مزارع كويتي يزرع التحدي قبل زراعة المألوف
يوسف سويلم الكريباني:
اندفعت إلى معرفة أسرار الخضراوات الغريبة عند رؤيتي لها في الغرب
يوسف سويلم الكريباني مزارع كويتي، ولكنه مزارع من نوع مختلف.. قبل أن يزرع الثمار أو الفواكه والخضراوات بألوان وأشكال جديدة جميلة، زرع في كثيرين فكرة التحدي للمألوف من الثمار الزراعية عندما اكتشف في بلدان الغرب (أميركا وأوروبا) أنهم يزرعون الطماطم بلون أسود والخيار على شكل قلب، وانهم يحصلون على عوائد مادية عالية، بل يجددون في البيئة وفي خيرات الخالق التي وهبها للإنسان، لذلك قرر أن يتحدى الظروف الزراعية في الكويت وأن يبدأ مشروعه الذي استغرق فيه ثلاث سنوات كاملة، إلى أن خرج الى النور.. وقد كان لـ «أسرتي» معه هذا اللقاء:
بدأت تجاربي على الخضراوات الغريبة منذ عام 2012
من أين جاءتك الفكرة بمشروعات جديدة مختلفة؟
– فكرة زراعة النوادر بدأت معي عندما كنت طالبا بأميركا وكنت أرى كيفية جمال الثمار الغريبة وكيف يتعبون عليها لإنتاجها. ولأني مزارع وأبي مزارع، أثارت دهشتي واندفعت الى معرفة أسرارها وكيف أنها تسوق بشكل واسع، وكيف أنه ليس لدينا مثيلاتها.
ومن هنا، بدأت تجاربي، عام 2012 ولمدة ثلاث سنوات، الى أن وصلت اليها ومن ثم بدأت أعلن عنها عام 2015 عندما جهزت المحاصيل ونضجت.
وماذا عن رد الفعل؟
– عندما أعلنت عنها، فوجئت بالناس، حيث كانوا بين المشكّك وبين المشجّع، وذلك لعدم وجود ثقافة زراعية بدول الخليج.. ولذلك، كان هناك من يرى أنني ألعب في ألوان الثمار، لكن الجهات العلمية اعتمدت ما قمت به، مثلما في أميركا وأوروبا.
وفي هذا العام أعلنت عن نجاح النتائج.. وكان الانتاج ليس غزيرا بل مجرد تجارب في موسم 2015، وحاليا لدينا اتفاقيات جديدة للمزيد من الانتاج للمطاعم والشركات ومراكز التسوق.
الألوان الداكنة في الثمار أفضل من الألوان الفاتحة
الطماطم السوداء تكافح الســرطـان
الـ Super Food ثمار قيمتها الغذائية عالية
وما الفرق بين الثمار العادية والثمار الجديدة من إنتاجك بخلاف الشكل واللون؟
– الألوان الداكنة في الثمار بشكل عام أفضل صحياً من الالوان الفاتحة، مثل الطماطم السوداء التي زرعناها، وحسب شهادة ولاية أريزونا عن الطماطم السوداء أنها تكافح السرطان لوجود مضادات الأكسدة بها بكثرة.
الفرق الثاني، في القيمة العليا للغذاء نفسه وتسمى Super Food في أميركا، وهي نباتات وثمار قيمتها الغذائية عالية. مثل الزهرة البنفسجية العليا في قيمتها الغذائية، أيضا الخيار على شكل قلب يدخل في تجميل الأطباق، وهذا فرق ثالث، لأنها تحبّب الأطفال في الأكل.
مشروعاتك المستقبلية.. ماذا عنها؟
– بعد أن تركت شركة البترول كوظيفة من أجل الزراعة، مشروعي هذا هو الأمل والطموح في المستقبل من خلال شركتي.. وطموحي هو الوصول الى مرحلة التصدير، بالرغم من عدم القدرة الحالية من تصدير الثمار بشكل عام من الكويت.. لكن هذا الموسم سيتم تسويق ثمارنا للفنادق والمطاعم. ومستقبلاً سوف يكون التصدير إن شاء الله في منطقة الخليج، والبداية من دبي، بسبب احتوائها على الكثير من الفنادق.. كما أنني أشارك فيها كثيراً في مهرجانات زراعية وهذه السنة ستكون السنة الرابعة إن شاء الله.
نصيحتي الذهبية للناس:
ازرعوا في بيوتكم!
الزراعة المنزلية تعلّم الاعتماد على النفس وتهتم بالبيئة وتعلّم النشء
بصفتك خبيرا زراعيا.. ما نصيحتك الذهبية للناس؟
– لابد أن نبدأ في الزراعة ولو في المنزل.. فأنا أشجع كثيراً الوعي الزراعي وتنميته، والنتائج ستكون رائعة.. حيث تقليل التكاليف، والاستهلاك سيقل، الى جانب أنك ستحصل على منتج متميز فالزراعة المنزلية تختلف كثيراً عن الزراعة العامة.
وأنا أنوي بالفعل تشجيع الناس على الزراعة المنزلية.
لذلك أقول لقراء «أسرتي»: حاولوا الزراعة في البيت، لأنها تعلم الاعتماد على النفس ولتكن الورقيات حتى كشيء مبسط نبدأ به الزراعة، الى جانب ان الزراعة في البيت فيها ناحية مهمة وهي الاهتمام بالبيئة وتعلم النشء الاهتمام بالبيئة.. ونحن في المستقبل سنحاول إنتاج فيديوهات تعليمية للزراعة المنزلية.
من أين تحصل على البذور الخاصة بثمارك الجديدة؟
– من أوروبا وتحديداً هولندا وكذلك أميركا.. ولدينا أيضاً بذور في الكويت، ولكن بعد الفحص للبذور المستوردة من الجهات المختصة، نقوم بذراعتها والمشكلة التي تواجهني دائماً هي الحصول على البذور المتميزة، من مصادرها الأصلية الحقيقية حتى نعطى النتائج المرجوة.