبدعت..
ووقفت على مسرح الكلمة فتوهجت
سارة برنار ممثلة فرنسية عاشت في الفترة من 22 أكتوبر 1844 إلى 1923، اشتهرت في أوروبا وأميركا.. طورت نفسها وحملت لقب «سارة المقدسة»..
فماذا عن سارة برنار العربية؟
العمل على خشبة المسرح عندها ليس ارتزاقاً.. والعمل في الصحافة ليس مجرد «أكل عيش»
سارة برنار ممثلة فرنسية ولدت في 22 أكتوبر 1844.. اشتهرت في أوروبا وأميركا.. طورت نفسها.. حملت لقب “سارة المقدسة”..
فماذا عن سارة برنار العربية؟
المراقبون والنقاد يقولون:
وقفت على خشبة المسرح فأبدعت.. ووقفت على مسرح الكلمة فتوجهت..
كانت قوية أمام الأقوياء.. ضعيفة مع الضعفاء
ويقولون أيضا:
عندما بدأت كممثلة كان أجرها 20 مليما في اليوم.. وعندما بدأت كصحافية كان في جيبها 5 جنيهات.. وبالجنيهات الخمسة أسست داراً صحافية تحمل اسمها..
ويقولون أيضاً:
العمل في المسرح ليس نوعاً من الارتزاق عندها..
والعمل في الصحافة عندها ليس مجرد “أكل عيش”..
كانت قوية أمام الأقوياء.. وضعيفة مع الضعفاء لتأخذ بيدهم وتساندهم وتشد من أزرهم.
تزوجت ثلاث مرات وأنجبت عملاق القصص والأدب
”سارة برنار العربية” ولدت في بيروت عام 1897.. تزوجت من المصري محمد عبدالقدوس الممثل الذي ولد في الثالث من أغسطس 1888 وعاش 81 عاماً.. أنجبت منه ولدها الوحيد الكاتب الأديب وأشهر مؤلّف قصص إحسان عبدالقدوس.
كما تزوجت من الفنان مؤسس المسرح في الوطن العربي زكي طليمات، كما تزوجت من قاسم أمين.
خاضت معارك عنيفة في الفن والصحافة والسياسة
يؤكد مؤرخو سارة برنار العربية أنها إحدى أشهر الأسماء في عالم الفن والصحافة والسياسة في النصف الأول من القرن العشرين.. إنها فاطمة اليوسف “روز اليوسف”.
وتقول بطلة حكايتنا إن الكلمة توحد بين التمثيل على خشبة المسرح والعمل الصحافي، الممثل على المسرح ينطق كلاما مكتوبا له والصحافي ينطق بكلمات سطرها قلمه.. حولت الهزائم إلى انتصارات..
لم تدخل مدرسة.. ولم تكن تعرف القراءة والكتابة.. لكنها أنشأت جامعة عُرفت باسمها
ومن الطريف والمثير أن بطلة حكايتنا لم تدخل مدرسة.. ولم تكن تعرف القراءة والكتابة.. لكنها تعلمت القراءة والكتابة على يد أحد الشيوخ مقابل 50 قرشا كان يدفعها الفنان عزيز عيد.
ومن الأدوار التي قامت بطلة حكايتنا بها دور “ست أبوها” خفير في قرية كفر البلاص.. أحبها “عمدة القرية” واغتصبها.. فقتلها والدها الخفير ليغسل عاره!
كما سبق أصدرت فاطمة اليوسف “روز اليوسف” مجلتها التي عُرفت باسمها، ثم أصدرت جريدة روز اليوسف اليومية ورأس تحريرها عبدالرحمن بك فهمي.. ومن أشهر الكتاب الذين كتبوا فيها:
- عباس محمود العقاد.
- نجيب محفوظ.
- د.عائشة عبدالرحمن “بنت الشاطئ”.
ومن الجدير بالذكر أن أحد كبار الكتاب والمفكرين ونعني أحمد بهاء الدين كان يعمل بعد تخرجه في كلية الحقوق فيما يعرف بالنيابة الإدارية.
وكان يسجل خواطره وأفكاره.. ويذهب إلى مقر مجلة روز اليوسف ويتركها عند الاستعلامات، وكانوا يرسلونها إلى المسؤولة عن التحرير.. لفتت كتاباته وأفكاره انتباه فاطمة اليوسف.
سألت: من يكتب هذه الأفكار؟
أجابوا: رجل يأتي إلينا ويترك لنا ما كتبه.
قالت: لا تأخذوا منه أفكارا جديدة.. قولوا له أن يصعد إليّ ليقابلني.
وبعد حوار بينها وبينه أعطته تصريحا بإصدار مجلة صباح..
ووضع تصوره للمجلة وأبوابها.. ووضع شعارا لها وهو الشعار المسجل على غلافها:
”لعقول شابة وقلوب متحررة”.
سارة برنار العربية أدخلت إلى الصحافة الأسلوب السهل.. الذي يتوافق بين المثقفين وغير المثقفين.
دخلت سارة برنار العربية “روز اليوسف” معارك عنيفة دفاعاً عن الحرية والوطنية.. ومقاومة الاستعمار البريطاني.. وحاربت إلى جانب حزب الوفد رغم أنه كان يتجاهل وجودها.
أقيلت حكومة الوفد عام 1928 وتولى حزب الأحرار الدستوريين برئاسة محمد محمود باشا لكنه في أول أيام حكمه أصدر قرارا بمصادرة مجلة روز اليوسف.